(لا سيفه انكسر و لا على عصاهُ اتكأ).. (الدقير) ينعي رحيل أستاذ جامعي بكلمات مؤثرة
الخرطوم : الموجز السوداني
نعى رئيس حزب المؤتمر السوداني، وفاة استشاري الجراحة والأستاذ بجامعة الخرطوم، البروفيسور شاكر زين العابدين الذي انتقل إلى جوار ربه، اليوم، بكلمات مؤثرة، وكتب الدقير في تويتر قائلاً: بعض الناس – بل أبهى الناس – هم الذين لا يستطيع المرء الكتابة عنهم فور سماع النعي، لأنّ ما يرشحُ عن ذواتهم التي تفيض عافيةً إنسانية و وطنية لا يوحي بأنهم على موعدٍ مع موتٍ قريب
بروف شاكر زين العابدين هو أحد هؤلاء .. في آخر مرةٍ التقيته كان معنا هَمُّ الوطن، و لم يخطر ببالي أنّ الموت رابعنا و أنه كان ينسج خيوط المصيدة لإنسانٍ كأنه شامةٌ في الناس .. إنسانٍ مترعٍ بالنُّبْل و النقاء، مسكونٍ بحب الوطن، شديدِ الوفاء لشعبه و صميمِ الالتزام بقضاياه
كان من الرعيل الأول في حزب المؤتمر السوداني .. الرعيل المؤسس للحزب، القابض على جمر المبادئ و الانتماء و الاستقامة الصارمة التي تمنع صاحبها من التزحزح عن سواءِ السبيل الوطني .. كان واحداً من أولئك الذين سبقونا و قادونا على الدرب الصعب الجميل .. عاش ملبياً لنداء الضمير،
و له “في خدمة الشعب عَرَق” في ميدان مهنته كطبيبٍ حاذقٍ في غرف العمليات الجراحية و عنابر المشافي، و عالمٍ أجزل العطاء لتلاميذه في قاعات الدراسة الجامعية و خارجها، كما في نشاطه النقابي و السياسي الموسوم بمقاومة الشمولية و الإستبداد و النضال الدؤوب
من أجل العبور إلى وطنٍ ترفرف فوق رؤوس أهله رايات الحرية و السلام و العدالة.
فرض عليه الواقع الوطني – خلال رحلة عمره – دوام التّأتِّي المُضني لمطلوبات النضال .. و ظلّ، حتى وافته المنية، يحمل أثقال السنين و يحمل مع غيره من الشرفاء أعباء السؤال، سؤال الحياة الكريمة لشعبه
لا سيفه انكسر و لا على عصاهُ اتكأ، و لم يرفع رايةً بيضاء في الأوقات التي استطالت فيها مخالب الاستبداد لتتصيّد طلاب الحرية و الحياة الكريمة.
عليه من المولى سحائب الرحمة و الرضوان، و العزاء لأسرته و أصدقائه و تلاميذه و رفاقه في العمل العام.