اتفاق سري بين دولة الجنوب والإمارات لاحتلال أبيي

حوار - أحمد قسم السيد

رئيس تنسيقية دينكا نقوك جون زكريا لـ الموجز السوداني (1-2)

اتفاق سري بين دولة الجنوب والإمارات لاحتلال أبيي

حكومة الجنوب تخطط لاحتلال أبيي بجيش الحركة الشعبية

قضية أبيي مصيرية هذا لا خلاف حوله،و الحكومة السودان تتعامل مع قضية أبيي وفق البروتوكولات والاتفاقيات الدولية الخاصة بابيي.

حكومة الجنوب ارتكبت مُخالفات وأضحة في أبيي تحت نظر وسمع قوات بعثة اليونسفا

أنشطة إرهابية خطيرة في أبيي تقوم بها المليشيا المتمردة ومليشيا الحركة الشعبية

بعثة قوات اليونسفا شكلية ودورها ضعيفٌ ونطالب بسحبها من أبيي

منهوبات الخرطوم تُبـاع في سوق آل دقلو بأبيي

بعثة قوات اليونسفا أصبحت “تتفرج” على الخروقات في أبيي

يبدو أن حكومة دولة الجنوب بدأت في استغلال الأزمة الدائرة في السودان، لفرض واقع جديد في منطقة أبيي، وبدأت خطوات عملية للاعتراف بنتائج الاستفتاء الأحادي، الذي جري للمنطقة قبل أكثر من 11 عاماً، وخلال الأيام الماضية، برز إلى السطح مجدداً النزاع حول أبيي بين السودان وجنوب السودان، عقب تحركات في جوبا للاعتراف بنتائج استفتاء من جانب واحد، الأمر الذي قوبل برفض واسع من أبناء المنطقة، (……) جلست إلى رئيس تنسيقية دينق نقوك جون زكريا، وخرجت بالحصيلة التالية.. فإلى مضابط الحوار:-

*ما تعليقك على خطوة دولة جنوب السودان بإجراء عملية استفتاء أحادي في أبيي لضم المنطقة للجنوب؟
دولة الجنوب بكل أسف انتهزت فرصة الحرب الدائرة في السودان وارتكبت خطأً كبيرا، وذهبت في طريق الانفراد، واجرت استفتاءً أُحاديا في أبيي، وهي واحدة من خروقات اتفاقية أبيي الموقعة بين الدولتين برعاية دولية وأفريقية، والاستفتاء الأحادي غير موجود أصلاً في بروتوكول أبيي، الذي ينص على أن استفتاء مواطني دينكا نقوك من العشائر الـ9 والسودانيين الآخرين، هم مضمون البروتوكول، والاستفتاء الأحادي أمر مرفوض بكل تأكيد، ويحب على دولة الجنوب الالتزام بنصوص الاتفاقية، التزاما أخلاقيا وادبيا على الأقل كي يذهب البروتوكول في مساره الصحيح.
*هل حكومة الجنوب موافقة على هذا الاستفتاء؟

حكومة الجنوب برئاسة سلفاكير رفضت الاستفتاء الأحادي، باعتبار أنه غير قانوني، لكن حكومة الجنوب في أبيي خرقت الاتفاقية تماما وأصبحت مصرة على ذلك، وتريد من الحكومة أن تقبل بالاستفتاء، ومازالوا يمارسون ضغوطات شديدة على رئيس دولة الجنوب حتى يرضخ ويقبل بهذا الاستفتاء الأحادي كمجاملة لضم أبيي للجنوب.
الرفض للاستفتاء تم أيضاً من الاتحاد الأفريقي، وكذلك المجتمع الدولي، وبالتالي أصبح من قاموا بالاستفتاء يدورون حول أنفسهم ويمارسون ضغوطات للقبول به.
*ماهي الخطوات التصعيدية رداً على خروقات الاتفاقية من الجانب الجنوبي؟

نريد من الحكومة السودانية باعتبارها الجسم الموازي لحكومة دولة الجنوب بأن تشكل ضغطا دبلوماسيا على حكومة الجنوب التي تنوي وتخطط لاحتلال أبيي بواسطة جيش الحركة الشعبية.
*عفواً .. ما هي خطط حكومة الجنوب لاحتلال أبيي؟
تخطط للاحتلال بواسطة جيش الحركة الشعبية، والآن هناك لواء كامل من الحركة توغل في العمق الداخلي لمنطقة أبيي، مخالفاً لاتفاقية 20 يونيو التي نصت على أن أية قوة عسكرية تابعة للجيش السوداني يجب أن تكون متواجدة شمالاً في حدود 56، وكذلك أية قوة عسكرية تابعة لدولة الجنوب تكون ايضاً في حدود 56 جنوباً، وهذا ما تم الاتفاق حوله، لكن الآن حكومة الجنوب أصبحت تنقل الجيش الشعبي داخل أبيي.

*عفواً.. منطقة أبيي منزوعة السلاح؟

نعم ومن المفترض أن لا تتواجد أية قوة عسكرية داخل أبيي، ولا حتى حولها، ولكن حكومة الجنوب الآن احتلت جميع المناطق الجنوبية وحتى مطار (اطونج) الذي تم تشييده بواسطة الحكومة السودانية الآن محتل من قبل حكومة الجنوب، وهو مطار مشهور وضخم وتم استغلال بعثة قوات اليونسفا من الجانب الجنوبي لتقوم بتأمين المناطق، والمطار أصلا من نصيب حكومة السودان لان هي من قامت بتشييده آنذاك عبر صندوق دعم الوحدة، حالياً للأسف الشديد أصبح تحت سيطرة الحركة الشعبية، وما يتم من قبل حكومة الجنوب في أبيي مخالفة بشكل واضحة لما ورد في نصوص الاتفاقية تحت نظر وسمع القوات الأممية.

*ما دور الرئيس المشترك لمنطقة أبيي الجانب السوداني من هذه التطورات الخطيرة في ملف أبيي؟

الرئيس يقع على عاتقه دور كبير جداً، باعتباره ممثلاً لحكومة السودان في أبيي يفترض أن يقوم برفع تقارير للسيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان عن تلك الخروقات ليقوم البرهان بدوره بمخاطبة نظيره في دولة الجنوب بهذه التطورات لمناقشة الأمر ووضع حد لمهازل وتمدد الجانب الجنوبي في أبيي. والحكومة السودان تتعامل مع قضية أبيي وفق البروتوكولات والاتفاقيات الدولية الخاصة بابيي… ولكن أنا متأكد إذا لا قدر الله حدث خرق للاتفاقية من الجانب السوداني تجد حكومة الجنوب والإشرافية صوتها يرتفع ومباشرة تقوم بتصعيد الأمر لمجلس الأمن والمجتمع الدولي، ولا يجاملون في حدوث اي اختراق. وقضية أبيي مصيرية ولا تقبل المجاملة، والجيش الشعبي يومياً يتوغل داخل أبيي بكامل معداته الحربية بإدارته حكومته.

*هل لديكم معلومات مؤكدة عن استغلال مطار أبيي بواسطة الإمارات لتزويد المليشيا المتمردة بالسلاح؟
ما نعلمه الإمارات قامت بتسليح المليشيا التابعة للجنوب لإعلان الحرب ضد قبيلة دينكا نقوك ليتم طردهم من المنطقة، وأصبحت هنالك مناوشات من وقت لآخر من المليشيات التابعة للجنوب لطرد المواطنين واحتلال المنطقة وضمها للجنوب بالقوة الجبرية وهي مؤامرة شغالة في الإمارات مع دولة الجنوب.

*البعض يتحدثون عن اتفاق سري بين الجنوب والإمارات لاحتلال أبيي؟
صحيح لدينا معلومات بأن هنالك اتفاقاً جرى بين حكومة الجنوب والإمارات من أجل احتلال منطقة أبيي وضمها للجنوب لأسباب تعلمها حكومة الجنوب والإمارات،

*هناك حديث عن تمدد تجارة المخدرات والأسلحة داخل أبيي؟

نعم هي حقيقة، موجودة وسوق النعام بأبيي أصبح يطلق عليه سوق آل دقلو الإرهابية لأنه يتم فيه بيع جميع المنهوبات من الخرطوم وولايات السودان الأخرى وتباع نهاراً جهاراً.

*أين قوات بعثة اليونسفا من الخروقات التي تحدث في أبيي من المليشيا المتمردة وحكومة الجنوب؟

للأسف الشديد لا دور لليونسفا فيما يحدث من خروقات خطيرة لاتفاقية أبيي، والقوات ترأى أن ما يحدث من تطورات خطيرة في أبيي ليست من اختصاصها، وأصبح ترويج المخدرات وتجارة الأسلحة أمراً عادياً، إضافة إلى وجود أنشطة إرهابية خطيرة في أبيي تقوم بها المليشيا المتمردة ومليشيا الحركة الشعبية.
وتعتقد قيادة القوات بأن الأنشطة التي تمارس داخل أبيي من صميم عمل الشرطة المجتمعية المشتركة من السودان والجنوب، التي هي عبارة عن مواطنين يرتدون ملابس مدنية لحل مشاكل الأهالي.

*أين الشرطة المجتمعية؟

البروتوكول نصّ على وجود قوات شرطية مشتركة بين السودان ودولة الجنوب قوامها “300” فرد مناصفةً بين الدولتين لتأمين المؤسسات المدنية في أبيي، لكن للأسف تم تنفيذ البروتوكول بصورة غير صحيحة بالرغم من أن هنالك نصا صريحا في اتفاقية 20 يونيو ينص على تكوين إدارة من الدولتين والجانب الجنوبي رفض الإدارة المشتركة، ووافق بقوات بعثة اليونسفا لحماية أبيي، مما أدى لتجميد أعمال الإشرافية المشتركة بين الدولتين وأصبحت اليونيسفا هي الموجودة وللأسف الشديد دورها ضعيفة، والخروقات حالياً تحدث أمام نظر وسمع الأمم المتحدة ولا يوجد رد فعل ودورهم فقط رقابي، وأصبحت يونيسفا متفرجة فقط والأخطر من ذلك اذا حدثت اية جريمة لا تحرك ساكناً، وتحركاتها في إطار الحدود ومواقعهم فقط.

*رسالتك للمجتمع؟

على الأمم المتحدة أن تنصف أهالي أبيي، وتكون مسؤولة من تنفيذ الاتفاقية، دون الانحياز لأية طرف ، والمواطنون هناك فقدوا الثقة في الأمم المتحدة وفي قوات اليونسفا لجهة أنها لا تخدم أي غرض، ولا تشكل أية حماية للمواطنين (قاعدين فراجة)، ولا يستطيعون تأمين المواطنين ويستفيدون من موارد المنطقة، وهي قوات شكلية دورهم ضعيفٌ، ونطالب بسحبها من أبيي، وأصبح وجودها في مصلحة
*ماهي توقعاتكم للأحداث في أبيي في ظل التطورات المتسارعة؟
لو لا حكمة الحكومة السودانية في ظل هذه التطورات كان سيحدث ما لا يحمد عقباه في أبيي، في ظل كثرة المناوشات من قبل الجانب الجنوبي، وتم الاعتداء على مواطني دينكا نقوك وطردهم من مناطقهم لاحتلالها، ودخلوا في عدة مناوشات مع شباب المنطقة، ومن هنا أؤكد للناس جميعاً أننا لا نقبل أن يعتدي علينا أي شخص في مناطقنا، ومستعدون للموت في سبيل ذلك، أضف إلى ذلك أننا فقدنا الثقة في قوات اليونيسفا، وللأسف الشديد تمت تصفية العديد من المواطنين داخل السجون في منطقة أبيي

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!