في مقابلة مع “الموجز السوداني”.. سليمى إسحاق تكشف معلومات صادمة بشأن حالات العنف الجنسي
الموجز السوداني _خاص
في مقابلة مع “الموجز السوداني”.. سليمى إسحاق تكشف معلومات صادمة بشأن حالات العنف الجنسي
وصفت مديرة وحدة العنف ضد المرأة (حكومية) سليمى إسحاق، وضع النساء في السودان
بالأسوأ إقليمياً ودولياً، حيال أعمال العنف الدائرة في البلاد بين الجيش السوداني والدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان 2023.
وقالت سليمى في مقابلة مع “الموجز السوداني”، إن الحرب أثّـرت بشكل كبير على النساء والأطفال كغيرهم من فئات المجتمع لأنهم مصدر خطر بالنسبة لهم.
إحصائياتٌ وأرقامٌ
وكشفت عن ارتفاع حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع إلى (152) حالة اغتصاب، فيما سمحت النيابة بالإجهاض لأربع فتيات.
وقالت إنّ معظم الحالات تم توثيقها عبر الخدمات الصحية وأطباء مدربين وعلى خبرة بالمعالجة السريرية للاغتصاب، فضلاً عن حالات كثيرة لم يتم حصرها، وحالات جَـارٍ حصرها.
حوار- الموجز السوداني
وقالت سليمى إسحاق إنّ النساء فقدن الأمن النفسي والاجتماعي، وكذلك بيوتهن بسبب إجبارهن بالرحيل قسرياً وفقدن مدخراتهن.
وأضافت: “سنواجه مشكلة جوع وفقر كبيرة في المستقبل، لأنه حتى الآن التدخلات عبر الطوارئ أقل بكثير من الحاجة”.
وكشفت عن أنّ النساء في السودان (70%) منهن يعملن في الزراعة، ويشكلن (80%) من القطاع غير المنتظم فقدن أعمالهن ومصدر رزقهن
بسبب الحرب وكن يعلمن في هذه المجالات من أجل مقاومة الفقر، إضافةً إلى الموظفات اللائي فقدن مدخراتهن كالذهب.
بالرغم من الأوضاع المزرية التي تعيشها المرأة السودانية جراء اتساع رقعة الحرب، إلا أن سليمى تتوقّع التأثير الأكبر سيظهر عليهم بعد انتهاء الحرب، لأن المعاناة ستزيد إلى حين استعادة الخدمات الصحية والاجتماعية.
مُكافحة الفقر
وتُشير إلى أنّ أغلب المُتطوِّعات من النساء النازحات يعلمن مع المنظمات تطوعاً لمساعدة مجتمعتهن، رغم المشاكل التي تحدث إليهن،
ولكن النازحات تتسع رقعة الحرب ويصبحن نازحة للمرة الثانية والثالثة وهو أكثر شيء مؤلم بحسب سليمى.
خطرٌ داهمٌ
واعتبرت إسحاق العنف الجنسي المرتبط بالنزاع مسألة ستكون خطراً داهماً على النساء السودانيات بأكملهن، ما لم تنتهِ الحرب ويعودة الأمان ويكون هناك سيادة قانون ومسألة محاربة الانتهاكات.
وطالبت بضرورة محاسبة كل من قام بانتهاكات في حق النساء،
وزادت: “لازم تكون هناك محاسبة حتى لا نخسر كل شيء في هذه الحرب، ونطلع ببعض المكاسب وعلى الأقل الأفعال المشينة
في حق النساء تقف تماماً وحتى لا تتكرّر وتحتاج لإدانة دولية وإقليمة وعقوبة على المستويين المحلي والدولي”.
وحول مناشدة طرفي النزاع، قالت المسؤولة الحكومية بعد سقوط مدني لا فائدة من من مناشدة الدعم السريع والآن بتسمع صوتاً غير صوت السلاح.
صوت الدولة
وكشفت عن عدم وجود تواصل مع أطراف النزاع، وأضافت: “بنحاول نكون صوت الدولة فيما يلي الانتهاكات، لكن لم يحصل تواصل بين أطراف النزاع، أنا ما بقدر اتواصل مع الدعم السريع بسبب الانتهاكات،
وما بقدر أعطيهم شرعية حتى تمنتع”، الدعم السريع تمنتع بسبب الضغط الدولي، ويقولون نريد السلم، ولكن قواتهم تفعل كلما تريد.. مافي فائدة من المناشدة مادام رقعة الحرب في اتساع”.
وبشأن دور الوحدة في الوقت الحالي،
أوضحت: “نحن جهة متخصصة دورنا بكون أحسن في الإصلاح الأمني وتشكيل القوانين ووضع المعايير”.
انهيار النظام الصحي
وضربت ناقوس جراء انهيار النظام الصحي، وأضافت: “بانهيار النظام الصحي انهار لدينا كل شيء، وقدر ما أقول ليك محبطة قدر شنو، في مدني النساء لم يجدن المساعدات، وفي السابق بننقل النساء من الخرطوم الى مدني،
وبعد سقوطها نضطر إلى تحويل النساء من مدني لكسلا والخروج من مدني يستغرق أياماً للوصول إلى كسلا والقضارف أو بورتسودان،
وهذا يجعلنا عاجزين مع شركائنا في تقديم الخدمات وستكون مسألة غايةً في الصعوبة”.
وصمة عار
ورأت أنّ مسألة الاغتصاب ضاعت منها وصمة العيب والعار، وطالبت بالتبيلغ الفوري عن أي حالة اعتداء جنسي.
واتهمت بعض الأسرة التي تحاول أن تغطي على موضوع الاغتصاب بالتزويج من الأسرة.
وتوقّعت بأن تكون التحديات كثيرة جداً وبعد الحرب سيكون بالنسبة لنا أسوأ بكثير، لأن قد تكون هناك ناجيات كثر لم يتحدثن وتحدث لهن مشكلة صحية، وحقيقة هذا ملف خطير
ودقيق ويحتاج لعمل كبير، لأنه من أنواع العنف الجنسي المرتبط بالنزاع الأسوأ بالعالم وهذا يحتاج لتدابير مختلفة طبقاً لمديرة الوحدة.
دعم الأمم المتحدة
وحول الدعم الخارجي الذي تتلقاه الوحدة، قالت: لدينا دعم من الأمم المتحدة والهيئات الدولية معترفة بتقاريرنا وفي تواصل بيننا،
وصندوق الأمم المتحدة للسكان ساعدنا بشكل كبير، ومحتاجون على المستوى القومي، الوحدة معاناتها في الولايات أكبر من المركز
ووزارات الرعاية الاجتماعية في مختلف الولايات لم تستطيع أن تفهم عمل الوحدة وهناك هيمنة عليها، ولديها مشاكل ليس لها معنى عن توقف سير العمل”.