الخرطوم: الموجز السوداني
على الرغم من مضي أكثر من عامين على ثورة ديسمبر المجيدة، إلا أن محاولات “التغيير” الحقيقية ما زالت تراوح مكانها، الأمر الذي أغرى وظل يغري أعداء الثورة للالتفاف عليها.
فما زال يسيطر على السوق تجار موالون للنظام البائد يحتكرون السلع، ويتحكمون في قوت الناس، بدعم شبه مباشر وغير مباشر من السلطة الجديدة، التي لم تتنبه حتى الآن، بحسب مراقبين، إلى ضرورة تحرير قوت الناس.
وفي الوقت الذي كان الثوار يستعدون للاحتفال بذكرى مواكب 30 يونيو 2019 التي أجهضت محاولة سرقة الثورة، عقب مجزرة فض الاعتصام، أطلق الفلول مبادرة للخروج في مواكب 30 يونيو، مطالبين بإسقاط الحكومة، الأمر الذي انقسمت حوله الأجسام الثورية،.
بينما دعت غالبية لجان المقاومة والكيانات والأحزاب الثورية إلى عدم الخروج، نادت أخرى بالمشاركة في مواكب اليوم، التي يرى مراقبون أنها الامتحان الأصعب للثورة منذ اندلاعها في 19 ديسمبر 2018.
وفي الوقت الذي انشغلت فيه لجنة إزالة التمكين بملاحقات لا تكفي للجم “الخراب”، وقتل “الفتنة” يظل ظهر المواطن مكشوفاً لتلقي ضربات الدولة العميقة، التي استطاعت أن تفعل في الناس ما تشاء، دون أن تجد من يكف عنهم أذاها.
وبعد عامين ويزيد من اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة في 2018، التي أطاحت بنظام عمر البشير، يتوزع (الثوار) بين ثلاث مجموعات، الأولى ترى أن الثورة تم اختطافها، والمجموعة الثانية تذهب إلى أنها لم تسقط بعد، وأن الثورة بحاجة إلى استكمال، أما المجموعة الأخيرة فما زالت تدعو إلى التريث ومنح السلطة الانتقالية مزيداً من الوقت لإحداث التغيير المنشود.