الخرطوم : الموجز السوداني
(1)
- حكاية السلطة في السودان مثل حكاية (العصفورة) التي أراد صائدها أن يدخلها (القفص) فأخرجها منه – العصفورة ارادت ان تخرج من (القفص) فدخلت فيه.
- نحن ندور في هذا الفلك منذ الاستقلال – اذ تبدو دورة الحكم عندنا هكذا حكومة منتخبة – انقلاب عسكري – ثورة شعبية – حكومة انتقالية ثم منتخبة فانقلاب عسكري فثورة شعبية.
- تدور الساقية على هذا المنوال.
- يمكن ان نقول عن دورة السلطة في السودان ديمقراطية – بور – ديمقراطية. نقصد بـ (البور) الحكم العسكري وهو شيء يأتي على وزن (البوت).
- لا فرق حرفياً كبير بين البور والبوت.
(2)
- الشعب السوداني شعب ديمقراطي من الطراز الفريد – حياتنا الاجتماعية شيئاً من الممارسة الديمقراطية الرشيدة.
- طبعنا هكذا – ديمقراطيون حتى النخاع.
- كل الحكومات العسكرية والشمولية ثار عليها الشعب السوداني – نحن الشعب الوحيد في المنطقة الذي قام بثلاث ثورات شعبية في حقب مختلفة.
- اكتوبر.
- ابريل.
- ديسمبر.
- خطواتنا مقرونة بهذا (كم في الخطوة بنلقى شهيد بدمه بيرسم فجر العيد) – مازلنا في انتظار ذلك الفجر.
- قمنا على هذا الطبع (عصينا عصينا على الحرية منو بوصيني).
- هذا الشعب السوداني العظيم على استعداد ان يقدم ثورة (اكتوبر) في كل شهر.
- شاهدنا اكتوبر في ابريل.
- فلم يستوعب العسكر الدرس.
- اعدنا اكتوبر وابريل معاً في ديسمبر.
- ويبدو انهم ايضاً لم يستوعبوا الدرس.
(3)
- ظل الشعب يقتلع حريته وحقوقه وسلطته من (العسكر) عن طريق الثورات الشعبية.
- في اكتوبر اقتلع الشعب السوداني (السلطة) من حكومة عسكر عبود.
- لكن الشعب السوداني عاد وسلمها الى نميري.
- في ابريل اقتلع الشعب السوداني حقوقه من عسكر نميري.
- عاد الشعب السوداني وسلمها للبشير.
- في ديسمبر اقتلع الشعب السوداني السلطة من عسكر حكومة البشير بعد (30) سنة من القمع والذل والكبت.
- اياكم ان تسلموها للعسكر الذين اقتلعتموها منهم قبل فترة قصيرة.
- لا تكرروا الاخطاء التي وقعتم فيها في الثورات السابقة.
- كونوا اوفياء لشهداء هبة سبتمبر وثورة ديسمبر.
- لا تنسوا احمد الخير وعيسى دودو وكشة وعباس فرح ومحجوب التاج محجوب.
- لا تنسوا هزاع عزالدين وسارة عبدالباقي.
- هؤلاء الشهداء الذين ما زلنا نبحث عن القصاص لهم لن نخونهم بان نعيد السلطة الى الذين خرجوا ضدهم.
- ندرك ان المعاناة كبيرة وان الاحتمال شاق… نعرف ان الثمن غال والتضحيات جسام.
- كل الذي يمكن ان نتعرض له لا يساوى شيئاً امام نقطة دم واحدة سالت من احد الشهداء من اجل ان نعيش بكرامتنا وعزتنا.
- لقد خرج الشعب السوداني للشارع من اجل الكرامة والعزة والإنسانية – لن نقايض هذه الاشياء بالامن والخبز وفتح الطرق القومية.
- أي تراجع الآن هو خيانة للشهداء.
- سوف ننصر الحكومة المدنية وان كان ذلك على (حبة خردل) من المدنية.
- لالوب (مدنيتنا) ولا تفاح (العسكر).
- لا تعيدوا انتاج (الكيزان).. الذي نسمعه الآن من اعداء الثورة هو ما كنا نسمعه من النظام البائد عندما كان يهدد بالفوضى والتفلتات الامنية والضياع.
- اصبروا على ثورتكم.
- لن تنهار.
- أي حديث عن انهيار الثورة او انفلات السودان – حديث يقودنا الى ما هو اسوأ من ذلك.
- نحن لا يعنينا الذين يجلسوا على كراسي السلطة الآن في شيء.
- يعنينا هذا الشعب الذي نراهن عليه.
- الشعب السوداني هو الذي سوف يكسب في النهاية.
- ما قدمه الشعب السوداني من تضحيات ومن شهداء يكفل له حياة زاهرة ومستقبل اخضر.
- ربما نحن في حاجة الى ان نسدد المزيد من الفواتير.
- نحتاج للمزيد من التضحيات.
(4)
- بغم /
- الذين فضوا الاعتصام بالقوة والأسلحة النارية هم انفسهم الذين سحبوا القوات المشتركة من حراسة وتأمين مباني لجنة تفكيك نظام 89.
- هذا اللطف والرفق الذي تستعملوه مع (الكيزان) لماذا لم تستعملوه مع الثوّار في ميدان الاعتصام؟
- الذين رفضوا ابادة ثلث الشعب السوداني يبحثون الآن عن ابادة الشعب السوداني كله.