الخرطوم _الموجز السوداني
كشف المفوض العام للجهاز الاستثماري رئيس المحفظة الزراعية عبداللطيف عثمان، تفاصيل جديدة حول صفقة شركة “زبيدة” لاستيراد السماد.
وقال عثمان خلال مقابلة مع تلفزيون السودان ليل أول أمس الخميس، إن عقد عطاء استيراد “السماد” الذي فازت به شركة “زبيدة”، تم عبر لجنة رسمية، شاركت فيها كل الجهات ذات الصلة، ووافقت عليه وزارة المالية وتم توثيقه في وزارة العدل.
ولفت إلى أن بيروقراطية العمل الحكومي أدت لتأخير عملية الاستيراد حيث استغرقت الفترة من فرز العطاء وحتى إصدار خطابات الاعتماد حوالي 70 يوماً.
ونوّه عثمان إلى أن رأس المال المستهدف للموسمين الشتوي والصيفي، استيراد السماد المقدرة بـ 400 مليون دولار، اقتضت البحث عن مصادر أخرى خارج الجهاز المصرفي في ظل الحصار الذي يعانيه البنك الزراعي وقلة موارد النقد الأجنبي بالبلاد.
وأتهم عثمان مافيا السماد بإفشال عطاء البنك الزراعي لاستيراد السماد، موضحا أن ضعف الكمية التي تم تقديمها عبر العطاء مقارنة بالمطلوب ألجأتهم إلى التعاقد المباشر وهو أمر معروف ومتبع في وزارة المالية، وقال إن أصابع النظام المباد ما زالت تتلاعب في الجهاز المصرفي.
وقال عثمان، إن عددا من الشركات تقدمت لاستيراد السماد عبر صيغة التعاقد المباشر التي يشرف عليها البنك الزراعي السوداني، غير أنه جرى اختيار عرض شركة “زبيدة” بقيمة 95 مليون دولار – 200.000 ألف طن من سماد الداب – لعدة اعتبارات، أولها أن الشركة مساهم في محفظة السلع الإستراتيجية وثانيها أن الشركة تتعامل مع جهات ذات سمعة طيبة في مجال السماد وثالثا أن عرض الشركة كان لمدة عام “آجل” وأخيرها أن البنك الزراعي السوداني، فشل في تعزيز اعتماده عبر بنكي أبوظبي والتجارة الأفريقية.
وأبان عثمان أن شركة “زبيدة” تجاوزت كل ذلك عبر علاقاتها مع البنك الأهلي السعودي في وقت طالبت فيه بتأمين دولي على الصفقة – حوالي 5 ملايين دولار –
وحول أسباب اختيار شركة “زبيدة” واستبعاد عرض شركة “أتيا” رغم فارق الأسعار، أرجع عثمان السبب إلى طلب شركة أتيا خطاب اعتماد من البنك المركزي وهو ما لا يتيحه بنك السودان الذي لا يقدم اعتماد سيادي للحكومة الانتقالية.
وكشف رئيس المحفظة الزراعية، عن محاولات أدت لإجهاض الكثير من شحنات السماد القادمة من جمهورية روسيا عبر شركة “زبيدة” متهما جهات داخلية وخارجية بالسعي لإفشال تحرير السلع الإستراتيجية من قبضة مافيا السوق والسماسرة.
وحول تأخير تفريغ أول باخرة من السماد المستورد عبر شركة زبيدة، عزا عثمان الأمر لأسباب تشغيلية ومصرفية، موضحاً أن الشركة تنازلت عن الشحنة لصالح البنك الزراعي ولفت إلى بدء تفريغ الشحنة الجديدة التي تبلغ 30,000 طن.
وقال عثمان، إن أيادي النظام المباد ما زالت تعمل داخل الجهاز المصرفي لتعطيل اي إصلاحات اقتصادية، وأن ما تم في عطاء السماد وصفقة “زبيدة” كان جزءً من الحرب على الدولة.
وفنّد رئيس المحفظة الزراعية، الحديث عن انهيار الموسم الزراعي، وأشار إلى أن البنك الزراعي استطاع تمويل مساحات زراعية أكبر مما تمت زراعته في العام الماضي.