في الأخبار التي تتسق مع هذه المرحلة إرجاع صادر عشرات السفن من الأنعام كانت في طريقها لأسواق المملكة والخليج والسيد النائب الأول للمجلس السيادي يوجه بدراسة الأسباب !
حتى تخرج الدراسة المنتظرة اتبرع من عندي بثلاثة أسباب محتملة منها الإعادة بسبب الصحة او جودة النوع واحتمال ثالث متعلق بتقاطعات سوق الأنعام وعراقيل التجارة الكثيرة فى هذا الجانب والتي لها سماسرة دوليين ونوافذ مفتوحة للرشاوى والنسب !
أمران جعلاني احتار أكثر مع هذا الخبر الكارثة أولهما الإصرار على صادر الأنعام الحي على الرغم من الاحتفال بافتتاح مسلخ الكدرو والذي أعلن عن أنه من أكبر المسالخ مع مقدرته الفائقة في ذبح وتجهيز أكبر قدر ممكن من الأنعام في وقت وجيز مع الإفادة من مخلفاتها هذا غير توفيره مئات الوظائف لأبناء وبنات البلد
لقد تم افتتاح مسلخ الكدرو في أول عهد حكومة الدكتور عبدالله حمدوك والذي ورثته من العهد السابق تسليم مفتاح فما الذي حدث بعد الافتتاح والاحتفال ؟!
هل بدأ فعلا مسلخ الكدرو العمل وان كانت الإجابة بنعم لم الإصرار على صادر الأنعام حي رغما عنه وعن السياسة المعلنة للدولة للإفادة من الذبيح ومن قيمته الإضافية لصالح الاقتصاد الوطني؟ !
ان كانت أسواق الاستيراد الخارجية مثقلة بالسماسرة والمرتشيين والأطباء الذين يمكن ان يقوموا (بتلجين)كل البواخر القادمة من السودان لصالح آخرين فهل في سوق الصادر أيضا من يعمل ويعمد على أن يتم صادر الأنعام حيا رغما عن السياسة المعلنة للدولة ورغم عن افتتاح أكبر مسلخ فى المنطقة ؟!لقد تابعنا في الأخبار أيضا ومع افتتاح مسلخ الكدرو افتتاح الأشقاء في جمهورية مصر العربية أيضا لمسلخ فى منطقة أسوان جنوبي الجمهورية خصص حسب اعلانهم لاستقبال صادر الأنعام السوداني الحي والإفادة منه ومن مخلفاته كقيمة إضافية ومن ثم تصدير الذبيح والمخلفات من بعد تصنيعها لخارج مصر فما الذي يحدث في هذا السوق ولماذا ولمصلحة من؟!
أعلاه أمر واحد أما الأمر الثاني الذي جعلني احتار فهو استمرار ارتفاع أسعار الأنعام في الداخل السوداني (أبقار واغنام)ولحومها على الرغم من إعادة عشرات السفن من الصادر الشيء الذي كان يفترض بداهة ان تنخفض أسعار الأنعام كلها بالداخل وكذلك الحال بالنسبة للحوم الحمراء !
كيف تتم إعادة عشرات السفن المحملة بآلاف الرؤوس الحية من الأنعام والتي من المفترض ان تباع في أسواق المدن السودانية بأسعار معقولة وبأسرع وقت ممكن نسبة لتكلفة رعايتها وتغذيتها بالنسبة لأصحابها ؟!
لماذا لا تستقيم الأوضاع الاقتصادية في السودان على منطق الحساب والأرقام والأحوال ؟!