أوردت بعض المواقع الإخبارية خبراً مفاده صدور قرار من السيد وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر، يفيد بإنشاء إدارة للإعلام الإلكتروني داخل الوزارة لتنظيم ما يتم نشره عبر الصحف الإلكترونية من خلال وضع النظم واللوائح والقانونية التي تنظم هذه المهنة التي في اعتقادي لا يقل تنظيمها أهمية من محاربة مليشيا آل دقلو الإرهابية، لجهة أنها أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي،
وما ينشر فيها من مواد صحفية يخاطب الرأي العام بشكل مباشر دون رقابة مسبقة من أجهزة الدولة، مما يشكل خطورة كبيرة على أمننا القومي، لا سيما أن البلاد في حالة حرب، وما ينشر من معلومات وأخبار يمكن أن يساعد الأعداء والمتربصين بالدولة في ضرب مؤسساتها
وإذا رجعنا للوراء قليلا قبل عامين من الحرب، وأجرينا مقارنة بين الصحافتين الورقية والإلكترونية فيما يتعلق بالرقابة، نجد أن الفرق شاسع لأن الرقابة في الصحافة الورقية طيبة الذكر كانت تبدأ من محرر الخبر نفسه ثم مسؤول القسم ومدير التحرير وأخيراً رئيس التحرير حرس البوابة كما يسمونه خبراء الإعلام، قبل انتقال الرقابة لأجهزة الدولة التي كانت تفرض عقوبات صارمة على الصحافة الورقية تصل مرحلة حجبها عن الصدور خصوصاً التي تورد خبراً يمكن أن يلحق أضراراً بالأمن القومي..
بينما الصحافة الإلكترونية أصبحت مطلوقة ساي “لا حسيب ولا رقيب” وأصبح ما ينشر في بعض المواقع الإلكترونية يخدم مصالح منسوبيها دون مراعاة للمصلحة العامة..
كما أن الصحافة الإلكترونية تعاني من جراحات منزفة والألم أكثر أوجاعاً وصدمات قاسية يجب النظر في أمرها لاستقامتها للتصدي للغرف الإعلامية للمليشيا التي تديرها الإمارات لتشكيك الشعب في قيادته الرشيدة التي تدير المعركة بكفاءة ومهنية منقطعة النظير، أذهلت العالم بعد أن تمكن قادة الجيش العظماء في زمن قياسي ترجيح كفة المعركة لصالح الشعب السوداني بالرغم من عدم مكافأة القوة وامتلاك المليشيا أسلحة متطورة وعتادا حربيا بكميات ضخمة مع ذلك استطاعوا إلحاق هزيمة نكراء بالمليشيا المدعومة إماراتيًا
وعطفاً على قرار السيد وزير الإعلام بالرغم من انه تأخر كثيرًا، لكنني أعتقد أنه جاء في الوقت المناسب.. وهو بكل تأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح..
وأتمنى أن يتبع هذا القرار المزيد من القرارات لصالح الصحفيين المساكين على جمرة الصحافة في زمن بيعت في الأقلام بأتفه الأثمان للذين كنا نعتقد في عهدهم المغبور بأنهم قدوة وخير دليل لنا في طريق مهنة المتاعب والمشاق والبحث عن الحقيقة..
لكن للأسف صُدمنا فيهم بعد ارتدوا الكدمَول وباعوا مواقفهم مقابل حفنة من الدراهم.. في زمن أتمناه أن يعود لكي نخبره بما فعلت المليشيا الإرهابية المدعومة اماراتياً والجناح السياسي لها المسمى نفسه بصمود في الشعب السوداني من مجازر وانتهاكات وفظائع يصعب وصفها بسبب وحشيتها تحت ذريعة محاربة الكيزان ودولة 56 وتحقيق الحكم المدني وغيرها من الشعارات التي تحمل الحقد والانتقام وخطاب الكراهية والعنصرية!!!
والمتابع لمسيرة الإعلام الإلكتروني في بلادي الجريحة، سيجد بكل تأكيد أن هنالك فوضى عارمة وأصبح كل من هب ودب يحمل على أكتافه “مايك” ويبث كل شئ دون مراعاة للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد،
وأصبحنا لا نعرف الصحفيين من الطارئين على مهنة الإعلام واختلط علينا الحابل بالنابل والكل إنشأ موقعاً إلكترونياً وينشر من غير معرفة أبسط مقومات العمل الصحفي، وبعضهم لا يدركون خطورة ما ينشرونه على الأمن القومي لا سيما في بلد تشهد حرباً مجنونة قضت على الأخضر واليابس، والأمر الأكثر إيلاماً ليست الطارئين على مهنة الإعلام،
وإنما الدولة التي لم تنتبه لهذا الخطر الداهم ومازلت تتعامل مع الأمر باستخفاف شديد دون وضع قانون لضبط وتنظيم النشر الإلكتروني ليكون سيفاً مسلطاً على رقاب الطارئين على مهنة الصحافة بدلاً من ترك المجال مفتوحاً للطارئين…!