محمد بشير أبو نمو.. يكتب.. جنوب السودان ..إطفاء حرائق الإمارات أم إشعالها ..؟!*

هل سأل حاكم شمال بحر الغزال (أوبر ماوت) نفسه : لماذا تقيم دولة الإمارات مستشفى ميداني فى مقاطعة ” اويل الشرقية ” من دون كل مساحة دولة الجنوب السودان الواسعة ؟

ومن يصدق أن المستشفى ستقام من قبل دولة الإمارات فى مثل هذا الموقع بالذات لتحسين وتقديم الخدمات الصحية لسكان المنطقة كما ذكروا ؟
ألم يسمع الإخوة فى جنوب السودان بتجربة المستشفى الميدانى فى مدينة ” ام جرس ” الحدودية فى تشاد ؟، وهل يعلم الإخوة فى دولة الجنوب الدور الذى كان وما زال تقوم به مستشفى ام جرس الميدانى ؟
نجيب ونقول انهم زعموا بان الهدف من إنشاء المستشفى هو تقديم (الخدمات للشعب التشادي) ، ولكن فى الواقع أن المستشفى لعلاج جرحى مليشيا الدعم السريع والمرتزقة التابعين لها
ثم أن الغرض الاساسى و غير للمعلن – ومعروف لدينا فى السودان – هو تشوين المليشيا بالعتاد العسكري تحت غطاء عمليات الهلال الأحمر الاماراتى،
ولذلك نحن نتهمهم صراحة بالتدخل فى شؤوننا الداخلية و المشاركة مع المليشيا فى العدوان على بلادنا، وهم ينكرون رغم الشواهد و الوثائق و تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة .
والأمر مع دولة جنوب السودان مختلف على الأقل فى الفترة السابقة، اذ تأتى عشرات الالاف من المرتزقة الجنوبيين للقتال فى الجزيرة و الخرطوم و دارفور، وعندما نواجه السلطات الجنوب سودنية بهذه الحقيقة فانهم يُبررون ذلك بانهم مرتزقة تم تجنيدهم بواسطة أطراف غير حكومية ودون غير علم الحكومة
ورغم أن أعداد المرتزقة تُعد بعشرات الالاف ويقاتلون مع المليشيا ضد الجيش السودانى حتى هذه اللحظة ، ومع وجود تقارير غير موثقة عن طائرات تنقل العتاد العسكرى إلى السودان عبر حدودنا المشتركة، وتُنقل الذهب المهرب من جنوب دارفور إلى الإمارات عبر مطارات جنوب السودان، رغم كل ذلك ظلت حكومتنا تتحفظ عن توجيه أصابع الاتهام علانية ضد الجارة الشقيقة طوال هذه الفترة، ربما لاتاحة المزيد من الفرصة لحكومة جنوب السودان للسيطرة على هذا النشاط المعادى، وهذا ما لم يحدث حتى الآن.
وفى ظل هذه الأجواء المكفهرة يخرج احد نواب رئيس جنوب السودان ويفتي عن الملأ بعدم وجود حكومة فى السودان ، ويطالب حكومة الجنوب والمجتمع الدولى بحماية أهالي أبيي،
وتكتفى حكومة الرئيس سيلفا كير بتصريح مفاده ( ما قاله نائب الريس لا يمثل رأى الحكومة بالضرورة )!
فالمرء يحزن عندما يكتشف ان دولة بعيدة مثل كولومبيا أحرص على منع مشاركة مواطنيها كمرتزقة فى القتال فى السودان أكثر من الجارة الشقيقة جنوب السودان، حيث أجرت كولومبيا تحقيقاً رسمياً عن كيفية تجنيد مواطنيها والوصول بهم عبر الإمارات وليبيا للقتال كمرتزقة مع مليشيات الدعم السريع فى السودان، و أعتذر وزير خارجية كولومبيا للسودان عن هذا العمل المشين مع الوعد على ايقاف اى عمليات تجنيد أخرى مستقبلاً .
نحن فى السودان كنا قد نحسن الظن إذا أقامت الإمارات مستشفىً ميدانياً فى الحدود المشتركة مع يوغندا او اثيوبيا او كينيا او مع الكنغو ، ولكن ان تقام المستشفى فى مقاطعة اويل الحدودية مع السودان ويحتفى بها حاكم تلك المنطقة بوجود ضباط الاستخبارات الإماراتين ، فان مثل هذا العمل يعتبر لعباً بالنار .
و إن كان الإخوة فى جنوب السودان قد ظلوا متفرجين طوال السنتين الماضيتين من عمر العدوان على بلادنا، وابناءهم يقاتلون بعشرات الآلاف فى صفوف المليشيا ، فان السماح للإمارات ببناء (قاعدة عدوان) ضد السودان فى بلادهم باسم المستشفى الميدانى ، يُعتبر إشعالاً لنيران جديدة فى حدودنا مع الشقيقة جنوب السودان،و أرجو ان يعى الأشقاء فى دولة الجنوب الدرس قبل ضحى الغد
و اللهم إني بلغت فاشهد

محمد بشير ابونموُ

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!