محمد أبوزيد كروم يكتب: الخارجية السودانية.. درع السودان ودفاعاته المتقدمة..

 كان معلوماً ومنذ سنوات أن الدخول إلى وزارة الخارجية محكوماً بإشتراطات لا تنازل عنها، إذ لا مجال للتمكين أو المجاملة في الولوج إلى بوابة السودان الخارجية، ولا سبيل إلى هذا الصرح إلا عبر الكفاءة، ولذلك كانت لوزارة الخارجية صولات وجولات في الدفاع عن السودان في وجه المؤامرات والدسائس العالمية، وأكاد أجزم أن الخارجية السودانية قامت بادور عظيمة لا تقل عما قام به الجيش السوداني في حماية البلاد على مر السنوات السابقة في الحروب المختلفة والمستمرة، وكانت فترات د. مصطفى عثمان إسماعيل ومولانا علي كرتي، والبروف إبراهيم غندور والدكتور الدرديري محمد أحمد في الوزارة شاهدة على نجاح ورفعة هذه المؤسسة المحترمة..

-لم تنحط الخارجية في تاريخها كما فعلت في عهد (قحط) عندما جلست على المقعد الوزيرة (أسماء) وفعلت فينا وفي البلاد وفي الوزارة ما فعلت سامحها الله، ولا سامح من عينها، ثم كانت النكبة الكبرى للوزارة بعد تولي مريم الصادق المهدي التي جلست على المقعد الرفيع بلا أدنى خبرة أو مقدرات سوى أنها ابنة الصادق المهدي وفعلت في الوزارة ما فعلت من بؤس أداء، وسفريات وهمية واستقبالات حزبية لها في المطار وفوضى ليس لها مثيل!! ثم كانت المصيبة الكبرى دخول الخائن المحرض على السودان وشعبه عمر قمر الدين وتعيينه وزيراً بالخارجية وتلك فترة لا أعادها الله..
-بعد اندلاع حرب الدعم السريع وفشل انقلابه استعادت وزارة الخارجية أنفاسها بسرعة وأعادت ترتيب بيتها من بورتسودان ويتفق البعض أو يختلف مع الوزير السابق علي الصادق إلا أنه أسهم في ثبات الوزارة وتماسك الدبلوماسية بعد الحرب بخبرته الطويلة، وكان لوكيل الوزارة السابق وسفيرنا الحالي بالمملكة العربية السعودية دفع الله الحاج السهم الأكبر في قيادة الدبلوماسية الخشنة أثناء التكالب على السودان وقام بادوار كبيرة حيث أعتبره في تقديري الخاص أنه أحد فرسان معركة الكرامة وحزنت جداً (لتقريشه) في الرياض، ولا ننسى الأدوار القوية والمستمرة للسفير الحارث إدريس رئيس بعثة السودان في الأمم المتحدة الذي يقاتل بشراسة وثبات في ميدان الأمم المتحدة.. وهذه هي الخارجية السودانية.
-بالأمس أصدر الفريق البرهان قرار باعفاء الوزير حسين عوض وتكليف السفير علي يوسف أحمد الشريف وزيرا للخارجية، وسيرة الوزير الجديد ومسيرته تطمئن على مستقبل الدبلوماسية السودانية، أما السفير المغادر حسين عوض فيعتبر صاحب أداء ممتاز وقوي حيث نقل المعارك الدبلوماسية إلى العلن بكل وضوح وجرأة في مواجهة الأعداء ورفع من أداء الوزارة وأظن أن اعفائه كان لأسباب صحية يمر بها وليس بسبب ضعف الأداء ..
-ونحن مقبلون على فترة جديدة ومرحلة تتطلب خطاب ولغة وحراك دبلوماسي مختلف نشهد جزء منه بتحرك سفاراتنا في مختلف دول العالم لعقد لقاءات مع أجهزة الإعلام في الدول المختلفة ومع ممثلي تلك الدول لتوضيح موقف السودان وما يمر به،أرجو أن تواصل وزارة الخارجية تميزها وألقها وتشارك مع الجيش السوداني في هزيمة المخطط الرامي لإسقاط السودان عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً وهذا ما ننتظره في المرحلة الجديدة من الدبلوماسية السودانية 

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!