تحية وإحترام السجل المدني بورتسودان
من أكبر التحديات التي واجهت المجتمع السوداني في ظل الحرب التي قضت على جميع مظاهر الدولة والحياة هو كيفية اعادة التوازن. ولو علي الحد الادنى في ظل هذه التحديات الجسام وبعد التخريب والدمار المتعمد للمنشآت المدنية والحكومية من أجل طمس الهوية وإحلال الفوضى وهضم الحقوق من قبل مليشيات الدعم السريع التي عملت وفق رؤى مرسومة بدقة من أجل الفوضى الخلاقة وهدم رمزية الدولة …
الدمار لم يسلم منه أحد اومؤسسة في هذا الوطن الحبيب .
ومع ذلك اثبت البعض أنه لا مستحيل أمام الإراده والضمير ومنذ البدايات الأولى للحرب كانت الشرطة الخدمية حاضرة وهي تلملم اطرافها عن طريق المستحيل لتبدأ في خدمة المواطنين وهم هاربون من جحيم الجنجويد تاركين املاكهم ومستنداتهم للنجاة بانفسهم من هؤلاء الإرهابيين والقتلة والمغتصبين …
إدارة السجل المدني بالشرطة السودانية كانت امام تحدي لتوفيق اوضاع ضحايا الحرب من المواطنين وهم بلا أوراق تبوتية من أجل تسهيل قضاء حاجاتهم من سفر وتعليم وأمور حياتية اخرى وهم في حوجة لهذه المستندات والهوية …
كنت في زيارة لإدارة السجل المدني ببورتسودان لاستخراج أوراق خاصتي .. وحقيقة دهشت لمستوى التعامل والتفاني والإنسانية وسهولة الإجراءات في ظل بيئة عملية تفتقد لأبسط المقومات . ومع ذلك يتفانى الجميع من اجل ارضاء كل صاحب حاجة ….
التحية لادارة السجل المدني ببورتسودان بقيادة الرجل الانسان اللواء ” سامي الطيب” وأركان حربه من الضباط والجنود والموظفين الذين يعملون في ظروف اكثر من قاسية وانقطاع التيار الكهربائي وافتقاد المكان لكثير من الخدمات …
نعم .. كنت عند الموعد وعلى قدر التحدي والبلاد تمر بهذه الظروف الاستثنائية ….
عظم الله أجركم ووفقكم لعمل الخير وخدمة البلاد والعباد…