ورشة قضايا المرأة بشرق السودان..نقطة تحول 

كثيرة هي المشاهد التي حفلت بها فعالية ورشة قضايا المرأة بشرق السودان التي شهدتها مدينة كسلا اليوم الثلاثاء تحت شعار “المرأة نهضة وطن”، وكثيرة هي الحقائق التي رسّختها، فقد ازاحت الستار عن جوانب كثيرة كانت خافية على المجتمع.

يُمكن التأكيد على أن الورشة جاءات ناجحة بكل المقاييس ليس على نطاق التنظيم الجيد وحسب بل من خلال الطرح الشفاف لقضايا المرأة بكسلا علاوة على الاحصاءات والأرقام التي كشفت أن المرأة في هذا الجزء من البلاد رغم أنها كانت تعاني من قيود مجتمعية وتهميش حكومي إلا أنها تمكّنت من إثبات وجودها. 

.

الكثير من المشاهد الإيجابية  لفتت نظري وتستحق التوقف عندها ملياً وتناولها من واقع أنها تشكل نقطة تحول حقيقية في مسار نضال المرأة من أجل انتزاع حقوقها كاملة غير منقوصة بعد أن باتت مؤهلة لأن تؤدي دورها تجاه الوطن بجهد لايقل عن الرجال. 

لم اتفاجأ بالمشاركة الواسعة للشابات من كل محليات الولاية وقد سجلّن حضوراً أنيقاً عبّر عن التنوع الذي تزخر به كسلا والذي يُعد من أبرز أسباب قوة النسيج الإجتماعي المُتفرد.

كل القضايا التي تمت مناقشتها من خلال أوراق العمل بمهنية وعلمية تُعد ذات تأثير كبير على المرأة بكسلا التي كان يفترض أن تبلغ أعلى المراتب بيد أن القضايا التي تمت مناقشتها بشفافية كان لها انعكاس سالب عليها خاصة على صعيد التعليم والصحة وضيق مساحة المشاركة في صُنع القرار.

كانت الورشة عبارة عن عصف ذهني عميق وشفاف إلى أبعد الحدود وهو أمر إيجابي بطبيعة الحال لأنه يسهم في وضع اليد على موضع القصور مصحوبا بالحلول الموضوعية والواقعية، وهذا ماحدث في الورشة بامتياز. 

الاساتذة الأربعة من جامعة كسلا الذين قدّموا الأوراق اجتهدوا في الإحاطة بكافة جوانب كل ورقة وشرح المعلومات ببساطة وترتيب سلس أسهم في جذب تفاعل كبير من المشاركات، جاءات التعقيبات على ذات نسق طرح الأساتذة شفافا وواضحا.

أكثر ما لفت نظري مشاركات الشابات اللائي اظهرنّ وعي كبير وفهم عميق وتداول على مستوى عالٍ من الفهم الذي يؤكد أن المرأة في كسلا تمضي في الطريق الصحيح فقد وضح مدى إنتشار التعليم وارتفاع الوعي والادراك وتبدي هذا جلياً من خلال المشاركة الفاعلة. 

كانت كلمة ممثل الإدارة الأهلية الناظر مراد شميلاي بمثابة الروشتة العلمية وخارطة الطريق لمستقبل المرأة وذلك حينما شدّد على أهمية التعليم، مؤكدا كامل دعمهم لتعليم المرأة، وهذا تبيان واضح على إهتمام الإدارة الأهلية بالمستقبل الذي يتجسد في مرأة متعلمة مدركة لدورها في المجتمع

خُلاصة الأمر يُمكن التأكيد على أن الورشة جاءات ناجحة بكل المقاييس وهي بداية حقيقية لمرحلة أكثر أهمية تثبت من خلالها المرأة في كسلا وجودها الفاعل والمؤثر لينعكس هذا إيجاباً علي الشرق والبلاد.