¶ اول ما يستهدف العدو دولة -اي دولة- ضمن ما يستهدف جهاز مخابراتها، بحسبانه بداهة الحامي بقوة والحارس بوعي والمتتبع للاعداء رصدا وحصرا.
في سياق سابق تجاربنا، ففي مايو كان جهاز الأمن حائزا على الجدارة والوطنية يشهد له بها القاصي والداني والقريب والغريب لكن ضاقت به أحزاب ذلك الوقت وقواه السياسية وحلته فخسرنا جهازا ولم نخلق بديلا وكان ان تربي من دم البلد وتأهل من مواردها فاضحي مرفقا وطنيا، ولقصر النظر وحاكمية الغرض لم يطرح وقتها إماكنية تطويره او تأطيره او ترتيبه ليكون تابعا للدولة لا تابعا للنظام ووطني التوجة وغير منحاز لإنتماء.
¶ عانت بلادنا كثيرا من غياب جهاز الأمن في تلكم الفترة حتى جاءت الإنقاذ بخيرها وشرها، خيلها ورجلها وأفعالها الكبيرة واخطاءها الكثيرة-على قول حسين خوجلي، بيد انها-إي الانقاذ- لم تحسن إحسانا كتنشئتها جهاز مخابرات محترم صرفت عليه جهدا ومالا واملا وعرقا وجمعت له عضوية مؤهلة في وقت كان الإنطباع ان مثله يتوفر على الفاقد لا المؤهل ومع صعود الإنقاذ وهبوطها، شدها وجذبها ازدادت خبرات الجهاز وقويت ملكاته وتوسعت مهامه، فهيئة عملياته كانت نصير الجيش الأول وصنوه القوي وما دخول حركة العدل والمساواة أمدرمان في (الزراع الطويل) وإخراجها كما (السبيبه من العجين) الا شاخصة دالة على نجاح جهاز الأمن والمخابرات الوطني وهيئة العمليات المنطوية تحته في مهامه المضافة وحصل القسم الخارجي للجهاز وقتها على موط قدم ومحطة أثر في جل بقاع الدنيا.
¶ حدث تغيير ديسمبر وحدثت معه الكارثة في محاولة تقليم إظافر الجهاز وتحديد مهامه بغية تحييده وإخراجه من دائرة التأثير (حتى يخلو لهم وجه البلد)، فبعثت حركة استهداف للجهاز منظمة ومرعية ومصروف عليها تشكلت مهامها في شيطنته وإلصاق اي مذمة به وإغفال انه ناشئ بقانون وحاوي عضوية سودانية ١٠٠٪ تدربت وتاهلت وتوسعت وملكت الخيل والخيلاء بإذن القانون والدستور وقبول ورضاء (محمد أحمد السوداني).
¶ ركزت قوي العمالة و أرباب المؤامرة على الإجهاز على الجهاز، فامضت ما يقرب الأربعة أعوام في جهد لإفقاره من سنده القانوني لتمزيقة وتشتيته ومصادرة عدته وعتاده ودوره ومقراته وتشريد عضويته المؤهلة والمقاتلة ومرد ذلك إدراكها لقوته وصلابته وانه الكابح والمكافح لاطماع دويلات الشر وحصائنها المعطوبة وابواقها المعجومة وان الجهاز بما له ومابه لهو الصخرة الصلبة والترس النبراس للبلد ولم تتحقق للتمرد غاية والجهاز حي بين الناس.
¶ اضرمت مليشيا الدعم السريع المتمردة نار حقدها في ثوب بلادنا الأبيض الناصع وعملت آلة بغيها في مرافقنا ومواردنا وإنساننا بشكل جعل العالم مشدوه ومتعجب وجعل القيادة الشرعية للبلد تجتهد وتسعى لبلوغ العافية الوطنية لذا عجمت أعوادها ونثرت كنانتها ولم تجد أقوى مضاءة واصلب عزيمة من جهاز المخابرات العامه وهيئة عملياته، فأعدت بقرارات واعية للجهاز قانونه الفاعل وعدلت وازالت كل ما يعترض طريقه الوطني، وضخت بذلك دماء نشطة في شراينه واعادت الروح الحية لجسده، فنهض لا يلوي على شئ وترفع قادته عن الصغائر وتساموا فوق الجراح وقدموا تجربة جديدة عربونا للآوبة الفاعلة والمسيرة النافعة، والموقف الناجح والناجع لصالح الوطن.
؛ ¶ في بعثته الثانية وبقيادة ربانه الماهر معالي الفريق أول/احمد إبراهيم علي مفضل المدير العام لجهاز المخابرات العامة الذي كان علي الموعد مع الموقف الموجب، فاشرف وباشر البخوع لصف الوطن بغير تلويم ولاملاومة، فالوطن عند مفضل يجاب اذا دعا بلا ماذا؟ وبلا كيف؟ (والرجل يعمل في صمت ولا يرغب في شو) في حين كانت الإجابة على ذات النسق بلوحة (سركاب) التي رسمها (رسل) الشهادة، فقدم الجهاز الدم والدمع، المدد والمداد مما اهله ان يكون بجد رديف القوات المسلحة و(اخو همها) وسند المواطن وباعث فيه التطمين والتكل، فقدم الدم في الفاشر ونيالا وامدرمان والأبيض وسنار ولم تزل الثغور محمية باربابها والعين مفتوحة والعقل متقد.. ويعد الفعل الحميد جمع الصف الوطني والمكونات الوطنية ورعاية مبادرات معها تصب في خانة العودة إلى أحضان الوطن ولا شىء يشغل ولا أمر يستعجل، عدا سحل هذه المليشيا وقطع يدها ورجلها عن بلادنا وإرسال الظلمة الي عدالة الله، وإرجاع كل غريب الي بلده بعد إعمال العدالة في أفعاله.