جل القادة الكبار الذين خلدهم التاريخ قد قادوا شعوبهم او اقوامهم تحت سنان السيوف وازيز المعارك، غض النظر عن منتوج تلكم الحروب، كسبوها ام كسبتهم؟! الا انها أخرجت لمعانهم كما النار تلمع الذهب
التاريخ ملي بنماذج مما اوردنا فانه خلد ذكر قادة أمثال دريد بن الصمة وخالد بن يزيد البهراني وهاني بن مسعود الزبياني ولفيف من الاكاسرة والاباطر بيد انه لم يخلد مثلما خلد النبي محمد(ص) وقادة جيوشه فقد قادوا امتهم من انتصار الي انتصار رغم بعض بوادر (انكسار) كأحد مثلا وموتة. والتاريخ الإسلامي نحت بأحرف من نور حروف اسماء كجعفر بن ابي وزيد بن حارثة وعبدالله بن ابي رواحة (الثلاثة عرجوا الي ملكوت الشهادة قبل النصر). ونلحط قادة اوربيين خلدهم التاريخ فبرز نابليون بونا بورت والقائد العسكري الروسي العظيم غيورغي جوكوف
وكذا المهاتما غاندي والذي انتصر بغير دم ولوحتنا ترسم تقديرا لعمر المختار والسنوسني والكواكبي والمهدي السوداني والقائد الجنوب الافريقي نلسون مانديلا
تعاملت القوات المسلحة السودانية مع عدوان (١٥) إبريل بشكل علمى مفروض على المؤسسات الكبري إعتماله وهي اي المؤسسة العسكرية السودانية ليست (قروب) ثلة ولا مجموعة (انس) انما مؤسسة راسخة وشرعية وناهزت المائة عام عمرا ويديرها قيادات علماء – علي الاقل في مجالاتهم- فكان بداية إجابتها على، ما هو الذي يحدث؟! فكان تعريف العدوان بشكل علمى وإيجاد خطة قصيرة المدى وطويلته للتعامل معه، قد لا يروق التعريف للبعض من جراء قصور علمهم في هكذا مجال وفي ذات السياق قد لا تتفق الخطة مع وجدان ورؤية البعض فليس غاية الخطة القصوى إرجاع سيارتي او تأمين منزلك فحسب، لذلك يجد المتابع ان القوات المسلحة في خطتها احتفظت بالقوة وتركت الأرض واستنزفت قوة المليشيا وبقليل تدبر تشهد بأن انتصار المليشيا لم يعطيها صفة حاكم! وقد تركت المدرعات والمهندسين والإشارة ووادي سيدنا التي تصليهم بحمم النار تركوها خلف ظهورهم وكرعوا ينشدون نصرا على المواطن في الدندر وسنجة وحجر العسل وودالنورة، ومما تقدم يتضح بما لا يدع مجالا للشك ان المليشيا انتفت عنها صفة كسب سياسي او انتصار عسكري وركزت فيها صفة مهدد أمني قد يطول اثره، لكنه لا يصنع نصرا عسكريا ولا يؤسس نظاما حكما
القائد عبدالفتاح البرهان إضافة لصبره على ( سطحية) الثوار و(شتارة) القحاته، فقد احتمل الدعم السريع المتمرد برؤية اعتمدت الواقع، فمعالجة إشكالات قوة طالت واستطالت حتى كادت تبتلع الدولة يحتاج والمثابرة والمصابرة، الجهر والسر والرجل – اي البرهان- لم يكن من اسسها او من سلحها او حتى من صنعها بهذه القوة واتخاذه لقرارت صبت في مصلحتها، هذا كله محكوم بسيقاته الحاكمة وهي داخلة ضمن الواقعية.. عرف للبرهان سعة الإدراك وحدة الذكاء وإعتداده المتناهي بعسكريته وصبره على معارج السياسة شدها وجذبها وهو على الرغم من انه اكثر قيادي سوداني تعرض الي (شيطنة) و(قتل شخصية) وكل ذلك كان جري امام عينه ويحمد له انه لم يصرف جهد القيادة ولا مال الدولة لإسكاته، فالذي باع الوعود الخلب لحميدتي مقابل دراهم كان يمكن للبرهان إعتماد ذات الطريقة معه في الإستقطاب وبلحاظ كونه دولة كان سيكون له سبق على فرد.
اول ما امتص الحرس الرئاسي الصدمة اخذ البرهان القفاز وأدار المعركة من وقتها الي يوم الناس هذا وتبدي ذلك في عقلانية خروجه ونائبه ومساعدوه من القيادة المحاصرة، ذلك الخروج الذي قلب الموازين خصوصا في جولات خارجية ناجحة واستمر في إعمال مبدأ التشاور والتفاكر مع كل القوة الوطنية والشخصيات المعنية وأضحت بورتسودان قبلة لجل القادة الوطنيين والمكونات التي تتمسك بالوطن ومجهود البرهان في ان الدولة لم تزل قائمة لا ينكره الا مكابر او صاحب غرض، (فالغرض مرض) .
المتابع لكل خطابات البرهان وحراكه يجد نفسه امام قائد فذ وضعته المقادير امام إمتحان عسير وظرف تاريخي حساس الا انه بوعي وإدراك رجل الدولة الفالح والسياسي الناجح حافظ على غلبة الجيش وآمن على قائمية الدولة بهذا نقطع بأن هذه الحرب المفروضة على البلد وجيشها قدمت شخصية قيادية تاريخية ستشكل جزء هام من تاريخ البلاد وبعد زوال الغمة والشفاء من حالة (الدغمسة) سيبرز خبراء يعرفون الناس ان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن قيادي نجح سلما وحربا والأخيرة رفعته الي خانة القادة الكبار.