قُوبل قرار اختيار مُرعِـب الجنجويد والقحاته، الفريق أول الطيب المصباح، رئيساً للهيئة الشعبية لنصرة الوطن،بحكم القانون بارتياحٍ كبيرٍ وسط الشارع السوداني، عقب تصويت الأغلبية السّاحقة للجمعية العُمومية للهيئة على شخصيته، لتولِّي دفة قيادة الهيئة بديلاً لصلوحة الذي فَشَلَ فشلاً ذريعاً في تحقيق أيِّ تقدُّم منذ توليه أمر الهيئة على مستوى إقليم كردفان والمركز، غير أنّه تسبّب في حدوث خلافات عاصفة داخل الهيئة، دفعت أمينها العام، مبارك النور بتقديم استقالته من منصبه، خصوصاً وأنّ الهيئة يعول عليها السودانيون بعد الله تعالى والجيش في رفع بلاء وعبء وكابوس مليشيا آل دقلو عنهم، ولم يفعل شيئاً على أرض الواقع، ولم يتّخذ صلوحة أيِّ خطوة من شأنها تُساهم في هزِّ عرش المليشيا المتمردة، أقلها عَقد مؤتمر صحفي لتوضيح الحقائق للرأي العام حول ما تقوم به الهيئة مُستقبلاً، غير التجوال في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية الجديدة، من برج التضامن مقر مكتب وزير المالية جبريل إبراهيم إلى قصر البرهان، إلى أن تمّ سحب البساط من تحت قدميه، مما يُشير إلى أنّ الرجل لا يمتلك أي خطة أو برنامج بشأن كيفية تحريك سفينة المقاومة الشعبية لنصرة الوطن المُتحمِّسة لدحر التّمَـرُّد، والتي ينتظرها الشعب السوداني فوق صفيح ساخن لإخماد نيران التّمَـرُّد المُتّقد في جوفه التي مازالت تحرق في كبده سواء في فلذات أكباده أو نهب وسرقة حصاد عمره الذي جناه في سنوات ما قبل الحرب.
وبعد وقوع الاضطرابات، تمّ اختيار الطيب المصباح لتولِّي زمام الهيئة لم يكن عبثاً أو صدفة، بل هو بالتأكيد اختيارٌ صادف أهله، لما يتمتّع به الرجل من خبرات وتجارب ثرّة في العمل العام بشقّيه العسكري والمدني، مِمّا يُشكِّل سفينة نجاة له من أكبر تحدٍ يُواجه شعبنا، هو استئصال سرطان التّمَـرُّد من جذوره، من خلال تفعيل وتنظيم وتوحيد الهيئة الشعبية خلف الجيش لمزيدٍ من تقوية الجبهة الداخلية، ومن ثَمّ تسديد ضربات قاضية ومُوجعة للتّمَـرُّد، الذي يُحارب بالوكالة بلا هدف لصالح مخططٍ إماراتي لتدمير السودان وجيشه، ليسهل اختطاف الدولة السودانية، ونهب مواردها وتشتيت شمل سكانها.
ويُعد الطيب المصباح من أبرز الضباط الذين تصدّوا بحزمٍ وقوةٍ شديدةٍ، لتطاول الهارب حميدتي على المؤسسة العسكرية، عندما كان المُتمرِّد نائباً للبرهان، الأمر الذي قاد الطيب إلى سجن كوبر لأكثر من مرة بأمر قائد التّمَـرُّد بحجة تخطيطه لانقلاب عسكري، وإنّما هي في الحقيقة مُؤامرة خبيثة نسجها العميل الإماراتي حميدتي في ذلك الوقت ضد المُرعِـب الطيب المصباح، لأنه يدرك جيداً خطورته، بالتالي لم يكن يُريده حراً طليقاً، لأنّ حميدتي يعلم يقيناً أنّ وجود الطيب خارج السجن يُشكِّل خطراً حقيقيّاً على مستقبل مشروعه السلطوي الذي ذهب أدراج الرياح عقب تَمَـرُّده على القُـوّات المُسلّحة.
وعُرف الطيب بشخصيته الاجتماعية من الدرجة الأولى وسط الناس، فضلاً عن أنه قياديٌّ معروفٌ لدى أهل السودان، وصاحب رأي سديد وشجاع وشرس، ولا يخشى في كلمة الحق لومة لائم، وضع بصمته خلال فترة عمله بالقوات المسلحة منذ أن كان ملازماً أول بدفعة (30)، وعمل في كثير من الولايات خلال مسيرته بجيش الإستوائية قبل انفصال الجنوب، بجانب شرق وغرب دارفور، وله صولاتٌ وجولاتٌ في العمل العسكري وكان قائداً فذّاً، ويمتلك الحِنكة، واستطاع تحرير مدينة الكرمك من قبضة الحركة الشعبية، وبقدراته وإمكانياته وخبراته المُتراكمة جداً يستطيع أن يَعمل قفزةً في الهيئة الشعبية لنصرة الوطن ويُحقِّق فيها ما فَشَلَ فيه الأوائل، خاصةً وأنّ له تأثيراً على مَن حوله، ولديه جاذبيةٌ يُمكن أن يُوظِّفها في تنفيذ سياساته وبرامجه التي تُساعده على إحداث طفرة غير مسبوقة، وتوفير كل ما تحتاجه الهيئة من وسائل تُمكِّنها من القضاء على التّمَـرُّد.
ويعتقد مُراقبون أنّ اختيار الطيب للهيئة خطوة في الاتّجاه الصحيح، وهي بالتأكيد ضربة قاضية للتمرد، لجهة أنّ الطيب المصباح من الشخصيات القومية التي لديها خلافاتٌ عميقةٌ مع قائد التمرد منذ تأسيس مليشياته المتمردة، وقبل صعوده إلى نائب رئيس الدولة في غفلةٍ من الزمان، الأمر الذي قال المراقبون إنّه سيكون دافعاً قوياً للطيب المصباح لإنجاح الهيئة الشعبية لنصرة الوطن في تحقيق أهدافها