فريق أممي يصل الخرطوم ويكشف عن مشاهد مروعة
زار فريق من “يونيسيف” مستشفيات ومحطة مياه في العاصمة الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات
ونقلت رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ باليونيسيف، صورة قاتمة من العاصمة الخرطوم،
حيث تشهد المستشفيات القليلة المتبقية ازدحامًا كبيرًا في ظل تردد الإصابات من الحرب وسوء التغذية عند الأطفال
وكشفت لولر عن زيارتهم لمستشفى النو في أم درمان، ووصفته بأنه “أحد المستشفيات الوحيدة في الخرطوم التي تحتوي على جناح صدمات فعال ومزدحم للغاية”،
حيث التقوا بشابين تعرضا لعمليات بتر.
وقالت الموظفة الأممية إن مدير المستشفى أخبرهم “أن حوالي 300 شخص قد تعرضوا لعمليات بتر في المستشفى خلال الشهر الماضي فقط.
ويشهد مستشفى النو الذي يقع في مناطق سيطرة الجيش في أم درمان، ازدحامًا غير مسبوق كونه أحد المستشفيات القليلة التي ما تزال تعمل في العاصمة الخرطوم،
ويعمل الكادر الطبي ويتعالج المرضى في ظل ظروف حرجة للغاية، حيث تعرض المستشفى للقصف عدة مرات خلال الحرب القائمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ (11) شهرًا
وفي مستشفى آخر، نقل الفريق الأممي مشاهد مروعة لأطفال يعانون من سوء التغذية في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء.
ويحافظ الكادر الطبي في هذا المستشفى على اللقاحات التي يجب أن تبقى مبردة باستخدام الثلج
قالت جيل لولر: “مع اقترابنا من أشهر الصيف، فإن أكياس الثلج هذه لن تدوم
وقالت رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ، إنهم علموا خلال زيارتهم أن النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب في الأشهر الأولى من الحرب يلدن الآن أطفالهن
وأوضحت أن بعض الأطفال قد تم التخلي عنهم لرعاية موظفي المستشفى، والذين قاموا ببناء حضانة بالقرب من جناح الولادة لرعاية هؤلاء الأطفال
وكانت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، وهي وحدة حكومية، قد أصدرت تقارير بوقوع حوادث عنف جنسي متصل بالنزاع،
أثارت جدلًا في الأوساط السياسية بسبب إشارتها بوضوح إلى ضلوع عناصر من قوات الدعم السريع في معظم الانتهاكات الموثقة لدى الوحدة.
الاغتصاب والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع في السودان، والتي ما تزال مستمرة حتى الآن، حيث نشرت حملة “معًا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي”، الثلاثاء،
تقريرًا حول حالات الاغتصاب في السودان خلال الفترة من 15 ديسمبر من العام الماضي وحتى الـ 29 من فبراير الماضي
وأشار تقرير الحملة إلى توثيق (81) حالة اغتصاب للنساء خلال هذه الفترة، فيما أفاد التقرير أن (32%) من الضحايا كانوا طفلات
ووقف الفريق الأممي على الوضع في محطة المنارة لمعالجة المياه، والتي تدعمها اليونيسيف، وهي المحطة الوحيدة التي ما تزال تعمل في منطقة الخرطوم
حيث توفر المياه الصالحة للشرب لنحو (300) ألف شخص في أم درمان.
وأوضحت لولر أن المحطة قد تضررت أيضًا بسبب القتال، وستتوقف عن العمل خلال أسبوعين ما لم يتم توفير المزيد من الكلور لمعالجة المياه لهؤلاء السكان
وترزح مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم في ظل انقطاع جميع الخدمات،
فبجانب غياب التيار الكهربائي والإمداد المائي، تشهد العاصمة انقطاعًا واسعًا لشبكات الاتصالات منذ أكثر من شهر
وطالب الفريق الأممي بتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق.
وقالت لولر، إن على أطراف النزاع واجب أخلاقي ومسؤولية قانونية لحماية الأطفال.
وشددت على اتخاذ تدابير ملموسة لمنع وإنهاء قتل وتشويه الأطفال وتجنيدهم واستخدامهم في الصراع، فضلًا عن جميع أشكال العنف الجنسي
وطالبت رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ جيل لولر، المجتمع الدولي بتعبئة ضخمة للموارد بحلول نهاية شهر مارس الجاري،
وذلك حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من الحصول على الإمدادات والقدرات على الأرض، في الوقت المناسب، للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة في السودان
ومضت بالقول: “(24) مليون طفل في جميع أنحاء السودان يحتاجون ويستحقون السلام.
إنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار. إنهم بحاجة إلى حل سياسي دائم. إنهم بحاجة إلى فرصة ليكونوا أطفالًا.