السودان يرفض “الاتهامات الأمريكية” للقوات المسلحة
رحبت وزارة الخارجية السودانية بما توصلت إليه الحكومة الأمريكية بشأن ما ارتكبته “المليشيا المتمردة” من “جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي وجرائم عنف جنسي”،
بالإضافة إلى “اختطاف النساء والفتيات، واستهداف النازحين والفارين من القتال، بما يشابه الإبادة الجماعية
وأبدت الخارجية “استغرابها ورفضها” للاتهام الذي ورد في بيان الخارجية الأمريكية بشأن ارتكاب القوات المسلحة
“جرائم حرب”، قائلةً في بيان لها أن هذا الاتهام “لا أساس له من الحقيقة
وقالت الخارجية الأمريكية أمس الأربعاء إن أفراد الجيش السوداني والدعم السريع ارتكبوا “جرائم حرب” في السودان، استنادًا إلى ما أسمته “تحليلًا متأنيًا للحقائق
وذكرت الخارجية الأمريكية في بيان صحفي أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع
“أطلقتا العنان لأعمال عنف مروعة وموت ودمار في جميع أنحاء السودان” منذ اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي
وأعربت الخارجية السودانية في بيانها عن رفضها لما أسمته “المزاعم المعممة التي تساوي بين القوات المسلحة والمليشيا المتمردة بالمسؤولية
عن إطلاق العنان للعنف المروع والموت والدمار، واحتجاز المدنيين، وقتل بعضهم في مواقع الاحتجاز
مؤكدةً أن تلك الممارسات “تقوم بها المليشيا المتمردة حصريًا، واتهام القوات المسلحة بها لا يستند إلى أي دليل” – حسب البيان
ولفتت الخارجية السودانية إلى تجاهل البيان الأمريكي تمامًا الإشارة إلى واجب القوات المسلحة –الذي وصفته بالجيش الوطني الشرعي–
وحقها في الدفاع عن البلاد والشعب وحماية مقار قادتها، في وجه “عدوان بربري من مليشيا، قوامها مرتزقة، يستهدف كل مقومات الحياة والسيادة والمدنية في البلاد” – وفق بيان الخارجية.
وعرض البيان على “تبرير الحكومة الأمريكية لعدوان همجي مستمر حتى الآن ضد شعب أعزل باسم حق الدفاع عن النفس” في إشارة إلى الموقف الأمريكي من العدوان الإسرائيلي على غزة
وأضاف بيان الخارجية السودانية: “لم يتضمن البيان [الأمريكي] أي ذكر لجرائم خطيرة أخرى للمليشيا،
مثل احتلالها لمئات الآلاف من مساكن المواطنين في العاصمة وتشريد ما لا يقل عن خمسة ملايين من سكانها،
وتحويل المستشفيات والجامعات ودور العبادة وغيرها من الأعيان المدنية إلى ثكنات عسكرية”.
وعدّ ذلك “انتهاكًا لما التزمت به [الدعم السريع] في إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ 11 أمايو الماضي
وقالت الخارجية السودانية إن بيان نظيرتها الأمريكية تجاهل أيضًا الإشارة إلى الدول التي قالت إنها “تواصل إمداد المليشيا المتمردة بالأسلحة والمرتزقة”،
مما يجعل هذه الدول “شريكة ومسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي التي ترتكبها المليشيا المتمردة”.
لافتةً إلى أن لهذه الدول “علاقات وثيقة بالولايات المتحدة”،
ومشيرةً إلى “الشهادات الدامغة والموثقة” بشأن دور هذه الدول ومطالبات الكونغرس
وعدد من المنظمات والخبراء لحكومة الولايات المتحدة باتخاذ موقف واضح منها
وتطالب الخارجية السودانية المجتمع الدولي بتصنيف الدعم السريع “جماعة إرهابية”. والشهر الماضي
وقال البيان إن على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تخطي مرحلة بيانات الإدانة إلى “تصنيف هذه المليشيا المتمردة جماعة إرهابية