*لقاء نيويورك تم بطلب من وزير الخارجية السعودى*
*كان المتوقع ان تعلن المملكة ان اتفاق جدة لم ينفذ لامتناع قوات الدعم السريع*
*وجود امريكا فى منبر جدة لم يمنعها من توقيع العقوبات على عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة*
*تاجيل الزيارة للمرة الثالثة : المملكة غير جاهزة لبحث الملفات الحساسة*
*نجاح الزيارة رهين بوضع استراتيجية جديدة للعلاقات تضع المصالح المشتركة و امن البحر الاحمر فى سلم الاولويات*
و كالة الانباء السعودية نشرت خبرآ جاء فيه (التقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 78 في مدينة نيويورك ، وجرى خلال اللقاء، بحث مستجدات الأوضاع في جمهورية السودان الشقيقة، حيث أكد سمو وزير الخارجية أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية ، كما جدد سمو وزير الخارجية دعوة المملكة إلى التهدئة والانخراط بحوار سياسي يضمن حل الأزمة، ويعيد الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق ) ، الوكالة الرسمية لم تتطرق الى ان اللقاء تم بطلب من الوزير السعودى ، وهو ما يتفق مع البروتوكول و التقاليد الدبلوماسية المعروفة ، و لا غبار عليه
صاحب السمو الوزير بن فرحان و فى اشارة واضحة لاعلان جدة الموقع فى 19 مايو 2023م طالب بضرورة التزام جميع الاطراف لاجل استعادة مجريات العمل الانسانى و حماية المدنيين و العاملين فى مجال الاغاثة و سلامة الممرات الانسانية لوصول المساعدات الاساسية ، هذا الاتفاق الذى لم يتم تنفيذه بسبب تعنت قوات الدعم السريع واصرارها على البقاء فى منازل المواطنين و المستشفيات و الاعيان المدنية ، و الاستيلاء على المزيد منها ، و لم تتوقف اعمال السلب و النهب و تدمير و حرق المرافق المدنية العامة و الخاصة حتى الان،
كان المتوقع ان تعلن المملكة على الاقل ان اتفاق جدة لم ينفذ لامتناع قوات الدعم السريع الوفاء بما التزمت به ووقعت عليه ، فضلآ عن ادانة الجرائم و الانتهاكات التى ارتكبتها هذه القوات اسوة بما فعلت امريكا عبر اصدار عقوبات من الخزانة الامريكية ضد عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة ، و كما هو معلوم فان ادانة انتهاكات القانون الدولى هى واجب اى دولة ناهيك عن كون هذه الدولة طرف فى اتفاق ملزم باتباع قواعد القانون الدولى الانسانى ،
سبق و اشار كاتب هذه السطور الى ان المملكة مسؤولة عن تأخير زيارة البرهان اليها ، وانها لم تحدد تاريخ للزيارة بعد طلب الجانب السودانى الذى ربما وضع السعودية كثانى محطة لجولة البرهان الخارجية بعد مصر، و بعد ، فقد تم تأجيل الزيارة ثلاثة مرات من جانب المملكة، و حتى تتوفر المعلومات عن اسباب التأجيل الثالث ، يمكن القول ان المملكة ربما غير جاهزة للاستماع للبرهان فى الوقت الراهن ، الذى ربما سيركز على التدخلات الخارجية ، وتورط بعض الدول فى دعم القوات المتمردة ، و ربما يفتح ملف تدخل الامارات فى السودان و دعمها لقوات الدعم السريع المتمردة ، ومتوقع ان يثير وضع القوات السودانية فى المملكة و اليمن ، و بالذات وضع قوات الدعم السريع و كيفية التعامل معها بعد قرارحلها والغاء قانونها ، هذا السيناريو لاجندة الزيارة و بهذه الكيفية يضع القيادة السعودية امام ملفات حساسة غيرجاهزة لبحثها و ليس لديها تصور عن رؤية الجانب السودانى لحلها ، و من المتوقع ان تعمل المملكة على تكتيك ( تشتيت الكورة ) باثارة موضوع استئناف منبر جدة ، خاصة اذا افلحت المملكة فى اقناع القوات المتمردة بتنفيذ اعلان جدة الذى تم توقيعه قبل خمسة اشهر و الذى قضى بخروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين و مغادرة المستشفيات و الاعيان المدنية الاخرى، مع ذلك نأمل أن تنجح الزيارة فى رسم استراتيجية جديدة للعلاقات تضع المصالح المشتركة و امن البحر الاحمرفى سلم اولويات و اهتمامات البلدين
27 سبتمبر 2023م