*وجود امريكا فى منبر جدة كوسيط لم يمنعها من ادانة انتهاكات قوات الدعم السريع*
*ود لبات يتحرك فى حقل الغام تقاطعات مصالح قيادات افريقية فى السودان و لا ترجو له خيرآ*،
*هل يتوقع الاتحاد الافريقى ان تنجح مبادرته بوقف الحرب فى غياب حكومة السودان* ؟
*هل شملت اتصالات الاتحاد الافريقى (بكافة الاطراف السودانية ) القوات المسلحة* ؟
*ود لبات يحظى بقبول و احترام شريحة واسعة من الطيف السياسى السودانى*
فى البدء احاطت بى الشكوك حول صحة بيان الناطق الرسمى باسم مفوضية الاتحاد الافريقى البروفسير محمد الحسن لبات ، اولآ لان البيان مؤرخ فى العام 2024 م ، و ثانيآ لان ود لبات رجل يحسن اختيار الكلمات و لم اتصور البتة ان يصف خطاب الخارجية السودانية بانه (خطابآ منحطآ ) ،بغض النظر عما احتواه خطاب الخارجية ، و مع الاسف اتضح ان البيان صحيح ،
نعم لقد درج الاتحاد الافريقى على مقابلة كافة الاطراف المدنية و العسكرية و الاجتماعية، و قد حدث ذلك برضاء و موافقة كل هذه الاطراف دون استثناء و قبولها بالمبادرات السابقة ، جاء فى بيان ود لبات( الاتحاد الافريقى فى مقاربته للازمة المستمرة فى السودان يلتقى بكافة الاطراف المدنية و العسكرية و الاجتماعية على اختلاف انواعها بمن فيهم بعض دعائم النظام المخلوع سنة 2019م ، رغم اعتراضات الشديدة لبعض القوى التى اطاحت بالنظام ، تهدف تلك الاتصالات الى التشاور معها و تشجيعها على السير بشجاعة و تبصر و حكمة صوب ايقاف الاقتتال المدمر و الانخراط فى مسلسل سياسى عبر حوار وطنى جامع لا اقصاء فيه ) ، فهل شملت هذه الاتصالات القوات المسلحة السودانية ؟
منذ نوفمبر 2021م و بعد استقالة حمدوك جمد الاتحاد الافريقى عضوية السودان ، ومع ذلك استمرت الاتصالات مع المكون العسكرى ( القوات المسلحة و الدعم السريع ) ، وتكللت تلك الاتصالات بتسهيل من الثلاثية وتم عقد اجتماع السلام روتانا ، و انفض ذلك الاجتماع بقرار من فولكر زور فيه توقيع ممثل الاتحاد الافريقى ،
الان الوضع يختلف ، الامر ليس خلافآ سياسيآ بين فرقاء ، منذ 15 ابريل تدور حرب شرسة ، تعددت المبادرات الهادفة الى وقف اطلاق النار و انهاء الحرب ، و من بينها مبادرة الاتحاد الافريقى و الايغاد وتم وضع خارطة طريق فى غياب السودان او على الاقل ممثل للقوات المسلحة ، من البديهى ان يطالب الجانب السودانى الاتحاد الافريقى بادانة الانتهاكات الجسيمة التى ارتكبتها قوات الدعم السريع ، من قتل و نهب و تهجير للمدنيين و اتخاذهم دروعآ بشرية ، اغتصابات و تطهير عرقى و تدمير للبنية التحتية لدولة عضو فى الاتحاد ، الا تتنافى هذه الجرائم مع ميثاق الاتحاد الافريقى؟ ، وهل مبادرة الاتحاد الافريقى تتيح له مقابلة مستشار الدعم السريع ، مع استمرار تجميد عضوية الطرف الآخر ؟ وهل الحياد يحظر على الاتحاد الافريقى التمسك بمبادئ القانون الدولى الانسانى الذى يجرم الانتهاكات على النحو الذى قامت به قوات الدعم السريع ؟
وجود امريكا فى منبر جدة كوسيط لم يمنعها من ادانة انتهاكات قوات الدعم السريع ، و اصدار عقوبات على قيادات هذه القوات ابرزهم عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة ، ذلك ان هذه الانتهاكات لم تحدث فى اى حرب شهدها تاريخ البشرية ، هذه الانتهاكات هزت كل ضمير حيى ووجدان سليم ، و ان تقاصرت قامة الاتحاد الافريقى فى القيام بواجبه امتثالآ لميثاقه ، فليس اقل من ذلك ووفقآ للحياد ( المزعوم ) كان عليه ان يمتنع عن مقابلة مستشار الدعم السريع فى وقت يتعذر فيه استقبال ممثل الحكومة بحجة تجميد العضوية ، او اشراكه فى مبادرات الحل و استشارته فى الاجندة و توقيتاتها ، هل يتوقع الاتحاد الافريقى ان تنجح مبادرته فى ايقاف الحرب فى غياب حكومة السودان ؟ وهل هذا النهج يفتح الطريق الى مشاركة الاتحاد الافريقى و مساهمته فى الحل ؟
من منطلق الحرص على دور الاتحاد الافريقى و السيد ود لبات تحديدآ تواصلت معه بالامس ، و طلبت منه ان يحذف عبارة ( خطابآ منحطآ ) من رده على خطاب الخارجية السودانية ، و ليته يفعل ، ذلك ان ود لبات يحظى بقبول و احترام شريحة واسعة من الطيف السياسى السودانى و الجيش ، مما يؤهله للقيام بدور كبير فى تصحيح اخطاء مبادرة الاتحاد الافريقى ومنها افتراض نجاح المبادرة فى غياب الحكومة السودانية ، ومطلوب منه الانتباه فهو يتحرك فى حقل الغام تقاطعات مصالح قيادات افريقية فى السودان و لا ترجو له خيرآ ،
8 سبتمبر 2023م