بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث السوداني
بيان حول اغتيال والي ولاية غرب دارفور
قامت قوات الدعم السريع المتمردة باختطاف واحتجاز والي ولاية غرب دارفور خميس أبكر وتصفيته، وهذه جريمة نكراء تمثل خرقاً فاضحاً
لكل القوانين والأعراف المحلية والدولية وتتنافى مع الفطرة والوجدان الإنساني السليم. وهي جريمة اغتيال مع سبق الإصرار والترصد.
فقد أعلنت قوات الدعم السريع المتمردة في البداية أسر الوالي المغدور ونشرت مقطع فيديو تظهر فيه بقياداتها المعروفة بغرب دارفور و بزيها العسكرى المميز، حيث ظهر بشكل واضح في مقطع الفيديو الذي نشرته منصاتهم، اللواء عبدالرحمن جمعة، قائد الدعم السريع بولاية غرب دارفور، وهو يقتاد الوالى أبكر إلى مقر قوات الدعم السريع المتمردة، وبعد فترة وجيزة تم نشر مقطع فيديو يظهر الوالي أبكر مقتولاً بطريقة بشعة وقد تم التمثيل بجثته وتم تداول مقاطع فيديو أظهرت وحشية وبربرية يندى لها الجبين في إطلاق الرصاص على جثمان الوالي بعد أن فارق الحياة.
نحن فى حزب البعث السوداني ندين ونستنكر ونشجب بأقوى العبارات عملية الاختطاف والاغتيال التي تمت لوالي ولاية غرب دارفور وندين كافة الانتهاكات وجرائم القتل والتهجير القسري التي ارتكبتها القوات المتمردة بحق المدنيين في الجنينة بولاية غرب دارفور وكافة الولايات الأخرى.
ونحمل المسؤولية كاملة للقوات المتمردة التي لم يفاجئنا سلوكها الإجرامى الممتد من دارفور إلى ولاية الخرطوم وعدة ولايات أخرى ولا العبارات المنمقة الأخيرة التي كان يتحدث بها الإخوة دقلو في محاولة لتغطية تهديداتهما السابقة لمواطني العاصمة الخرطوم والولايات الأخرى عقب فض اعتصام القيادة في 3 يونيو 2019.. وما حدث من تمرد هو ما ظللنا نحذر منه منذ تعيين حميدتي نائباً لرئيس مجلس السيادة فى عام 2019م وعمله على تعزيز نفوذه وسعيه المتواصل لزيادة عدد قواته تحت سمع وبصر الجميع خاصةً القوات المسلحة السودانية التي لم تستمع قيادتها لنصائح ضباطها داخل وخارج الخدمة، كما لم تستمع حكومة الفترة الانتقالية والمجلس المركزي للحرية والتغيير لنصائح مخلصة من قوى الثورة الحية.
ولم يكن خافياً علينا مخططات الدعم السريع ومساعيه للاستيلاء على السلطة بدعم خارجي اتخذ من الاتفاق الإطارى قميص عثمان لتوفير غطاء سياسي لحميدتى للانقضاض على السلطة تحت دعاوى واهية تزعم تحقيق التحول الديمقراطى والمدنية وتنفيذ الاتفاق الإطاري، رغم إقصاء قوى الثورة الحية وعلى رأسها تنسيقيات ولجان المقاومة والقوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير. وتلك دعاوى لم تنطلي على أحد، بينما يفضح تاريخ قوات الدعم السريع حقيقتها، وتفضح هي نفسها بنفسها ببث فيديوهات توثق لجرائمها.
وقاد فشل مخطط حميدتي في الاستيلاء على السلطة إلى كشف حقيقة معركة قواته بالضد من المدنيين العُزل، فاحتل بيوت المدنيين بقوة السلاح ونهب مقتنياتهم وأموالهم واستباح أعراضهم وجعل من المستشفيات ومرافق الخدمة المدنية قواعد عسكرية تنطلق منها قواته المتمردة لنهب البنوك والأسواق والمواطنين واعتقال المدنيين واتخاذهم دروعاً بشرية والتعدي على البعثات الدبلوماسية.
إننا في حزب البعث السوداني إذ نستنكر هذه الجريمة البشعة، نرفض كذلك صمت القوى السياسية التي واصلت تواطؤها حتى الآن تبريراً لجرائم وانتهاكات القوات المتمردة.. ولا نرى أي إمكانية لأي استقرار لبلادنا تكون فيه هذه القوات وقياداتها طرفاً في أي ترتيبات عسكرية أو سياسية، لأن افعال هذه القوات المجرمة قد كشفتها أمام جماهير الشعب السوداني، وبان تماماً أن بينها مجموعات مقدرة من المرتزقة الأجانب، وبذلك قد تجاوزت فرضية أنها قابلة للدمج في القوات المسلحة السودانية.
رحم الله شهيد الواجب والي ولاية غرب دارفور المغدور خميس أبكر، ورحم الله كل شهداء الغدر والخيانة، والخزي والعار لأسرة آل دقلو وقواته وكل من شارك أو تواطأ معه لإشعال فتيل هذه الحرب اللعينة.
حزب البعث السوداني
الخرطوم
15 يونيو 2023م