تفاصيل حرائق غامضة بدارفور
لم تنجُ أكثر من أربع مناطق في ولايتي شمال وجنوب دارفور من ظاهرة “الحرائق الغامضة” التي التهمت مئات المنازل، وخلفت ضحايا وفقدان للمنتجات الزراعية التي تحولت إلى “أكوام رماد”، في تمدد للظاهرة طال مئات المواطنين الذين يقطنون في منازل بسيطة ويعتمدون على الزراعة والرعي
وخلال الأسبوعين الماضيين، وتحديدًا في مارس الجاري، شعر سكان قرية “عيال أمين” بولاية شمال دارفور بالذعر إثر نشوب حريق قال السكان إنه “يندلع بشكل مفاجئ من باطن الأرض”ن وقال شهود إن النيران تخرج من باطن الأرض
وذكر بعض سكان قرية “عيال أمين” بولاية شمال دارفور أن النيران جاءت من “باطن الأرض”، وصعدت إلى أعلى في شكل عمودي، ومن ثم بدأت في الانتشار حول مساكن القرية المشيدة من المواد الأولية “القش والخشب”، حيث قضت النيران عليها بالكامل
سلسلة حرائق بعض قرى ومناطق إقليم دارفور تركزت أكثر في ولاية جنوب دارفور، وخلال الأسابيع الماضية قضت النيران على (40) منزلًا، وأتلفت المحاصيل المخزنة والأواني المنزلية في قرية قرضاية بمحلية شطاية بولاية جنوب دارفور الواقعة (45) كيلومترًا عن العاصمة نيالا
وفي هذه المرة وقعت حادثة الحريق بفعل الرياح في هذا الوقت من العام، والتي ساهمت في حمل ألسنة اللهب إلى المنازل المشيدة من الأغصان والأخشاب
وكان المدير التنفيذي بمحلية شطاية عادل العوض عبد القادر قد ناشد المنظمات الإنسانية إلى مساعدة المتضررين من الحريق في قرية قرضاية، وأعلن أن المواطنين “يقيمون في العراء” – على حد قوله
والمنطقة التي تضررت من النيران تعد شبه معزولة عن المناطق الحضرية بسبب ضعف شبكة الاتصالات، وبُعدها عن مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
والخميس الماضي اشتعلت قرية المملح حلة حاج آدم بمحلية السنطة بولاية جنوب دارفور من، حيث قضى الحريق على سبعة منازل وممتلكات للمواطنين دون خسائر في الأرواح
وظاهرة الحرائق التي تؤرق المواطنين في إقليم دارفور غربي البلاد شملت قرية دونكي دريسة بولاية جنوب دارفور، وفي هذه الحادثة كانت المأساة حاضرة بوفاة خمسة أطفال من عائلة واحدة حاولوا الاختباء تحت الأسِرّة داخل الغرف، لكن النيران التهمت أجسادهم بالكامل حسب سكان البلدة
ودفعت ظاهرة الحرائق المواطنين والسلطات الحكومية في إقليم دارفور إلى إطلاق مشاريع “زيرو قش” في خطوة لخفض نسبة تشييد المنازل بالعشب والخشب، حيث تشب النيران بسهولة في المنازل.
وشجعت الحكومات المحلية المواطنين على تشييد المنازل من الطوب الأحمر ومواد البناء، وفي ذات الوقت طالب السكان المتضررون الحكومات في إقليم دارفور إلى توزيع عربات الإطفاء في مراكز المحليات.
ويعتمد المتضررون من الحرائق على التراب والمياه لإطفاء الحرائق بدلقهما على النيران بالأيادي والأواني، لأن القرى لا تتوفر بها سيارات الإطفاء أو مكاتب للدفاع المدني التي تتواجد في المدن عادة
سلسلة حرائق بعض قرى إقليم دارفور ظلت شبه أسبوعية، حيث نشبت النيران في قرية حجير تونو بوحدة “أبقى راجل” الإدارية التابعة لمحلية بليل بولاية جنوب دارفور، وفقد المواطنون الأثاثات والمحاصيل إثر النيران التي قضت على كل شيء
وجراء هذه الظاهرة أطلقت فعاليات شعبية نداءً لتشييد المنازل بالمواد الثابتة، وأطلقت قيادات أهلية واجتماعية من ولايتي شرق وجنوب دارفور مشروعًا شعبيا لبناء (90) منزلًا
قال محجوب حسين – وهو أحد نشطاء مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور- لـ”الترا سودان”، إن ظاهرة الحرائق تعود إلى تغير اتجاه الرياح وسرعتها في هذا الوقت من العام، وعندما يترك السكان النيران في العراء تنتقل شرارة واحدة إلى منازل مشيدة بالعشب والخشب، ويحليها إلى رماد بسرعة فائقة لأنها مواد قابلة للاشتعال
وأشار إلى أن التصريحات عن وجود “حرائق مفاجئة” دون فعل فاعل أو تأثير خارجي تظل أحاديث تحتاج إلى دراسات ومعاينة من الجهات المختصة، ولا يمكن إطلاق “الكلام على عواهنه” – حد تعبيره