ما وراء الخبر
محمد وداعة
الموساد ..فى ضيافة الدعم السريع (2)
*(هآرتس) الإسرائيلية: الموساد سلم جهاز تجسس لقائد قوات الدعم السريع في السودان*
*جهاز التجسس قادر على تغيير موازين القوى في السودان، وبإمكانه تحويل الهاتف الذكي إلى أداة تجسس على مالكه* ،
*اسرائيل تعمل على تحشيد يمهد لضربة عسكرية ضد ايران*
*الوفد الاسرائيلى اتفق مع قيادة قوات الدعم السريع على توفير دعم تقني إسرائيلي لمشروعات زراعية خاصة بقوات الدعم السريع*
*تهديدات الحوثيين بزعم المشاركة فى حرب اليمن و التطبيع مع اسرائيل*
*قوات الدعم السريع لم تقدم اى ميزانية مراجعة منذ تكوينها رسميآ فى العام 2017م* ،
قالت صحيفة الانتباهة الصادرة الأحد ( 23يناير 2022م ) إن الوفد الإسرائيلي الذي زار البلاد مؤخراً اتفق مع قيادة قوات الدعم السريع على توفير دعم تقني إسرائيلي لمشروعات زراعية خاصة بقوات الدعم السريع ، و أوضحت الصحيفة نقلاً عن موقع (دارفور24) أن الاتفاق تم بخصوص توفير الدعم التقني لمشروع بغرب أم درمان بجانب مشروع آخر يقع في مساحة 250 ألف فدان غرب شندي ، و أشارت الصحيفة إلى أن زيارة الوفد الإسرائيلي الأخيرة استهدفت قوات الدعم السريع بشكل رئيسي، مضيفةً أن قيادة الدعم السريع باتت تسعى لتقوية علاقاتها مع إسرائيل ،
من جهة اخرى ، كشفت مصادر سودانية وأميركية ( للجزيرة نت) أن الوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم ، ناقش مع المسؤولين السودانيين الأوضاع في البلاد وقضايا أمنية تمثلت في الحد من التهديدات الإيرانية في المنطقة ، وقال مصدر أميركي على علم بزيارة الوفد الاسرائيلي الذي تزامن وصوله مع زيارة وفد أميركي، إن مباحثات الجانبين السوداني والإسرائيلي تناولت وضع السودان وتجنيبه مخاطر وتهديدات الخلايا الإيرانية في المنطقة، ومحاولات استغلال إيران للأوضاع في السودان للعودة والعمل على إعادة إيجاد موطئ قدم لها في مناطق كانت موجودة فيها سابقا بعد تهديدات للحوثيين بتوسيع عملياتهم بالبحر الأحمر ،
ونفي المصدر الأميركي عقد لقاء ثلاثي جمعه والوفد الإسرائيلي مع مسؤولين عسكريين سودانيين بالخرطوم، قائلا (ما أعلمه) لم يكن هناك لقاء مع الوفد الأميركي بشكل رسمي لكن الإسرائيليين كانوا على علم بالمناقشات ، وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن ممثلة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد طلبت من إسرائيل (التدخل في أزمة السودان، والعودة إلى المرحلة الانتقالية بقيادة مدنية ) ، وبحسبها، فإن (الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتشكيل حكومة في السودان وإنهاء الانقلاب العسكري ) ،
فى عمل الاستخبارات لا فرق بين دعم قدرات الدعم السريع بتقنيات فى عالم المال والاستثمار ، و بين التقنيات العسكرية ، و ربما تعتبر الكاميرات الحرارية و المناظير الليلية من التقنيات المتقدمة لحراسة المزارع ، و بالطبع ليس مصادفة ان يكون الوفد الاسرائيلى قد تباحث فى المهددات الايرانية ، و تباحث فى تقنية زراعية ذات استخدام مزدوج ( عسكرى / مدنى ) ، و بحكم طبيعة العمل الاستخبارى فما خفى اعظم ، لا سيما بعد رصد قلق سودانى رسمى و شعبى من تهديدات مليشيات الحوثى(الارهابية) للسودان ، بعد عدوانها على دولة الامارات بطائرات من دون طيار و صواريخ بالستية يصل مداها الى السودان ،عقابآ له لمشاركته فى حرب اليمن و التطبيع مع اسرائيل على حد زعمهم ،
بتاريخ 30/11/2022م ذكرت صحيفة (هآرتس)، أن طائرة إسرائيلية يملكها مسؤول سابق في جهاز الموساد، هبطت في مطار الخرطوم ، ووفقا للتحقيق الاستقصائي الذي نشرته الصحيفة ، وبعد التعقب تبين أنها مملوكة للضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، تال ديليان ، ويمتلك ديليان، شبكة شركات تكنولوجية تمتد عبر قبرص، وجزر فيرجين البريطانية، وآيرلندا، وتعتبر مصدرا رئيسيا لتقنيات التجسس في العديد من دول العالم بما فيها بعض دول الشرق الأوسط، واتهمت شركته بالتورط في فضائح تجسس عديدة، ومنها فضيحة التجسس على الوزراء وكبار المسؤولين اليونانيين ، وكشفت (هآرتس)، أن طاقم الطائرة كلِّف بتسليم جهاز تجسس لقائد قوات التدخل السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، الملقب بـ (حميدتي)، الذي تربطه علاقات وطيدة مع الاستخبارات الإسرائيلية، وأنه التقى مع ممثلين عن جهاز الموساد الإسرائيلي في الخرطوم، و نقل الجهاز إلى دارفور، وأشارت الصحيفة نقلا عن ثلاثة مسؤولين أوروبيين، إلى أن جهاز التجسس صنع في الاتحاد الأوروبي، وقادر على “تغيير موازين القوى” في السودان، وبإمكانه تحويل الهاتف الذكي إلى أداة تجسس على مالكه ،
رغم هذه العلاقات ، جاء نفى قائد الدعم السريع علمه بزيارة وزير خارجية اسرائيل ، تنطق حسرة تستبطن احتجاجآ مزدوجآ ، و المعلومات تشير الى ان وزير الخارجية لم يطلب هذه المقابلة ،كما ان الجهات السودانية التى اشرفت على الزيارة لم تطلع حميدتى عليها، و لذلك عدم وضع حميدتى فى جدول الزيارة ربما يشير الى تحول فى الموقف الاسرائيلى ، او الامريكى و تحفظه على مستقبل العلاقة ، و لعل هذا يفسر زيارة قائد ثانى الدعم الفريق عبد الرحيم الى الامارات عراب التطبيع ،
الدعم السريع و بموجب قانون تاسيسها تابعة للقائد العام للقوات المسلحة ، ماليتها و تسليحها تشرف عليه رئاسة الاركان ، فمن اين لها هذه الاموال الطائلة التى تستثمر فى الزراعة و التعدين واقتناء الاراضى و العقارات ، و استثمارات ما وراء البحار ، وهذا يعود بنا الى العام 2019م حيث نشرت اخبار عن دعم قوات الدعم السريع لبنك السودان ب(2) مليار دولار ، و احاديث عن اقتناء مئات العقارات فى جبرة و كافورى و اركويت و الرياض و المنشية و مزارع .. و مصانع ؟ الدعم السريع وهو مؤسسة حكومية و تعتبر امواله ( مالآ عامآ) ، مطالب بنشر ميزانيته، و اطلاع الراى العام عليها ، و تقديمها للمراجع العام، خاصة و ان تقارير المراجع العام لم تقدم اى بيانات مالية عن قوات الدعم السريع منذ تكوينها رسميآ فى العام 2017م
نواصل