شركة إسرائيلية تسلم معدات تجسس متطورة للدعم السريع
لمعدات تجسس متطورة بشكل سري لقوات الدعم السريع في السودان
التقرير المشترك بين صحيفة “هآرتس” العبرية و”إنسايد ستوري” اليونانية ومنظمة “لايت هاوس ريبورت”،
قال إن شركة “إنتيليكسا” التي أسسها ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق طال ديليان، سلمت لقوات الدعم السريع السودانية، معدات وبرنامج للتجسس واختراق الهواتف الذكية
ورصد التحقيق الطائرة “سيسنا” المرتبطة بالشركة المملوكة للضابط السابق في المخابرات الإسرائيلية طال ديليان،
وهي تحط الرحال في مطار الخرطوم في 18 أيار/مايو الماضي، وكشف وفقًا للمصادر، أنها سلمت برامج تجسس ومعدات متطورة لقوات الدعم السريع في الخرطوم،
والتي قامت بدورها بتهريب الشحنة إلى دارفور لكيلا يصادرها الجيش السوداني
وبحسب التقرير ووفقًا لثلاثة مصادر مستقلة، فإن شحنة تلك الطائرة التي حطت في الخرطوم من شأنها “تغيير موازين القوى في السودان”،
مشيرة إلى أن الشحنة تحتوي على “معدات تجسس تم صنعها في الاتحاد الأوروبي”، حيث تعمل على تحويل أي هاتف ذكي إلى جهاز تجسس ضد صاحبه.
وقال التقرير إن رحلة الطائرة إلى الخرطوم في أيار/مايو الماضي “أعطت نظرة نادرة على أعمال وأنشطة اقتصادية سرية تربط الميليشيا السودانية الدموية
بشخصيات نافذة في اليونان وشبكة شركات في قبرص وجزر العذراء البريطانية وإيرلندا، وفوق كل ذلك،
سلطت الضوء على أزمة انتشار برامج التجسس المعقدة الآخذة في الانتشار في الاتحاد الأوروبي”، بحسب تعبيره.
الطائرة التي حطت في الخرطوم لمدة (45) دقيقة والتي رُصدت أيضًا في مطارات دبي وأبوظبي والرياض، كانت محاطة بهالة من الغموض والسرية،
ولم يتم الإعلان عنها أو عن محتويات شحنتها التي سلمتها في السودان بشكل رسمي، ويقول التقرير إن تفاصيل وصولها وأسماء ركابها وحمولتها كان من المفترض أن تكون سرية ومحفوظة في مكان يتعذر الوصول إليه،
مشيرًا إلى أن هذه السرية “شهادة على قوة محمد حمدان دقلو” والذي وصفه التقرير بأنه “أغنى رجل في السودان،
وصاحب جيش خاص ورث التاريخ الدموي لميليشيا الجنجويد المشهورة بجرائمها ضد الإنسانية في دارفور”.
وفي تعليق على الدور الذي يمكن أن تلعبه مثل هذه التقنيات في يد قوات الدعم السريع في السودان،
قالت الباحثة في معهد كلينجينديل آنيت هوفمان، بأن تزويد قوات الدعم السريع في السودان بهذه التقنيات المتطورة،
لن يؤدي إلى تفاقم القمع الوحشي وقتل المتظاهرين في السودان فحسب،
وإنما “سيقلب ميزان القوى لصالح ميليشيا لا تعرف الرحمة متحالفة مع روسيا، مما يقرب السودان من مواجهة مفتوحة بين القوات المسلحة في البلاد، ويزيد من خطر اندلاع حرب أهلية”.
ويحتفظ العسكريون في السودان بعلاقات جيدة بإسرائيل وحلفائها في المنطقة، حيث بدأوا خطوات جدية في مسار التطبيع مع دولة الاحتلال في العام 2020،
انتهى بالتوقيع على الاتفاقية الإبراهيمية في الخرطوم، ويتخوف السودانيون من مواجهة بين القوات المسلحة والدعم السريع ضمن الصراع على السلطة في السودان.
ويعد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”، الرجل الثاني في الدولة السودانية اليوم،
حيث يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، والذي يرأسه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
وتواجه قواته التي يقودها رفقة شقيقه عبدالرحيم، اتهامات بارتكاب جرائم خطيرة في حق المواطنين السودانيين العُزل في شتى بقاع السودان،
كما تسيطر الشركات الخاصة المرتبطة بهذه القوات على العديد من الموارد المهمة في البلاد وتهيمن على قطاع الذهب،
نقلا عن _الترسودان