الخرطوم -الموجز السوداني
مع اقتراب عيد الأضحى، يشكو تجار الماشية في السودان من ركود هائل في مبيعات “الأضاحي”، فيما يرجع مواطنون الأمر إلى ارتفاع جنوني للأسعار.يأتي ذلك في وقت يشهد فيه السودان أزمات اقتصادية متواصلة، فاقمت مشاكل المعيشة وهبطت بسعر صرف العملة.
وامتلأت الميادين والساحات العامة في العاصمة الخرطوم بالأضاحي بحثا عن المشترين الذين فضلوا العزوف عن الأمر،وأدى هذا الركود في شراء خراف الأضاحي ووفرتها الكبيرة إلى مخاوف التجار من خسائر واسعة
وبحسب جولة أجرتها “العين الإخبارية” في أماكن بيع الماشية بالخرطوم فإن أسعار الخراف تبدأ من 50 ألف جنيه سوداني (صغير الحجم) وحتى 150 ألفا (الكبير زنة 25 كيلوجراما)، وهي مبالغ كبيرة مقارنة بالحالة المادية لأغلب العائلات في هذا البلد.
يقول صالح التوم، 47 عاماً، إن أسعار الخراف هذا الموسم عالية للغاية وتفوق مقدرة الكثير من السودانيين، لا سيما أن هناك احتياجات ومستلزمات أخرى ضرورية في هذا العيد.
وأضاف التوم -في حديثه لـ”العين الإخبارية”-: “قد لا نتمكن من الشراء هذا العام لأول مرة في حياتي، إنه أمر مؤلم للغاية
وكما جرت العادة، يتم عرض الخراف في الطرقات العامة والساحات ولا يتم التقييد بسوق محدد لتسهيل عمليات الشراء على المواطنين. وتحتضن العاصمة السودانية أسواقا مركزية ضخمة للماشية تقع غرب مدينة أم درمان في منطقتي المويلح وقندهار، ويرتادها صغار التجار والمواطنون.
ركود مؤقت
ورغم تخوفه من فشل هذا الموسم، رأى محمد الصادق -وهو أحد تجار الماشية في أم درمان- أن الركود مؤقت حيث اعتاد الكثير من السودانيين شراء الأضحية قبل يوم أو يومين من حلول يوم النحر. وقال في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إن”أسعار الخراف مرتفعة مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع تكاليف الرسوم والأعلاف، ومن المتوقع ثبات الأسعار الحالية دون تسجيل زيادات جديدة عند حلول العيد
وأضاف أن أسعار الخراف هذا الموسم تبدأ من 50 ألف جنيه للأحجام الصغيرة، وتتفاوت الأسعار حسب الوزن والتي قد يصل بعضها إلى 150 ألف جنيه للأضحية ذات الحجم الكبير التي تعرف بـ”الجلاكسي”
هروب للأقاليم
ووجدت كثير من العائلات التي تسكن العاصمة الخرطوم نفسها مضطرة للاستعانة بجذورها في الولايات، يعني السفر وقضاء العيد هناك أو طلب إرسال لشراء أضحية نظراً لفارق السعر
وهذا كحال حاتم عبدالله -وهو موظف حكومي يسكن الخرطوم- إذ قرر قضاء عطلة عيد الأضحى مع عائلته في إقليم كردفان غربي السودان حتى يجد متنفساً من حجيم العاصمة وغلاء مستلزمات العيد
وقال عبدالله -في حديثه لـ”العين الإخبارية”-: “سوف أمزق فاتورة الخروف هذه السنة لأنني سآخذه مجانا من مرعى العائلة في بلدتي خارج العاصمة، لم يكن أمامي خيار غير الهروب من العاصمة، السفر أقل كلفة من احتياجات العيد هنا”.
ويتزامن عيد الأضحى المبارك هذا العام، مع أوضاع اقتصادية قاسية يعيشها السودان تجلت في ارتفاع مضطرد في معدل التضخم وانخفاض في قيمة العملة الوطنية، مما خلف مستوى معيشة مترديا للغاية.
ووفق تقديرات أممية فإن ثلث سكان السودان سيواجهون خطر المجاعة خلال العام الجاري نتيجة الجفاف والتقلبات في المشهد الدولي، في تحدٍ كبير يهدد فرحة العيد.