الخرطوم ـ الموجز السوداني
كشف تحقيق استقصائي قامت به “العربي الجديد” عن فساد مالي قٌدر بملايين الدولارات التي كان من المفترض تخصيصها لمواجهة جائحة الكورونا في السودان. وكان التحقيق قد أشار إلى أن مصادر هذه الأموال هي تبرعات مواطنين بالإضافة لدعومات من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي.
طالب مكتب المراجعة بوزارة الصحة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مسؤولين فشلوا في تقديم مستندات تثبت صرف مبلغ 13 مليون دولار
وقال عضو لجنة الدعم اللوجستي المخصص لمواجهة الجائحة د.علاء الدين نقد أن عملية إدارة الأموال تعتبر غير شفافة، وقد تابع هذا التحقيق جزءًا من الأموال التي رصدت للجائحة تُقدر بحوالي (23.656) مليون دولار أمريكي، كشف التقرير عن تلاعب يرقي لدرجة الفساد فيها.
وبحسب التحقيق، فقد طالب مكتب المراجعة بوزارة الصحة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مسؤولين فشلوا في تقديم مستندات تثبت صرف مبلغ (13.308.197) مليون دولار كانت مودعة في حساب بالعملة الصعبة في بنك السودان المركزي مخصصة لخطة دعم طوارئ جائحة كورونا، إضافة لعدم صحة رصيد وعدم إدراج مبلغ بقيمة (10.348.263) مليون دولار، بالرغم من أنه تأكد تحويله من حساب ببنك المشرق تابع لمنظمة الصحة العالمية إلى الحساب المذكور أعلاه.
وكانت وزارة الصحة قد تلقت معلومات من دائرة الأمن الاقتصادي التابعة لجهاز الأمن عن تحرك مبلغ قدره (9) مليون دولار في حساب بالعملة الصعبة خُصص لمجابهة الجائحة
قال مدير الحسابات في وزارة الصحة محمد حامد جاد الرب أن المبلغ الموجود بحساب وزارة الصحة حتى مارس الماضي كان (3) مليون دولار فقط، كما أنه لم تتوفر مستندات تؤكد إنفاق بقية المبلغ على مشروعات وزارة الصحة
وبحسب خطاب حصلت عليه “العربي الجديد” فان وزارة الصحة وقعت اتفاقية مع بنك السودان المركزي حول تبديل الدولار بالجنيه السوداني حيث تم استبدال 13.308.197 مليون دولار وإيداع ما يقابلها بسعر صرف مئة جنيه مقابل الدولار.
وقد أبدى المصدر تحفظه على هذه الاتفاقية، لأن المراجعة القومية لم تتلق نسخ من تفويض المسؤول الأول (الوزير بالإنابة)، كما أنه لم يتم تحديد أوجه الاستثمار المشار إليها في الاتفاقية، ولم توثق الاتفاقية من قبل الجهات القانونية، ولم يتم توضيح كيف تم تحديد سعر الصرف من قبل بنك السودان.
وقالت المراجعة أن إفادات وكيل وزارة الصحة آنذاك لم تكن شفافة بالشكل المطلوب لتفسير ما يدور بالحساب (72) ببنك السودان، ولم يتم إفادتها بالمستندات المطلوبة لتكملة إجراءات المراجعة، الأمر الذي يخالف قانون المراجعة لسنة 2015.
وقال مصدر في منظمة الصحة العالمية أن السودان قد احتل المرتبة الثالثة في عدد وفيات فيروس الكورونا مقارنة بعدد الإصابات من بين إجمالي السكان، وما أكد ذلك أن معدل شغل الأسرّة وصل الـ 90% مع نقص الاوكسجين والأدوية والتمويل اللازم لمكافحة الجائحة
من جانبه قال مدير حسابات وزارة الصحة جاد الرب لـ”العربي الجديد” أن المبالغ المذكورة لم تمر عبر وحدة حسابات وزارة الصحة أي أن حركة السحب والإيداع تمت دون علم المحاسبين المشرفين على حسابات وزارة الصحة
وأضاف جاد الرب، وقد اعترضنا على هذا العمل، ولكن بنك السودان أخطرنا أن هذا السحب تم الصرف منه على عمل سياسي كبير ولا دخل لكم به
يعتقد جاد الرب أن هذه الاتفاقية تهدف للاستفادة من فارق سعر الدولار الرسمي المحدد من قبل البنك المركزي مقابل سعر السوق
ووفقا لـ”العربي الجديد” فإن بنك السودان المركزي لم يرد على مخاطبات رسمية واتصالات بغرض التحقق من هذه المعلومات.