الخرطوم-الموجز السوداني
وزير العدل السابق نصر الدين عبد الباري مقالا اليوم 12 ابريل في صحيفة ( هارتس) الاسرائيلية تحت عنوان ” اسرائيل يجب ان تدين انقلاب السودان
و قال عبد الباري ان الرأي العام في السودان يدعم التطبيع مع اسرائيل ولا يعارضه بعد الخطوات العملية التي اتخذت لترقية العلاقات بين البلدين، خاصة بعد المكالمة الهاتفية المشتركة مع عبد الله حمدوك رئيس الوزراء و رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الامريكي مما ادى الى انضمام السودان الى الاتفاق الابراهيمي
لكن وقوع انقلاب البرهان في 25 اكتوبر الماضي قد القى بظلال على العلاقات، حيث استمرت الاجتماعات بين الجانبين على مستوى اقل. و سبق الانقلاب باسبوعين زيارة وفد امني من السودان الى تل ابيب
وقال نصر الدين في مقاله ” ان استمرار العلاقات رغم وقوع الانقلاب يشير الى ان اسرائيل تدعم المكون العسكري على حساب القوى الديمقراطية المدنية
و من اجل علاقات افضل في المستقبل على اسرائيل ان توضح موقفها من اضعاف التحول الديمقراطي بواسطة العسكرالذين تدعمهم اسرائيل. و نسبة للتعاون الامني ما تزال دول اخرى مثل الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات تعاون مع المكون العسكري“
وأضاف عبد الباري ان التعاون الامني لمحاربة الارهاب مهم وضروري لكن يجب ان يكون في سياق تعاون استراتيجي شامل لخدمة مصلحة البلدين علما بان الوضع غير الدستوري الراهن في السودان يهدد الامن و الاستقرار الإقليمي
توضح الدروس المستفادة من التاريخ السوداني انه لا استقرار دون ديمقراطية و ان الانظمة الاوتوقراطية يستحيل عليها إدارة التنوع الاثني و الثقافي كما يتم الان بواسطة الانقلاب. ان تصاعد المظاهرات الشعبية ضد الانقلاب لن تتوقف بل ستكون اكثر تنظيما و قوة مما يعرض الاستقرار السياسي و الامني للخطر و هو المناخ الذي يسعي لتأسيسه و استغلاله الارهابيون
ان استمرار الجيش لاستخدام القوة لن يعزز من فرص السلام مع وجود معارضة مسلحة في جبل مرة وًجبال النوبة. و ان منطق القوة سيقوض الاستقرار و ان استلام العسكر للسلطة يؤكد على رسالة واحدة مؤداها ان القوة هي الاساس و ان منيريد السلام عليه ان يستخدم القوة
وتابع عبد الباري” قبل الانقلاب كان احد ابرز الانجازات هو عمل لجنة تفكيك التمكين و اقالة كل منسوبي النظام السابق من الخدمة العامة لكن اعاد الانقلاب تعيين هؤلاء في مناصب كثيرة، و ان النظام القديم الذي كان يهدد الاستقرار الدولي و الاقليمي و كذلك كان مهددا لامن اسرائيل عاد للسلطة من جديد بواسطة العسكر والانقلابيين
واصبحت تدار اجهزة الدولة بواسطة اركان النظام السابق، لكن التغيير الاستراتيجي بشان التطبيع يتطلب ان تدعم اسرائيل القوى المدنية التي تسعي لتأسيس نظام ديمقراطي لا يهدد احد
وأردف قائلا : ان اتخاذ خطوات عملية للتطبيع بين اسرائيل و السودان يعكس تغييرات جذرية في السودان، خاصة لتحقيق المصالح المشتركة في التعاون الامني و التبادل الثقافي و الاكاديمي و التعاون في مجالات التكنلوجيا و الزراعة و غيرها. و ان موقف اسرائيل غير الواضح من الانقلاب يدعم القوى المناهضة للتحول الديمقراطي و انه لا تراجع عن هذا الطريق اذ لا مكان لهذاالنظام الانقلابي في السودان او اي مكان اخر