الخرطوم _الموجز السوداني
أكد سفير السودان في إثيوبيا جمال الشيخ أن الخرطوم لن تسمح بالتدخل في علاقاتها مع أديس أبابا مشددا على العلاقات التاريخية بين الجانبين.
جاء ذلك في مقابلة أجراها السفير السوداني مع “العين الإخبارية”، تطرق خلالها إلى العديد من القضايا الراهنة، بينها الخلافات الحدودية والاتهامات الموجهة للخرطوم بدعم المعارضة الإثيوبية، نافيا وجود أي طرف آخر في التوترات الأخيرة.
كما تطرق إلى آخر التطورات في ملف سد النهضة، مؤكدا أن السودان لا يسمح لأي طرف بالتدخل في علاقاته مع دولة أخرى، مشددا على أن الخرطوم تعرف كيف تدير علاقاتها مع أديس أبابا و”لا تحتاج لطرف ثالث ليحدثنا عن علاقاتنا معها
وقال إن “السودان يحترم علاقاته مع إثيوبيا، وله علاقات مع دول أخرى نطلب فيها احترام هذه العلاقات، وهذا موضوع سيادي”، مضيفا: “نتبنى هذه المقاربة في علاقاتنا مع إثيوبيا ولا يوجد طرف ثالث يتدخل فيها
وتابع أن “العلاقات السودانية الإثيوبية قديمة شعبيا ورسميا، وهي قوية رغم ما قد يعتريها من وقت لآخر من بعض المواقف والطوارئ، لكن تظل هذه العلاقات استراتيجية والسودان حريص جدا على علاقاته مع إثيوبيا كدولة جارة يتأثر بما يحدث فيها والعكس صحيح
وفي معرض حديثه عن الخلافات الحدودية مع إثيوبيا، قال الشيخ إن الملف “لا يزال من الموضوعات العالقة، ولا يوجد حل تفاوضي سوى السياسي والدبلوماسي، وهذا هو موقف الخرطوم”.
واعتبر أنه “رغم تباين الموقفين، لكن السودان يرى أن هذه المناطق المتنازع عليها سودانية، وأن المفاوضات في ذلك قطعت شوطا كبيرا جدا، وتبقى فقط تأكيد وضع العلامات لهذه المناطق وفق موقفنا”.
ودعا السفير إلى أن لا تكون الحدود عقبة تؤدي لتوتر في علاقات البلدين، مؤكدا أن السودان يعمل ويسعى لتبني حل تفاوضي وسياسي نظرا لما تربطه من علاقات ثنائية قوية مع إثيوبيا
وأعرب الشيخ عن أمله في حل هذا الملف وأن يكون مدخلا لاستثمار وتعاون اقتصادي ثنائي، لافتا إلى وجود لجنة عليا بين البلدين مختصة لمعالجة هذا الملف
كما أعرب عن أمله في أن “تتواصل اجتماعات هذه اللجنة لحسم هذا الملف على أسس قانونية تعطي الحق وتكون المقاربة الأساسية مقاربة استثمار مربحة للطرفين
وأكد الشيخ على استقرار الحدود بين البلدين في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه جرت مؤخرا عدة اجتماعات لولايات سودانية بنظيرتها بالأقاليم الإثيوبية، في إشارة إلى منتدى السلام والتنمية المنعقد قبل أسبوعين بين ولاية النيل الأزرق السودانية وإقليم بني شنقول جموز الإثيوبي، واجتماعا آخر بين ولاية القضارف السودانية وإقليم أمهرة الإثيوبي قبل أسبوع
ووصف السفير السوداني لدى إثيوبيا تلك الاجتماعات بـ”المثمرة”، موضحا أنها ناقشت مختلف المواضيع الأمنية والاقتصادية والتعاون الإعلامي، فيما أسفر اجتماع ولاية القضارف وإقليم أمهرة عن تفاهمات، دون أن يقدم السفير تفاصيل أكثر حول الجزئية الأخيرة.
وبالنسبة للسفير، فإن ما يعتري هذا الملف في بعض الأحيان قد يرتبط بالأوضاع الداخلية في البلدين، مجددا حرص بلاده في كل الأحوال على استقرار الحدود وتأمينها لمنع ما يعكر صفو العلاقات مع إثيوبيا.