#نظرة_تشاؤمية
تناولت بعض الكتابات عن السيناريوهات المتوقعة بعد الانقلاب وأول هذه الاحتمالات كما ذكرنا ذلك سابقا عن مضي الانقلابيين فيما اقدموا عليه وهو السيناريو الأكبر احتمالا بناء على المعطيات وعلى مصالحهم الشخصية ومصالح المنظومة الأمنية بكل مسمياتها جيش وامن ومليشيات الأمن الشعبي والدعم السريع وغيرها والذي يدفع المنظومة الأمنية في مواصلة خطواتهم ارتباطهم المباشر بمصالح خارجية منها معلوم للعامة وغير معلومة ولكنها موجودة على أرض الواقع.
اخطر ما يتصدر المشهد الان التصدعات الداخلية وتباين آراء شركاء الانتقال الديمقراطي من حرية وتغيير وتجمع مهنيين الذين ظلوا في فترة ما قبل سقوط البشير يعملوا على لملمة الاختلافات إلى أن وصلت مرحلة كل كيان يصدر بيان او ميثاق يعبر عن الكتلة التى تسيطر على الكيان المعين وكل هذه الكيانات بعيدة عن تطلعات الشارع السوداني والقوى الأكبر على الأرض وهم شباب المقاومة الغير محزبيين ولديهم حساسية عالية تجاه التحزب وبغض النظر اذا ما كانت نظرتهم صحيحة ام غير صحيحة تجاه العمل السياسي عبر منظومة سياسية تمثل ارآهم وفي غالبيتهم يتمنون أن يصل الوضع العام في السودان إلى الأفضل وينزوا عن العمل العام فهم غير طامعيين في تنسم منصب عام.
التركيز على الضغط الشعبي الداخلى هو الأهم والاعتماد على الخارج لا يخدم القضية الوطنية باي شكل من الأشكال فالمصالح الخارجية تنظر إلى التعامل مع منظومة أمنية ذات تراتيبية عسكرية يقلل المجهود بالمفاوضات المباشرة مع رأس النظام ولا يتطلب الأمر حتى الرجوع إلى برلمان ولو في كبرى القضايا كما حدث في نظام البشير وكما ان ايدولوجيات بعض الأحزاب تقف تماما في وجه تلك المصالح .
السيناريو الأقرب الان هو عدم قبول حمدوك تشكيل حكومة كفاءات واستعانة الانقلابيين بأشخاص آخرين ليس لديهم تاريخ سياسي ، اكاديميون امضوا جل حياتهم في البحوث والتدريس الجامعي ولكن ليس لديهم خبرة في العمل السياسي فهولاء يسهل السيطرة عليهم وتحريكهم وقد توجه اي تهم لرئيس الوزراء الشرعي د.حمدوك مما يجعله رهين الاعتقال المباشر لمدة اقلاها عام حتى يجد الانقلابيون الطريق سهل للمواصلة.
فى حالة مواصلة الانقلابيون في إقصاء الجميع عدا مسوخ سياسية أمثال التوم هجو والفاسدون أمثال اردول والارزقية أمثال مناوي وفي اقل من مرور عام سوف تنهار البلاد تماما والإسراع في نهب موارد البلاد الغير مدروس نتيجة لحوجة البلاد للصرف الداخلى وخااصة التوسع في المليشيات وازدياد اعدادها اضعافا مضاعفة بعد البشير وقد يصل الأمر إلى تنهب المليشيات للمتلكات الخاصة بعد شح الموارد العامة حتى نصل مرحلة جهدية ود تورشين حينما كانو يهجموا على مطامير الذرة للمواطنين لسد فجوة الجوع واعقبتها مجاعة سنة 6 هجرية المشهورة في السودان.
سوف يعقب ذلك قيام انتخابات تقاطعها الأحزاب التقليدية المعروفة وهنا سوف تظهر الخلافات ما بين الجيش والدعم السريع وكل منهم سوف يحاول استقطاب حاضنة سياسية قد تصل إلى مرحلة الاغتيالات والتصفيات وانفجارات أمنية محدودة وتكتلات جهوية ويسود الخطاب العام روح القبلية وقد يحدث حينها تدارك للموقف باتفاقات هشة حتى انتهاء الانتخابات وضمانات لكل جهة بعدم المساس بمصالح كل طرف للاخر وسيهاجر اهل السودان بحثا عن ارض وجنسية وهروب رؤوس الأموال السودانية حتى ظهور مجاعة 1446م مجددا إلى أن يبعث الله فينا من يخلصنا من خليفة البشير في الأرض سواء كان برهان او حميتي.
د.محمد صديق العربي