حوار: محاسن أحمد عبد الله
تحصلت (السوداني) من خلال الحوار الذي أُجري مع مهندس غرفة البث بالقومي، على تفاصيل دقيقة ومهمة للحظة اقتحام ضابط ومدنيين لغرفة البث بالتلفزيون القومي، وإلزامهم ببث خبر استلام السلطة…
# احكِ لنا ماذا حدث بالتفصيل؟
في تمام السادسة والنصف صباحاً، وأنا ازاول عملي بغرفة البث المباشر كالمعتاد، تم إخطاري عبر زميل بأن هناك ضابطاً يرتدي الزي العسكري برتبة عقيد واثنين بالزي المدني يريدون مقابلتي.. بالفعل تحدث معي الضابط عن الدولة والانفلات الأمني والاقتصاد، ثم أخبرني بأنّهم استلموا كل مفاصل الدولة، وطلب مني إنزال مارشات عسكرية.
# ماذا كان ردّك؟
رفضت وقلت للضابط بالحرف الواحد بأنني لن انفذ أي برنامج إلا بتوجيه من المدير العام، وعندما حاول أن يضغطني بأنهم السلطة، قلت له (ممكن تدِّيني طلقة في رأسي بعدها نزل الحاجة العايزها).
# ألم ينتابك الخوف وقتها؟
أبداً.. وللعلم لم يتم تهديدي بالسلاح، ولكن كنت مستعداً إن تطلب الأمر أن أقدم روحي وأنا رافض، لأنني في هذه اللحظة أحسست بأنني لا أسوى شيئاً، وكل شئ يهون من أجل الوطن.
# من كانوا مع الضابط من المدنيين؟
كانوا يقفون على بُعد مسافة منا ومشغولين على ما يبدو بمحادثات هاتفية، إلا أن أحدهم فجأةً طلب منهم المغادرة بعبارة (يلا نمشي)، وبالفعل ذهبوا.
#ماذا فعلت بعدها؟
نزلت فوراً ومعي مهندس التبريد والتكييف ومسؤول الأمن والسلامة بالتلفزيون وتابعناهم، فوجدناهم خرجوا من حوش التلفزيون ودخلوا مكتب الاستخبارات المؤجر في جزء من منزل الصادق المهدي.
# أسباب رفضك لتنفيذ ما طلبوه؟
أولاً كان رفضي تحكمه أخلاق المهنة، ثم ثوريتي ووطنيتي وإحساسي الكبير بأن هذه الثورة التي جاءت بالدم وبدأنا في جني ثمارها لن تضيع بهذه السهولة.
# المعروف عنك بثوريتك وما عانيت من اعتقال وتعذيب في عهد النظام السابق.. هل كان ذلك من أسباب الرفض أيضاً؟
للعلم تم فصلي من المعهد العالي للموسيقى والمسرح في أول اعتصام لنا نفّذناه ونحن طلبة في المعهد العام ١٩٩٢م، وتم اعتقالي مع ٥٨ طالباً، طيلة تلك السنوات ظللت أناهض ذلك النظام الذي عُرف بالظلم والفساد حتى زواله.
# تمددت ثوريتك لأسرتك؟
بالتأكيد.. حتى إنني وابنتي الجامعية (رنا) توجّهنا إلى القيادة العامة يوم ٦ أبريل من المُعتقل مُباشرةً.