الخرطوم: الموجز السوداني
كشف ضابط برتبة عقيد يتبع للمخابرات للمحكمة، بعلمه وجود محاولة انقلابية على الحكومة الحالية، من خلال رصد هيئة الأمن المركزي للجهاز، لمكالمة صوتية مسجلة بين العميد السابق بالجيش ود إبراهيم ووالي نهر النيل السابق الفريق الطيب المصباح.
ويواجه الاتهام في القضية الفريق المصباح و (11) آخرون منسوبون سابقون بالجيش وجهاز المخابرات العامة، بمحاولة تدبير انقلاب على النظام الحالي للبلاد.
وأوضح ضابط برتبة عقيد امن الطيب علي محمد للمحكمة بوصفه المبلغ في القضية، ان المتهم الثامن ود ابراهيم قد اجرى اتصالاً بالمتهم الاول المصباح وطلب منه إبلاغ رئيس هيئة الاركان المشتركة السابق للجيش الفريق اول هاشم عبد المطلب، بأن احد الاشخاص قد وشى به، منبهاً الى انه قد استمع لتسجيل الحديث الصوتى بعد احضاره اليه من هيئة الأمن المركزي التابع لجهاز المخابرات العامة، مضيفاً انه لا يعلم برقم هاتف تلك المحادثة المسجلة. وفي سياق مغاير افاد المبلغ المحكمة بأن المحاولة الانقلابية كانت على المجلس العسكري الحاكم للبلاد عقب الاطاحة بحكومة الرئيس المعزول عمر البشير، لافتاً الى ان كل المعلومات بشأن المحاولة الانقلابية وردت اليهم من هيئة الاستخبارات العسكرية.
تردد واختباء
وكشف المبلغ الذي يتبع للدائرة السياسية بجهاز الامن ادارة النشاط الجهوي والعسكري للمحكمة المنعقدة بمحكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي انس عبد القادر فضل المولي، كشف عن ورود معلومات تفيد بوجود نشاط لعدد من العسكريين بالقوات المسلحة، لافتاً الى انه بموجب ذلك تم رصد ومتابعة المتهمين والقبض عليهم، مبيناً انه وبالرصد كان هناك تواصل بين المتهم الهارب الثامن العميد معاش بالقوات المسلحة ود ابراهيم عبد الجليل والمتهم الثانى المهندس وظل يتردد على منزله وكان مختبئاً فيه، مشيراً الى ان منزل المتهم تتردد عليه عناصر واجسام عسكرية خارج الخدمة لعلاقته بهم، لافتاً إلى أنه ومن خلال الرصد الأمني اتضح انعقاد عدة لقاءات بمنزل المتهم الثاني، وفي أحدها قاموا بتكليف المتهم السابع عقيد معاش بالجيش بتنفيذ مهمة خاصة بسلاح المدرعات بقوات الشعب المسلحة، ونبه المبلغ المحكمة الى انه ومن الرصد والمتابعة تبين إجراء المتهم الثامن عدة اتصالات مع المتهم الأول والي ولاية نهر النيل الاسبق الفريق ركن بقوات الشعب المسلحة الطيب المصباح، موضحاً ان هذه الاتصالات تتعلق وتدور حول تنفيذ محاولة انقلابية، وكشف المبلغ للمحكمة انه بعد رصد عدد من اللقاءات بين (ود ابراهيم) والمتهم السابع بمنزل المتهم الثاني تم اعتقاله، ووقتها اعترف بوجود (بيان) المحاولة الانقلابية بقيادة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش السابق الفريق اول ركن هاشم عبد المطلب بمنزله، موضحاً انه وفور ذلك قامت رئاسة جهاز الأمن بتشكيل تيم بقيادة عقيد، وبتفتيشهم منزل المتهم الثاني ضبطوا فيه (فلاش لابتوب) وبداخلهما بيان عبد المطلب للمحاولة الانقلابية، وكشف المبلغ انه باستجواب المتهم الثاني اعترف بامتلاكه البيان.
توزيع أجهزة ثريا
وفى ذات السياق قال المبلغ للمحكمة ان المتهم الثالث رقيب بجهاز الامن ومن خلال الرصد المعلوماتي اتضح انه تم تكليفه بمهمة من قبل المتهم الهارب الخامس وهو ضابط سابق برتبة لواء أمن، تتعلق بتجنيد فردين من الأمن بتعطيل (وابور) الهيئة الفنية لجهاز المخابرات العامة، موضحاً انه وبعد القبض على المتهم الثالث بواسطة إدارة الأمن الذاتي بالجهاز اعترف بذلك، في وقت أشار فيه المبلغ إلى انه بالرصد فإن المتهم الرابع ضابط برتبة رائد بالامن تم اعتقاله بواسطة خطاب رسمي صادر عن الاستخبارات العسكرية، حيث أكدوا انه احد المتهمين الضالعين في المحاولة الانقلابية لهاشم عبد المطلب، الى جانب ان المتهم الرابع تم تكليفه من قبل العميد معاش ود ابراهيم بتوزيع أجهزة اتصال الثريا، بجانب اعتراف احد المتهمين بالتحريات بأنه كان على اتصال مع المتهم الرابع ضابط بالأمن، في وقت نفى فيه المبلغ للمحكمة رؤيته هذه الاجهزة، وفي ذات الوقت كشف المبلغ للمحكمة انه بعد اعتقال المتهم الثالث رقيب أمن اعترف بأنه مكلف من قبل المتهم الخامس لواء معاش بالأمن، وطلب منه تجنيد فردين لتعطيل وابور الأمن الا ان الفردين ابلغا إدارة الجهاز حول ذلك الاتفاق.
قفل شبكة الاتصالات
في وقت أوضح فيه المبلغ للمحكمة انه بالمعلومات تبين ان المتهم السادس تم تكليفه من قبل المتهم الثاني بتنفيذ مهمة البحث عن مختصين في الكهرباء والاتصالات، منبهاً الى ان المتهم السادس وقتها اجرى اتصالاً باحد المهندسين السابقين بالهيئة القومية للاتصالات بشأن قيامه بالمهمة، موضحاً انه بالتحريات اتضح أن موظف هيئة الاتصالات السابق علم بأن مهمته عبارة عن تنفيذ لمحاولة انقلابية، لاسيما انه كلف بقفل شبكة الاتصالات وقت التنفيذ، وبدوره أبلغ إدارة الجهاز بذلك وتم استجوابه بيومية التحري كشاهد في القضية.
قفل الطرق والكباري
ونبه المبلغ الى ان المتهم السابع عقيد معاش بالجيش حضر اجتماعين بمنزل المتهم الثاني المهندس، واتضح انه كلف في الاجتماعين بتنفيذ مهمة بسلاح مدرعات الجيش تتعلق بتجنيد أفراد وضباط بالمدرعات لقفل الطرق والكباري في ساعة يحددها المتهم الثامن (ود ابراهيم)، لافتاً الى انه تم القبض عليه بواسطة الجهاز واعترف بكل تفاصيل المهمة.
وفي سياق مغاير كشف المبلغ للمحكمة ان المتهم السابع احيل للتقاعد بعد ان تمت محاكمته في محاولة انقلابية ضد حكومة المعزول في عام ٢٠١٢م مع ود ابراهيم.
مقابلة متهم هارب
وفي ذات الوقت كشف المبلغ للمحكمة انه تم القبض على المتهم التاسع طبيب بشري وذلك لتردده على منزل المتهم الثاني المهندس ومقابلته المتهم الهارب الثامن (ود ابراهيم)، في وقت افاد فيه المحقق المحكمة بانه من خلال معلومات تلقاها جهاز الأمن من هيئة الاستخبارات العسكرية ان المتهم الطبيب من ضمن الأشخاص المشاركين في مهمة المحاولة الانقلابية وأنه انخرط في عدة اجتماعات حول ذلك، واوضح المبلغ للمحكمة انه تم القبض على بقية المتهمين من (10/11/12) لوجود معلومات من الاستخبارات العسكرية بمشاركتهم كاطراف في المحاولة الانقلابية.
وفي سياق متصل افاد المبلغ المحكمة بان السبب الرئيس للقبض على رئيس هيئة الاركان العامة للجيش السابق الفريق اول ركن هاشم عبد المطلب ومحاكمته عسكرياً حالياً، يعود الى ضبط الاجهزة الامنية (بيان) المحاولة الانقلابية بمنزل المتهم الثاني المهندس.
ومن جهتها قررت المحكمة انعقاد جلسة الاحد المقبل لسماع اقوال ثلاثة من شهود الاتهام، ضابطان بجهاز الأمن وثالثهما موظف سابق بالهيئة القومية للاتصالات.