ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وروادها بتداول خبر نجحت جهة ما في فبركته لكن مواقع شهيرة نشرته لتضيف له بعُدا اقرب للحقيقة ، نفاه جهاز تنظيم الاتصالات ان ثمة شركة اتصالات جديدة أعلنت عنها على نحو مفاجئ إدارة التسجيلات التجارية بوزارة العدل، وأصدرت مرسوماً يقضي بمنح شركة “الكنداكة” للاتصالات الحديثة ترخيص مزاولة العمل
ونشر مع الخبر خطاب صادر من المسجل العام التجاري بالوزارة، أن شركة الاتصالات الجديدة تأسست بموجب أحكام المادة 15 (3) من قانون الشركات لسنة 2015
وقال الخبر بهذا تكون شركة “الكنداكة” هي الشركة الرابعة التي تعمل بقطاع الاتصالات بالبلاد، التي تسيطر عليه شركات: (زين الكويتية وسوداني المشغل الوطني إم تي إن الجنوب أفريقية )
والشركة الوليدة أعلنت عن نفسها عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك ولم تذكر الجهة المالكة للشركة ان كانت سودانية خالصة او انهم مجموعة شركاء ، وهل هي استثمار اجنبي ام سوداني اجنبي ، وبالرغم من ان اسم كنداكة وحده لايكفي ان يمنح الشركة بطاقة الدخول الي قلوب المواطنين وسوق الاتصالات اصطياداً لرضا وتصفيق الجمهور فكثير من الشركات والمنابر أخذت أسماء الثورة وشعاراتها لتتمكن من إلقاء ضربة أوجع للثورة نفسها ، الا انه ورغم ذلك ففي ساعتين فقط من إنشاء الصفحة الرسمية للشركة على فيس بوك بلغ عدد المتابعين لها ٣ الف متابعاً
فهذا الاندفاع الكبير من قبل المواطنين ، كشف جليا رغبة المواطن السوداني الأكيدة ، ونيته في ان يهجر شركات الاتصال الموجودة ، وانه يعاني فعليا من عبء وثقل رسوم الاتصالات الباهظة التي أرهقته بها هذه الشركات والتي توكد يوما بعد يوم طمعها اللامحدود ، وهي تمارس لعبتها المفضلة في الزيادات غير المبررة لسرقة مقننة لأموال المواطن
فشركات الاتصالات أصبحت تتعامل بطريقة فيها شي من الجرأة بعد ان كانت في السابق تمرر زيادة الرسوم بطريقة لطيفة ، لكنها باتت تعلن عن زياداتها الكبيرة في سعر الدقائق والخصم من تحويل الرصيد وأسعار الانترنت بصورة فيها عدم احترام كبير للمواطن ولظروفه التي يعيشها هذا بجانب عدد من الاتهامات التي وجهتها بعض القيادات في الحكومة ان بعض الشركات تعمل في السوق الأسود للعملة وتسبب في زيادة ارتفاع الدولار
عليه فإن الخبر المتداول بالرغم من عدم صحته وانه لم تخرج جهة رسمية لتأكيده الا انه يؤكد ان الفرصة الآن تسمح بميلاد شركة اتصالات جديدة سيحالفها النجاح بلا شك ، فالجمهور الذي التف حول الشركة بالرغم من انها لم تكشف عن نقابها حتى يتثنى له النظرة الشرعية لها وقبل ان يعرف الكثير عنها وعن من يقف خلفها ، (ملاكها وادارتها ومصادر أموالها ) أكد هذا بلا شك ان عملية ( الخُلع ) لشركات الاتصال الحالية ستتم في في اقل من ( دقيقة ) وان الذي حدث هو استفتاء رسمي يجب ان تأخذه شركات الاتصالات على محمل الجد ، وان تعيد ثقتها وعلاقاتها مع المشترك ، وان تتخلى عن ضربه المبرح بسياط الأسعار وزيادتها المباشرة وغير المباشرة ، هذا بجانب التحايل الذي تمارسه على بعض المشتركين البسطاء بعروضها اليومية المغرية عبر ما تقدمه من خدمات وهمية واستشارات قد يشترك فيها البعض دون قصد او علم ودراية انها ثغرة للحصول على رصيده بصورة مستمرة
فبربكم متى حصلت شركة اتصالات على رضا وموافقة المشترك في زيادة تعرفة الانترنت او الاتصال والرسائل كل ما تقوم به هو إرسال رسالة انها قامت بزيادة سعر الدقيقة او الانترنت من (باب العلم فقط ) حتى ان بعضها عندما يقوم المشترك بشحن رصيد في هاتفه ترسل له رسالة بالشكر وكأنها تؤكد انها المستفيد الأول قبله !
فخبر واحد عن ميلاد شركة اتصالات جديدة بالسودان حتى ولو انه كذبة ،وجد كل هذا التصفيق على منصات التواصل ، ان أصبح يوماً واقعا ملموسا ، فحتما سيزلزل عرش هذه الإمبراطوريات التي ينتفخ أصحابها بالغرور ، فمازال الوقت كافياً ، لتنحاز هذه الشركات الي المواطن وتحافظ على الملايين من مشتركيها لأن استبدال رقم بآخر أمر في غاية البساطة ان عقد المشترك نية الرحيل ووجد البديل !!
طيف أخير :
تستطيع تعليم البشر كل شيء، ما عدا الإحساس
صحيفة الجريدة