الخرطوم : الموجز السوداني
كتب وزير رئاسة شؤون الوزراء خالد يوسف، نعياً لوفاة الراحل الشاعر محمد طه القدال، وقال: “كنت حاضراً بمطار الخرطوم في وداعه في رحلة سفره الأخير مستشفياً من الداء اللعين “سفريتاً مي في النية ومي هي الكانت محرية” … صافح ببشاشته التي لا تميز بين الناس .. حدثني عن عمي المرحوم بدل يوسف رفيق صباه ولم ينفك يذكر محبوبته الجزيرة التي تحسر عليها سابقاً حين قال “والأرض لا حليوة ولاها دي الجزيرة” .. شكل القدال وجدان أجيال بأسرها .. أحكم وثاقها بهذه الأرض .. طينها وسماءها وهواءها … طوع القدال جمال لهجات بلادنا بلغة تضرب جدورها عميقاً في تربة السودان .. وسطه وشماله وغربه وشرقه وجنوبه .. رثى القدال الجنوب الذي غادر بطواقي الخوف ب “ما بحيب سيرة الجنوب” … زرع فينا القدال الأمل باكراً لننتظر يوم وعد البلاد
يوم الوعد
يا حلوة فيك
الدنيا ما كانت شروق
إلا الأرض، متكشفة ومتبلمة
نعم إنو من خير الخريف
لفحالها شال
يوم الوعد..من طرحة خضرة
فرحة دوب تتشابا لعين الشمس
يا يوم الوعد
من بت حليوة، الابسا بيضا
بيضا كذا الحليب
كان القدال فينا شاعراً ومثقفاً ومناضلاً لا تلين له قناة .. دخل دنيانا من أوسع أبوابها وخرج ساكناً قلوب الملايين .. حين توجه بالدعاء إلى المولى عز وجل لم يرجو سوى أن تسلم بلادها التي أحبها
خوفي على البلد الطيب جناها وقمنا في خديرا
لا تحصل خراب .. لا ارجى يوم وديرا
اللهم أرحم عبدك محمد طه القدال واسكنه فسيح جناتك وجازه بقدر ما سكب في هذه البلاد من خير وجمال.