“السيادي” يدفع برسالة عاجلة للبرلمان الكيني

الموجز السوداني - متابعات

“السيادي” يدفع برسالة عاجلة للبرلمان الكيني

دفع نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، برسالة للبرلمان الكيني يرفض فيها استضافة نيروبي لاجتماعات للدعم السريع وقوى متحالفة معها.
وطالب عقار خلال الرسالة، البرلمان الكيني بالحفاظ على إرث الوحدة الإفريقية، وعدم السماح باستخدام الأراضي الكينية في إضفاء الشرعية أو استضافة كيانات تسعى إلى تقويض دولة إفريقية مجاورة.

فيما يورد الموجز السوداني نص الرسالة

فيما يتعلق باستضافة اجتماعات ميليشيا الدعم السريع في نيروبي، تم تسليم رسالة عبر وزارة الخارجية الكينية من خلال وزارة الخارجية السودانية إلى الجمعية الوطنية الكينية على النحو التالي:

إلى: السادة أعضاء الجمعية الوطنية
بجمهورية كينيا

الموضوع: قلق بالغ بشأن استضافة اجتماعات من قبل ميليشيا الدعم السريع على الأراضي الكينية

السادة أعضاء البرلمان المحترمون،

بكل احترام وإحساس عميق بالشراكة، ونيابة عن شعب وحكومة جمهورية السودان، أود – استنادًا إلى رسالتي المفتوحة السابقة إلى فخامة الرئيس ويليام كيبشيرشير ساموي أراب روتو – أن أُبرز أهمية علاقتنا الطويلة والأخوية مع جمهورية كينيا، وهي علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، والنضال المشترك، ورؤية جماعية من أجل أفريقيا سلمية ومزدهرة.

لقد وقفت السودان تاريخيًا إلى جانب كينيا خلال مسيرتها نحو الاستقلال، وقدم الدعم لحركة التحرير الكينية. وفي المقابل، أظهرت كينيا قدرة على الصمود والقيادة في معالجة القضايا الإقليمية. وقد أسست هذه العلاقة إرثًا من التعاون والتضامن، والمبادئ الراسخة للوحدة الإفريقية.

وفي هذا السياق، لا يسعني إلا أن أعرب عن قلقنا العميق إزاء التطورات الأخيرة التي تهدد المبادئ الأساسية للوحدة والتعاون بين الدول الإفريقية.

أصحاب السعادة،

لقد قطعت أفريقيا أشواطًا كبيرة منذ عهود الاستعمار والفصل العنصري. وبفضل التضحيات والإرادة الجماعية، تمكنا من إقامة دول مستقلة ومؤسسات وحدوية. ومع ذلك، نواجه اليوم تحديات من قوى تسعى إلى زعزعة استقرار أوطاننا من خلال الحروب بالوكالة واستغلال الموارد، غالبًا بدعم من جهات غير حكومية.

تأثرت السودان بشكل كبير بهذه التدخلات المزعزعة. فميليشيا قوات الدعم السريع، وهي كيان مسلح غير حكومي، تقوم حاليًا بتمرد ضد الدولة السودانية، وقد وُجّهت لها اتهامات موثوقة من الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، والعديد من منظمات حقوق الإنسان بارتكاب انتهاكات جسيمة للقوانين الإنسانية وحقوق الإنسان.

أود أن ألفت انتباهكم إلى أن ميليشيا قوات الدعم السريع عقدت اجتماعًا في نيروبي بتاريخ 22 فبراير 2025، وهناك اجتماع آخر مقرر في منتصف أبريل 2025. تهدف هذه الاجتماعات إلى إنشاء ما يسمى بـ”حكومة موازية”، وهو ما يُعد انتهاكًا مباشرًا لسيادة السودان ويهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي. وقد رفض شعب السودان، والاتحاد الإفريقي، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والإيغاد، ومؤتمر الدول الكبرى بمنطقة البحيرات العظمى، بشكل قاطع أي محاولات من هذه الميليشيا لفرض هيكل حكم بديل غير شرعي.

السادة النواب المحترمون،

لدي ثقة تامة في التزامكم بدستور جمهورية كينيا واحترامكم لسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية الأخرى. وأتمنى أن يحافظ البرلمان الكيني الموقر على إرث الوحدة الإفريقية، وألا يسمح باستخدام الأراضي الكينية في إضفاء الشرعية أو استضافة كيانات تسعى إلى تقويض دولة إفريقية مجاورة.

في هذه اللحظة الحاسمة، يلتمس السودان وشعبه دعمكم وتضامنكم الصادق، ونحثكم على إعطاء هذا الأمر الاهتمام الجاد الذي يستحقه. ندعو إلى دعمكم في تعزيز السلام والاستقرار والحوار الشامل في السودان، بعيدًا عن تدخل القوى الأجنبية والكيانات غير الحكومية. ويجب أن تكون أي مبادرة وساطة شرعية شاملة وتتم بمعرفة وموافقة جميع الأطراف المعنية، بما يتماشى مع المعايير الإفريقية والدولية.

تفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،

مالك عقار إير
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني

قد يعجبك ايضا
error: Content is protected !!