تفاقم أوضاع السودانيين الوافدين إلى المثلث الحدودي السوداني الليبي
تشهد منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر أوضاعًا إنسانية متردية، حيث يعاني الوافدون القادمون من
مدن السودان والعائدون من ليبيا من ظروف قاسية، وسط ارتفاع كبير في تكاليف السفر
وقال صاحب ترحيلات في المثلث، الحمري، لـ “دارفور24″، إن مئات العائلات السودانية تقطعت بها السبل خلال رحلات الذهاب أو العودة من ليبيا.
وأشار إلى أن المبادرات المجتمعية، بالتعاون مع الوحدة الإدارية “الشهيد إسماعيل بلال”،
تمكنت من إنشاء مركز إيواء مؤقت لتقديم بعض المساعدات الإنسانية، إلا أن الاحتياجات لا تزال تفوق الإمكانيات المتاحة.
وأضاف: “تمكنا من مساعدة بعض الأسر على العودة إلى السودان من خلال دعم مالي
من قبل متبرعين، لكن لا تزال هناك عائلات بحاجة إلى المساعدة”.
وأشار الحمري إلى أن أسعار التذاكر شهدت زيادة كبيرة، بسبب ارتفاع أسعار الوقود
ومنع الحكومة الليبية من السماح بخروج الوقود إلى الحدود.
وارتفعت تكلفة السفر من المثلث إلى الكفرة من 180 ألف جنيه إلى 250 ألف جنيه، ومن المثلث إلى الخناق من 75 ألف
جنيه إلى 150 ألف جنيه، فيما تتذبذب أسعار التذاكر بين الخناق ودنقلا وفقًا للاتفاق مع أصحاب المركبات.
وتابع الحمري: “بلغت تكلفة السفر من النهود إلى المثلث 400 ألف جنيه، رغم المسافة الطويلة والصعوبات التي تواجه المسافرين”.
وأوضح أن بعض السودانيين من ولايات دارفور وكردفان والخرطوم يسلكون طريقًا بديلًا عبر الجنينة، أدري، أبشي، الطينة التشادية،
وصولًا إلى ليبيا عبر النيجر، رغم المخاطر والتكاليف الباهظة التي تصل إلى أكثر من مليون
جنيه سوداني للراكب الواحد، في رحلة تستغرق أكثر من 12 يومًا
للوصول إلى مدينة سبها في الجنوب الليبي، ومن ثم مواصلة السفر إلى بنغازي في الشرق الليبي أو مصراتة وطرابلس في الغرب الليبي.
وروت شذى إبراهيم صالح، وهي سودانية عائدة من بنغازي الليبية، معاناتها مع زوجها
الذي لم يجد عملًا ثابتًا لمدة ستة أشهر، ما اضطرها للعودة إلى السودان مع أطفالها الخمسة.
وقالت إنها وصلت إلى المثلث بعد يومين من السفر، لكنها تقطعت بها السبل في انتظار
تحويل مالي من زوجها لاستكمال رحلتها إلى مدينة النهود.
وفي السياق، أكد التاجر بسوق المثلث مبارك الطيب عبد الرسول، على أن الوافدين يعانون من انعدام المياه وارتفاع تكاليف المعيشة داخل مركز الإيواء الجديد.
وشدد على أن المثلث الحدودي غير مناسب لبقاء الأسر، لغياب المؤسسات الصحية وانتشار الأمراض البيئية.
ودعا المواطنين إلى عدم السفر إلى المثلث إلا في حال توفر المال الكافي لمغادرة المنطقة بسرعة، تجنبًا للبقاء في ظروف غير إنسانية