امتحانات الشهادة.. انتصارٌ جديدٌ للبرهان في معركة التعليم
“شمس الحافظ” الطالبة السودانيه التي قطعت حوالي ألفي كليو متر من أبشي إلى الدامر بعد أن منعت السلطات التشادية الطلبة السودانيين من أداء الامتحانات على أراضيها، تمثل قصة ملهمة في مواجهة التحديات والصعاب،
وتؤكد بأن المبحرين في أحلامهم يولدون كل مرة ويلتفون إلى الحلم حين يكبر، حين تواجهك الصعاب ستقوي عودك ستصنع التميز لو كنت دائم الارتحال.
دعم البرهان
واعتبرت وزارة التربية والتعليم وأولياء أمور، أن نجاح امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة 2023م، يرجع لدعم رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي أصدر قراراً بتشكيل اللجنتين العليا والفنية الذي أشرف بنفسه على كل مراحل الامتحانات وتذليل كافة المعوقات اللوجستية وتوفير كل الميزانيات اللازمة، حتى وصلت الامتحانات لكل المراكز الداخلية والخارجية.
وعدّت وزارة التربية والتعليم في بيان، ان امتحانات الشهادة الثانوية تحدٍّ كبير، وواجب مستحق للشعب السوداني، وميدان من ميادين معركة الكرامة، بقيادة السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في ظل الحرب التي فُرضت على الشعب السوداني، وانطلاقاً من ذلك فقد عزمت الدولة وقررت ضرورة قيام الامتحانات للدفعة المؤجلة التي عانت كثيراً وانتظرت عامين، فبدأت الوزارة في التحضير للامتحانات منذ مطلع العام الحالي بدراسة متأنية عبر استمارة حصر لتوضيح حركة نزوح الطلاب داخلياً وخارجياً، واستمر هذا الحصر حتى منتصف شهر نوفمبر لأكثر من عشرة أشهر، نسبةً لموجات النزوح التي تطرأ من حين لآخر.
بالمقابل، أعلنت لجنة المعلمين السودانيين، الجمعة، حرمان طلاب 8 ولايات بالكامل، و6 ولايات بشكل جزئي من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، وذلك من جملة 18 ولاية.
فارسان شقوا الصفوف
ويصف الخبير التربوي، الهادي السيد عثمان، طلاب هذه الامتحانات المؤجلة بالفرسان الذين شقوا صفوف أعدائهم ليصل مبتغاه رغم المخاطر وفي قلبه إيمانٌ بالأقدار، وفي نفسه أن لا بد مما ليس منه بد ومن ورائه جند الله يحمونه بعزمهم وقوة يقينهم بأن ما يريده الله لا يمنعه بَشَرٌ مهما كان جبروته.
ويضيف في حديثه “للموجز السوداني”: “إن الزمن قد مشى كثيراً وتداركه رغم المخاطر، قد حان وقته بما يجري في الساحة من انتصارات تفرض خوضه، والطلاب وأولياء أمورهم كلهم بذلوا أنفسهم للجهاد ومن يموت منهم شهيد بإذن الله “.
مستقبل الطلاب
ويعتبر المحلل السياسي الفاتح عثمان محجوب، أن قيام امتحانات الشهادة السودانية بمثابة دليل على وجود حكومة في الدولة السودانية ولهذا وجدت معارضة من قبل قوات الدعم السريع المتمردة ومن قبل غالب قيادات تقدُّم وهو أمرٌ نتج عنه رفض حكومة تشاد بقيام الامتحانات في أراضيها، وهو امر حرم ثلاثة عشر الف تلميذ سوداني من الجلوس للامتحانات، مضاف اليهم نحو مائة ألف تلميذ في مناطق سيطرة الدعم السريع.
ورأى عثمان في حديثه “للموجز السوداني” أن خطوة قوات الدعم السريع بمنع التلاميذ من الذهاب لمراكز الامتحانات ومعها رفض تقدُّم، لم يراعِ مصالح الطلاب الذين ضاعت عليهم سنة كاملة علي اقل تقدير. وكان يجب على طرفي الصراع في السودان التعاون لإنجاح قيام امتحانات الشهادة السودانية لأهميتها لمستقبل التلاميذ في السودان، ولأهمية التعليم لنهضة الدولة السودانية وهو أمرٌ يفترض انه يهم كل أطراف النزاع السوداني.
ويعتقد عثمان انه بشكل عام يجب ان ينسب الفضل في قيام امتحانات الشهادة السودانية، للمعلمين السودانيين الذين تولوا عبء الإعداد والتنفيذ وهم لم يستلموا رواتبهم كاملة منذ قيام الحرب، بل وجزء كبير منهم لم يستلم راتباَ على الإطلاق، ولولا تضحياتهم لاستحال قيام امتحانات الشهادة السودانية التي تنعقد الآن بمشاركة 350 ألف تلميذ وتلميذة وهو أمرٌ رائع جداً، لأنه يؤكد أن مؤسسات الدولة السودانية بخير وانها يمكن ان تدير معركة الاعمار متى ما توقفت الحرب.
إنجازٌ جبارٌ
قال نائب مالك مجلس السيادة الانتقالي عقار ان قيام امتحانات الشهادة السودانية في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، هو انجاز جبار، تضافرت من اجله مجهودات العديد من رجال ونساء السودان كلٌّ من موقعه.
وذكر عقار في زيارته لكسلا انه تأتي استكمالاً لواجباتي الإشرافية على وزارة التربية والتعليم التي تخوض إحدى المعارك الشرسة لبقاء الدولة، بعد الدمار الذي أحدثته قوات التمرد وتشريدها لملايين السودانيين وتآمر الآخرين على وطننا العزيز وأبنائه لإقعاده، ولذلك فقد عزمنا في مجلس السيادة الانتقالي مع بقية مؤسسات الخدمة المدنية والأجهزة الأمنية، منح الطلاب السودانيين وأسرهم الأمل في أن المستقبل هو ملكهم، وذلك عبر الإصرار على إقامة امتحانات الشهادة السودانية رغم الصعاب والمعوقات الكثيرة وقد كان. فقد قمت اليوم بقرع جرس بداية الامتحانات من داخل مدرسة كسلا الثانوية بنات.
إقبال كبير
وفي الولاية الشمالية، جلس 23424 طالباً وطالبة موزعين على 140 مركزاً بحسب الوزير في الولاية.
تظاهرات طلابية
وحرمت الأوضاع الأمنية، جلوس الطلاب في مدن النهود والدلنج بغرب وجنوب كردفان، مما دفع طلاب للخروج في تظاهرات تطلب بإرسال أوراق الامتحانات، فيما غادر عشرات الطالب لمدينة الأبيض للجلوس للامتحانات.
وقال المدير العام لوزارة التربية والتعليم بشمال كردفان وليد محمد، إن عدد الطلاب الجالسين من الولاية 19973 طالبا وطالبة، فيما بلغ عدد الطلاب الوافدين 2500 طالب وطالبة، كما تم الحاق أعداد من طلاب ولاية غرب كردفان قادمين من مدينة النهود.
وعدّ كاتب السطور أن قيام امتحانات الشهادة السودانية، رغم التحديات والعقبات التي واجهتها، يعتبر نصراً جديدًا للسيد رئيس مجلس السيادة في معركة الكرامة العسكرية والتعليمية.