تحركات دولية مكتومة تشهدها الساحة السياسية السودانية أطرافها داخلية وخارجية، وهذه التحركات بدأت بشكل ملحوظ بعد التقدمات الكبيرة والواسعة التي حققها الجيش السوداني في مناطق جبل موية وولاية سنار وبإرجاعه للسوكي والدندر والتقدم الكبير الذي يشهده محور الخرطوم والخرطوم بحري.. قطعاً فإن الملاحظ بشكل عام أن هنالك بطء بعد ذلك في بعض المحاور التي نشطت أخيراً!!
-كما أن هنالك تباينات إن لم نقل خلافات بين القيادة العسكرية والسياسية للبلاد في التعامل مع الحراك الخارجي الذي يسعى لتسوية تحفظ مصالحه فقط..
-تتحرك دولة الإمارات بشكل سريع استباقاً لوصول ترامب للبيت الأبيض ولملمة بايدن لإوراقه لأن السياسات والمسؤولين سيتغيرون، بالإضافة إلى مستجدات الميدان..
-الإمارات تحركت في نيويورك نحو رئيس مجلس السيادة وعززت هذا التحرك في زيارة البرهان الأخيرة إلى القاهرة بتسهيل مصري، وتسعى لتكملة المهمة في زيارة البرهان إلى السعودية للقمة الإسلامية التي بعثت دعوتها لبورتسودان عبر نائب وزير الخارجية السعودي..
-يقوم التحرك الإماراتي على أمرين مهمين الأول إنقاذ المليشيا من الانهيار الشامل بإيجاد حل عاجل، ثم ترتيب وضع يشمل تنسيقية (تقدم) لدى القيادة السودانية في الترتيبات القادمة، مع وقف الانفتاح العسكري في الميدان، أو حتى الإنفتاح نحو القوى السياسية الوطنية..
-لنجاح المخطط الإماراتي زادت الإمارات من وتيرة توريد الأسلحة والعتاد والمسيرات إلى دارفور عبر مطارات شرق ليبيا والكامرون وأفريقيا الوسطى وكل ذلك عبر الأراضي التشادية من أدري إلى الجنينة حتى تستطيع الضغط على الجيش السوداني وبذلك هي تحاصر الفاشر وإن نجحت في إسقاطها فهذا خير وبركة لها، وإن لم تنجح فالمليشيا تقاتل وموجودة في الميدان..
-حركت الإمارات سواعدها في إفريقيا وأوكلت أمر التعامل مع جوار السودان الأفريقي إلى رئيس كينيا وليام روتو ليرتب المشهد في الجوار السوداني وبدأ روتو ذلك بزيارة جنوب السودان الخميس الماضي..
-تقف جمهورية مصر العربية مع السودان بقوة ولكنها متنازعة بين الضغوطات التي تتعرض لها بشكل عنيف، فهي في كل الأحوال لن تخذل السودان، ولكن إذا لم تساعدها القيادة السودانية بوضوح المواقف وقوتها فستخضع هي في نهاية الأمر إلى التعامل مع ما يجري.
-خطورة التحرك الإماراتي يكمن في مقدرة ذلك على خلق أزمة داخل كابينة القيادة الحالية وهذه واردة ، مع ضرب التماسك الشعبي مع القيادة والجيش وهذه محتملة، وإضعاف التقدم العسكري وهذه ممكنة ، وتسعى الإمارات إلى ذلك عبر تقريب وترغيب سياسيون واعلاميون ورموز مجتمع لتمرير صفقتها، وعلى أهل السودان والقابضين على الجمر الإنتباه إلى ذلك قبل فوات الأوان
#الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لموقع