صديق رمضان.. يكتب.. ساعات في همشكوريب مع وفد وزاري. .قريباً من الواقع

بذات بشاشتها واريحيتها استقبلت همشكوريب وفد وزيري الصحة الاتحادي والولائي.. ومن بيت ثنايا الزيارة فقد وضح أن كل شئ يتغير وتفقد الكثير من الأشياء طعمها وقيمتها وتفاصيلها إلا في هذه البقعة التي أخذت من القرآن البركة فكان أن حافظت على شخصيتها التي تتبدي في منهج وسلوك أهلها الذين احاطوا الوفد بالإهتمام واكرموا وفادته على طريقتهم الخاصة.

آخر مرة زرتها في العام 2018 إلا أنها ماتزال تحتفظ برونقها وصفاتها، أهلها يمنحوا الزائر إحساس أنه وسط أسرته الكبيرة وأنه محل ترحاب واحترام،ليست مشاعر مصطنعة بل هذه سجيتهم، هكذا هم انقياء، كرماء، اتقياء وشرفاء، وهذا الأمر او دعونا نقل الثقافة الهمشكوريبية تميز كل من نشأ وتعلم في هذه البقعة،عناوينها البارزة الانفتاح على الآخر، البساطة، التواضع، الوجه الباسم.

كنت سعادتي كبيرة حينما زار الوفد خلاوي الشيخ علي بيتاي وكان وقتها طلاب القرآن الذين يبلغ عددهم عشرة ألف من الأطفال واليافعين قد انتشروا في باحة المسجد ومواقع تناول الطعام والداخليات، ترتسم البراءة على محياهم وتمتزج بنور القرآن، لاتستطيع تمييز أيهما من الشرق او الغرب والوسط والشمال لأن الصلاة وترديد كتاب الله اناء الليل وأطراف النهار جعل سيماهم في وجوههم ونفوسهم وطبيعي أن يتشابهوا مظهرا وجوهرا.

إذا قال لك أحدهم أن مكان واحد يحتضن عشرة ألف طالب فإن الحيرة ستتملكك وستذهب بتفكيرك بعيدا وتسأل، كيف يأكلوا ويشربوا ومن أين لإدارة الخلاوي باطعام هذه الافواه، الإجابة ستجدها في مخزن المواد الغذائية الذي أكد لنا أكثر من متحدث أن البركة تحفه لذا فإنه لم يسبق أن انخفض مخزونه، لأن أهل الخير كُثر، واطعام طلاب الخلاوي عند أهل همشكوريب وآل الشيخ علي بيتاي بقيادة الشيخ سليمان بمثابة الخط الأحمر بل شئ مقدس يتقربون به إلى الله.

بكل تهذيب وهدوء وخطاب مرتب سردوا إلى وزير الصحة الاتحادي مشاكلهم ونواقصهم، رغم مايعتمل في صدورهم من أسى وحزن على ضعف الخدمة الطبية مع تقديرهم اجتهادات منظمة سمرتن، إلا أنهم حافظوا على ذات صفاتهم في الطرح الموضوعي، فكان هذا الأمر مثار إشادة وزير الصحة الاتحادي الذي أبدى اعجابه بالمعرفة الوثيقة لكل من تحدث من قيادات المحلية بالوضع الصحي وثقافتهم العالية في هذا الجانب .

وازاء ذلك كان أن وافق الوزير على تشغيل المستشفى طوال ساعات اليوم بدلاً عن ساعات النهار فقط، بل أكد أن توفير الخدمة على مدار ساعات اليوم حق وليس منحة، ولم يكتفي بذلك بل أعلن عن وصول عربة إسعاف جديدة بالإضافة إلى إلتزام الوزارة بدفع رسوم كل كوادر المحلية الشابة التي سيتم الحاقها بالأكاديمية الصحية وغيرها من مخرجات حقيقية، وقد بدأ الوزير منفتحا ومتفاعلا، وأعتقد أن السبب في ذلك يعود الي تقديم قيادات أهل همشكوريب المطالب بتركيز عالٍ وترتيب واضح واتفاق.

الدكتور علي ادم وزير الصحة الولائي الذي كان محل اشادتهم بدأ مرتاحا للمكاسب التي حققتها زيارة الصحة الاتحادية فقد رفعت عن كاهله مسؤوليات تفوق إمكانيات وزارته.

وحتى يضع وزير الصحة الاتحادي قضاياهم على رأس أولوياته فقد تمّ تذكيره بأنه وزير الصحة الاتحادي الوحيد الذي جاء متفقدا اَوضاعهم منذ العهد المايوي وفي هذا المزيد من المسؤولية على عاتقه.

حرص المشايخ الاجلاء، على محمد وأحمد بيتاي، محمد أحمد طاهر بيتاي وموسى علي بيتاي وعدد من القيادات الشابة على إنجاح الزيارة التي استفادت منها همشكوريب كثيرا وسيكون لها مابعدها.

نواصل بإذن الله تعالى

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!