خطاب قائد المليشيا، بعدم ضرب الطيران للشمالية ونهر النيل، يؤكد حقيقة نواياه السيئة و الخبيثة اتجاه هؤلاء المواطنين الأبرياء، الذين لم يردوا السيئة بالسيئة وإنما ظلوا يردوا السيئة بالحسنة، ولم تصدر منهم عبارات تحمل خطاب كراهية، تجاه حواضن مليشيا الدعم السريع.. رغم التهديدات المتكررة التي تطلقها المليشيا من وقت لاخر بـاقتحام شندي والشمالية، كأنهما سدرة المنتهى.. بالرغم من أن أهالي هذا الإقليم عرفوا بين الناس بالتعايش السلمي، وتقبل الآخر،لايحملون للناس سوء الحب، بدليل أن الملايين من المعدنين يعيشون بينهم في داخل أراضيهم، لم نسمع يوماً أن شخصاً قال إنه تعرض لمعاملة سيئة من أهالي الشمال، مع ذلك ظلوا للأسف الشديد المستهدفين الأوائل بهذه الحرب و منبع دائرة القلق والخوف و(الهلوسة والهضربة) والجن( الكلكي) والرعب لقائد المليشيا، لعدة أسباب بحسب منظوري الشخصي، تتمثل في مواجهتهم ومقاومتهم الشرسة للتمرد، وتحفظاتهم على قائد المليشيا منذ أن كان نائبا، بجانب فشله في شق صفهم وعدم تمكنه من خلق إدارات أهلية موازية مثل ما فعل في بعض المناطق الأخرى عقب شرائه لأصحاب النفوس الضعيفة بالمال والذهب، فضلا عن أن أهالي هذه المناطق لايعترفون بأي قوة عسكرية غير القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى مهما كانت قوتها، ولا يوجد في المنفستو عندهم ما يسمى بـالدعم السريع ويصابون بـ “الكاروشة” عندما يذكر اسم المليشيا في مجالسهم، إضافة إلى صعوبة سواقة أهالي هذا الإقليم بـ الخلاء مثل كان يفعل قائد التمرد مع الآخرين، خامساً هؤلاء كلهم ساسة واعتلوا مناصب سيادية رفيعة قبل عشرات السنين، وكان وقتها قائد التمرد، تاجر حمير بين مليط وتشاد، وهنباتي يقطع طرق التجارة بين مدن دارفور، قبل أن يأتي للسلطة محمولاً على جماجم السودانيين بعد خيانته و انقلابه على من صنعوه من العدم، وجاء ركب موجة الثورة، التي لا يعرف معناها، حيث أصبح بين يوم وليلة الرجل الثاني، دون أدنى مؤهلات لتولي هذا المنصب، والمتابع لمسيرة قائد التمرد سيئة الذكر يجد استهدافه لمواطني نهر النيل والشمالية ليست حدثاً جديداً وإنما بدأ منذ العام ٢٠١٩ م بشنه حملة اعتقالات واسعة طالت جميع قيادات أبناء نهر النيل والشمالية من عسكريين و مدنيين وتم ايداعهم السجون بحجة إنهم من النظام البائد، إلى أن توفي بعضهم داخل معتقلات المليشيا المتمردة،سائلين الله أن يتقبلهم شهداء عنده… بهدف تعبيد الطريق لنفسه لكي يصبح الرجل الأول في الدولة، الأمر الذي تسبب في حدوث غضب عارم وخلق رأياً عاماً ضد الدعم السريع منذ ذلك التاريخ.. و حاول قائد المليشيا قبل تمرده معالجة هذا الأمر..لكنه فشل.. بعد أن رفض أهالي الشمالية ونهر النيل قيام معسكرات للدعم السريع داخل هذه الولايات،الأمر الذي زاد من حقده وكراهيته لهم.. وخطابه الأخير كان خير دليل وشاهداً على حقده وكره لمواطني الشمالية ونهر النيل، بالتالي أهالي هذه المناطق لم ينتظروا خطر حميدتي القادم الذي كشف عنه للتو مكتوفي الايدي، بل انتظموا وانخرطوا في معسكرات التدريب لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم من خطر المليشيا، مما يؤكد أن الطريق إلى شندي والشمالية ليس مزروعاً بالورود، بل بات محفوفاً بالمخاطر من الألغام و الأشواك ومحروساً بالرجال من ملوك الموت وخزاني النيران.. والسير في هذا الطريق يقود إلى السماء ذات البروج.