للناس والوطن..أحمد قسم السيد يكتب..صحافة السلام بمركز السوداني للاتصال التنموي

بدعوة كريمة من المركز السوداني للاتصال التنموي، تشرفت بحضور الدورة التدريبية لصحافة السلام،ضمن مجموعة من الزملاء الصحفيين وبكوكبة نيرة من الأستاذة الإجلاء الذين استطاعوا تقديم مادة علمية للمتدربين بصورة علمية تكاد لا تنمحي من ذاكرتي، الظروف العصبية التي نعيشها كصحفيين ارتضينا المضي قدماً في مواصلة مشوارنا المحفوف بالمخاطر والمليئ بـ الاشواك والتضاريس، لاسيما في زمان أصبحت تُباع فيه الذمم في سوق النخاسة.

بالعودة إلى الدورة التدريبية، حيث ناقشت مواضيع في غاية الأهمية ومن القضايا المسكوت عنها، تمحورت حول نقطتين اساسيتين ومهمتين في نفس الوقت، هو الدور الاعلامي للصحفيين في ترسيخ دعائم السلام، أثناء وبعد الحرب التي أفرزت واقعاً اجتماعياً أكثر تعقيداً،في تاريخ الدولة السودانية الحديث، فضلا عن التصدي بحزم لخطاب الكراهية،الذي زادت الحرب من حدته، وساهمت بصورة كبيرة في نشر خطاب الكراهية بشكل مخيف ينذر بحرب اجتماعية قادمة وخطيرة ومدمرة…مما يعني المزيد من تفكيك البنية الاجتماعية للسودانيين، و الأخطر في الأمر أن الحرب الاجتماعية القادمة ستكون أخطر من حرب الجنجويد الحالية، لأنها وثقت بواسطة شباب الجيل الخامس، عبر هواتفهم الذكية،للاجيال الذين يأتون من بعدهم، مما يصعب نسيانها.. لان عدداُ من هؤلاء الشباب والأطفال أجبروا على مغادرة منازلهم عنوة بما تحويه من حصاد وتعب سنين أعمارهم آبائهم… وكم من هؤلاء شاهدوا ضرب آبائهم وامهاتهم واخواتهم من قبل الجنجويد،أمام أعينهم… وكم من هؤلاء الشباب والأطفال شاهدوا اغتصاب حرائرهم أمام أعينهم… بالتالي هذه المشاهد الالمية التي رسخت في اذهان هؤلاء الشباب يصعب نسيانها أو محيها من ذاكراتهم، مما يغرس فيهم روح الانتقام وأخذ “الثأر” لفش الغبائن والدغائن التي ولدتها هذا الأفعال الوحشية لهؤلاء المرتزقة، بالتالي أن المركز السوداني للاتصال التنموي وضع عبئا ثقيلا على هؤلاء الصحفيين الذي حضروا دورة صحافة السلام لمعالجة أفرزت الحرب أعلاها…

وفي الختام أتقدم بالشكر إلى أسرة المركز السوداني للاتصال التنموي خاصة الأستاذتين فاطمة البصيري ورقية الزاكي، هاتان الجميلتان اللتان تربطني بهما علاقة وطيدة، وتشرفت خلال مسيرتي الصحفية بالعمل تحت إدارة الأستاذة رقية الزاكي عقب توليها رئاسة تحرير صحفية ( الحراك السياسي) حيث كانت لي خير معين وساعد خلال فترة عملي بالصحيفة.. وحتى إطلاق أول رصاصة للمليشيا في 15 أبريل نحو القيادة العامة للقوات المسلحة،التي تسببت في إشعال نيران الحرب التي مازالت متقدة في جوف الوطن حتى الآن

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!