*الخارجية الامريكية فى سباق مع الزمن ، تبقت فقط ٤ ايام لمهلة الكونغرس للرئيس بايدن لاصدار امر تنفيذى بمعاقبة المليشيا بقانون ماغنتسكى* ،
*اذا بدأت المفاوضات فى جنيف ستكون مبررا لعدم اصدار الامر التنفيذى* ،
*بيرليو ( دقس ) حين قال انه يتلقى معلوماته من ( قوى مدنية )*
*بيرليو لا يستطيع ان يسمى القوى المدنية التى يتلقى منها معلوماته*
*بيرليو يعمل على اتفاق جديد يقدم للطرفين ، مما يعنى المضى فى مساومة لقضايا لا تقبل المساومة* ،
*بيرليو يحمل عصا غليظة ( هراوة ) ، و جزرة هزيلة*
*الامريكان تعودوا على فرض ارادتهم على قادة المنطقة وهم مندهشون من الرفض القوى للقيادة السودانية*
خلال مؤتمره الصحفى بدا المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو مرهقآ ، و شاردآ و ربما هذا ما اورده موارد الهلاك ، بيرليو حاول جاهدآ استخدام السياسة الامريكية التقليدية برفع العصا و الجزرة ، و لكنه رفع عصا غليظة مع الوعد بجذرة هزيلة ، وهى سياسة اثبتت فشلها فى غزة ، حيث واجهت اسرائيل و الحلف الغربى و فى مقدمته امريكا بضعة الاف من المقاتلين ، و لم تستطع ان تحقق الاهداف المعلنة للحرب فى سحق حماس و اطلاق سراح الاسرى ،
منذ الاطارى كانت الرباعية تدعى انها تعمل مع القوى المدنية ( الممثل الشرعى للشعب السودانى ) ، فى اشارة للحرية و التغيير و التى تطورت الى الخلف و سمت نفسها ( تقدم ) ، و جاء فشل ( تقدم ) فى الاجتماع الذى نظمه الاتحاد الافريقى فى الفترة من 9 -12 اغسطس ، وعدم الاتفاق على تقديم موقف موحد من المحاور المحددة لتمهيد الطريق نحو تكوين لجنة تحضيرية للحوار السودانى – السودانى ، مع انسحاب الحركة الشعبية ( الحلو ) ، و تحرير السودان ( عبد الواحد ) ، لجأ السيد بيرليو الى فرية ( اسعافية ) بزعمه أن تلقي عشرات الالاف من الاتصالات من سودانيين يطالبونه بالعمل على ايقاف الحرب ، و بافتراض صحة هذا الزعم ، فهو لا يعيب الشعب السودانى فى شيئ، كل الشعب مع ايقاف الحرب ، بما يحافظ على كرامته و يؤسس لاستعادة حقوقه الطبيعية فى العيش بسلام ، و بما يضمن اعادة المنهوبات و المسروقات ، وتمكينه من العودة الى منأزله و مكان عمله ، الشعب السودانى مع ايقاف الحرب و محاسبة المجرمين و القتلة على الانتهاكات و الجرائم التى ارتكبتها مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها من دول الجوار، و لذلك لزم ان نشكك فى ان السيد بيرليو تلقى هذه الاتصالات ، الحقيقة ان الشعب السودانى لا يثق فى بيرليو و لا إدارته الامريكية ،
بيرليو ( دقس ) حين قال انه يتلقى معلوماته من ( قوى مدنية ) دون ان يسميها ، و يدعى انها معلومات موثوقة ، و بطبيعة الحال لم يكشف عن هذه المعلومات و قيمتها ، بيرليو لا يقول الحقيقة ، و ان كان يجرؤ فعليه تسمية هذه القوى المدنية التى تمده بالمعلومات ، بيرليو امام تحد كبير يتعلق بمصداقيته فى ان يكشف بكل شفافية عن هذه القوى و المعلومات التى تلقاها منها ، و ما المقابل ؟
قال بيريلو إن الوساطة استجابت لمواضيع أثارها الجيش بما في ذلك موضوع تنفيذ اتفاق جدة، وحتى الآن لم يصل الطرفان إلى جنيف لكننا سنمضي إلى تصميم خطة إنسانية عبر صياغتها وستقدم إلى الطرفين ،
وأضاف(نحن نريد الوصول إلى وقف إطلاق النار ومشاركة الإمارات ومصر في مفاوضات جنيف يعني أن الاتفاق لن يكون على الورق، لأنهما قادرتين على تحقيق تقدم في العملية وحتى لا تكون الصفقة على الورق ، و مع ذلك قال فى تهديد صريح (سنفعل ما يتعين علينا فعله بما في ذلك إسقاط الغذاء عبر الطائرات ) ،
حددت أمريكا مواعيد مفاوضات جنيف دون مشاورة الحكومة السودانية ، ضامنة حضور الجيش اليها مرغمآ تحت وطآة ما تم التخطيط له لاسقاط الفاشر فى يد المليشيا لدرجة ان عبد الرحيم جاء خصيصآ لاعلان سقوطها ، لكن القوات المسلحة و القوات المشتركة بددت احلام ( زلوط ) فرجع خائبآ مدحورآ ، و مع ذلك استمر السيناريو لاجلاس الجيش على طاولة جنيف ، و لم تسقطالفاشر ،فتغيرت لغة بيرليو من التعالى و الغطرسة و التهديد الى التودد اقرب ، و لدرجة دفع النرويج الى التوسط لدى حكومة السودان ، و ممارسة ضغط على تركيا و مصر لاقناع البرهان لارسال وفده الى جنيف ، الخارجية الامريكية فى سباق مع الزمن ، تبقت فقط ٤ ايام لمهلة الكونغرس للرئيس بايدن لاصدار امر تنفيذى بمعاقبة المليشيا بقانون ماغنتسكى ، اذا بدأت المفاوضات ستكون مبررا لعدم اصدار الامر التنفيذى ،
هذه ليست زلة لسان فقد افصح بيرليو عن هدفه من المفاوضات وهو عمل اتفاق جديد برؤية امريكية ، و بما يحافظ على المصالح الامريكية يقدم للطرفين ، مما يعنى المضى فى مساومة لقضايا لا تقبل المساومة ، الامريكان تعودوا على فرض ارادتهم على قادة المنطقة وهم مندهشون من الرفض القوى للقيادة السودانية ، سنشهد تراجعات تكتيكية امريكية لا تنطلى على احد ، ريثما يتم الاعداد لهجوم جديد ربما يستهدف مدينة او منطقة اخرى ، و لكن هيهات ، ستخيب آمالهم مرة بعد اخرى ، و سيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون ،
17 اغسطس 2024م