حزن عميق خيم على ابناء الامة العربية و الاسلامية و على احرار العالم لاغتيال رئيس المكتب السياسى لحماس اسماعيل هنية ، القائد الشجاع الصلب ، فى ايران و خارج مسرح العمليات مما يشكل جريمة حرب ، و دون الاشارة للاختلاف معه حول رؤيته السياسية ، او تحالفه مع ايران ، الا انه كان محل اعجاب و تقدير من الملايين باعتباره رمزآ لرفض الظلم و الاحتلال ووقوفه صامدآ مع بضعة آلاف من المقاتلين فى وجه جيش العدو الصهيونى المسنود بكل الالة العسكرية و الاستخبارية للغرب المتصهين بقيادة امريكا التى وقف نوابها مصفقين لخطاب نتنياهو وهو يحدثهم عن تصفية النساء و الاطفال فى فلسطين و احالة غزة الى كوم تراب مطالبآ بمزيد من الاسلحة ، مدعيآ انه يدافع عن امريكا ،
هنية ، هذا البطل وقف وحيدآ مقاتلآ ، و مات شهيدآ ، لا ينتقص من ذلك ان امة العرب و المسلمين لم تكلف نفسها ان تنعيه بكلمات ،
تظن اسرائيل ان إغتيال هنية سيسدل الستار على المقاومة الفلسطينية وقريبا ستكتشف اسرائيل انها ارتكبت خطأ كبيرآ ،
فى تزامن مشبوه كادت مسيرة غادرة ان تغتال رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان ، وهو ظل هدف للمليشيا منذ تمردها فى 15 ابريل 2023م ،
نقول نفس المطبخ المتآمر الذى اغتال هنية ، هو نفسه الذى يستهدف البرهان ، وهو الذى دعم و يدعم المليشيا بالاسلحة و المال و المرتزقة ، المخابرات الامريكية والموساد وأبن زايد والتابعين من العملاء والارزقية من المحسوبين عَلِي وطننا وفلسطين هم ذاتهم الغرفة التي تطلق الصواريخ والمسيرات ، و لن تتوقف عن المحاولة ، و لذلك ينبغى على الرئيس ان يلتزم ببرتوكول الحماية و التأمين ،
كانت فرصة للبرهان لاظهار قدرآ هائلآ من رباطة الجأش و اليقين و الشجاعة ، فاكمل البرنامج بمخاطبة الخريجين و تكريم الاوائل و تسليم علم الكلية للدفعة الجديدة ، قام بنفسه باسعاف الجرحى ، و حضور دفن الشهداء و الصلاة عليهم ، كما قام بزيارة المستشفى و سوق المدينة ، و كانت سانحة للضباط المتخرجين لاكتشاف شجاعتهم التلقائية و استجابتهم العملية مع اجواء المعركة ،
الامة نائمة ، نسأل الله لها الافاقة ، و القائمون على امرها متفرقون ايدى سبأ ، المليشيات فى العراق و سوريا و اليمن و ليبيا و لبنان تتحكم فى القرارات الوطنية فى وجود سياسيين فاسدين و مرتشين ،
لم يكلف احدا من الزعماء و الرؤساء العرب او المسلمين نفسه عناء استنكار محاولة اغتيال البرهان ، بما فى ذلك الدول التى ترتب له مقعدا فى جنيف ،
الاوضاع تبدو صعبة و لكنها مفعمة بالأمل فى غد افضل تجلله قوة الإرادة و التضحيات و دماء الشهداء ، ففضلآ عن تصدى اهل غزة وحدهم للعدوان الاسرائيلى الغربى ، لم يبق الا البرهان وهو يقاتل شتات المرتزقة من دول الجوار، و من يدعمهم من دول الاقليم بقيادة الامارات، يمنعون وصول السلاح ، و يحتجزون السفن ،
المليشيا لا تلتزم باى قواعد للاشتباك و منذ اليوم الاول للحرب ، بما فى ذلك ما التزمت به فى اتفاق جدة ، فلم تميز بين منازل المواطنين و الاعيان المدنية و مراكز الجيش ، و لا بين المدنيين و العسكريين ، و لا بين الغنائم و السرقة و النهب ، وفق مخطط مرسوم لنشر الفوضى و التدمير الممنهج للدولة السودانية ومحاولة اخضاعها بالكامل ، و خاب فألهم يظنون بالله الظنونا ، قال تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) ، وقال برهان ( مافى زول بموت قبال يومه ) ، وما بين عزة و غزة ارتال من الشهداء يمضون فى سبيلهم فى اباء و شمم ، و لا نامت أعين الجبناء
2اغسطس 2024م
السابق بوست