تواقيع.. خديجة عائد.. (سيد المغنى)

الكتابة عن الفنان الراحل سيد خليفة قد تصعب علي ، لأنني أشعر إنني لن اعطيه حقه بمثل الذين عاصروا زمانه وفنه ، وبينما شخصي من الذين تتبعوا مسيرته بعد وفاته ، ولكن يمكنني القول من خلال ماسمعت وقرأت عنه ، وكثرة استماعي لروائعه انه قد بلغ أعلى مراتب المجد، فهو يعد أحد أبرز الفنانين الذين ساهموا بنشر الأغنية السودانية في كثير من الدول العربية والافريقية ، و مطور الأغنية السودانية (المامبو السوداني) و(ازيكم كيفنكم انا لي زمان ماشفتكم) حيث اشتهر بهاتين الاغنيتين في العالم العربي بالذات ، وردد الاثيوبيين والارتريين والصوماليين اغنياته حتى صار حالة فنية مبدعة في زمانه القريب، وهو ما يستحق الحديث عن ما قدمه من أغان ومعان أثرت الوجدان السوداني بمداد كلمات رصينة تحمل بين طياته كثير من المشاعر والأحاسيس الصادقة، حتى أن صوته يعيش معك اللحظة التي تشعر بها محاكيا مشاعرك، إن كنت سعيدا شاركك السعادة وإن كنت حزينا يواسيك و يخفف عنك حزنك وآلمك، وإن أردت الطرب فقد حصلت على أكثر مما تريد مهما كان ذوقك

خليفة في صوته عذوبة وشجن ، وألحانه كأنها نسمات الربيع التي تخالج صدرك، وتحلق بك في سماء الحب والأشواق ودفئ المشاعر، يضمك بحنين يرتوي من انسياب كلمات قصائد كتبت بإحساس يحكي قصص ألم العشاق المغرمين، وكأنه يهديها لهم، باختلاف أعمارهم وأذواقهم، ليبقى (سيد خليفة) كوكب وحده، نسافر إليه لنستعيد ذكرياتنا ونلامس أرواحنا ، لذلك تبدو لي الكتابة بطبيعة الحال مغرية لصدق يبرهن على جماليات اختياراته ، الامر الذي اعطى لغناء هذا المطرب ذلك الاحساس بنبل تعبير في زمن فارس ربما كثر فيه الفرسان.
الجميل في أمر الكتابة عن سيد خليفة ، واسمحوا لي اعزائي القراء ان اسميه (سيد المغنى) أن العمل الغنائي لفنان بقامته العريضة على مستوى الشكل والمضمون، عبر رحلة زادت ربما على الثلاثة عقود يبدو من نوع السهل الممتنع، حتى أنك تستطيع أن تحلق في سماء إبداعه عن قرب، وتتعمق في كافة الجوانب الفنية فيها دون أدنى تعقيد، وربما يرجع ذلك إلى أن المستمع المتذوق الشغوف للونه الغنائي ليس مضطرا للبحث عن النواحي الإبداعية في أعماله كالباحث عن شىء قد يكون مفقودا، وإنما المكانة والقيمة الفنية التي كان يمثلها
ظل سيد خليفة حتى وفاته في العام (2001م) محافظاُ على لونه الغنائي بكل معانيه الأمر الذي رسخه كصاحب صوت عذب ، وأغاني تطريبية أصيلة بطعم جميل، و أداء منمق ينقل المستمع إلى جوء من الطرب الروحاني بحركاته المرحة والعفوية اثناء ادائه للاغنيات، لذا يعد واحدا من القلائل الذين يمتلكون سر هذه التركيبة فاصبح فنان زمانه بجدارة.

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!