كُنت أعتقد جازماً بأنّ وزارة الداخلية، قد عزمت بصورة جادة على تغيير استراتيجيتها ومفاهيمها في التعامل مع الإعلام لردم الهوّة والفجوة التي كانت قائمة خلال العهد المغبور بينها وبين الصحفيين، عقب فكرة تنظيمها لمنبر شهري لتمليك المعلومات والحقائق للرأي العام عبر الصحافة ، دون “غتغتة أو دسديس”، لكن خاب ظني فيها، خصوصاً بعد الحادثة اللفظية الأليمة التي تعرضت لها شخصياً من قِبل أحد قادتها الذين يحملون على كتفهم رتبةً عسكرية رفيعة، وتأكد من خلال الحادثة أن (حلمي مازال بعيد المنال). ما حدث لشخصي من قِبل مدير إدارة مكافحة التهريب بهيئة الجمارك اللواء هاشم محمد أحمد دليلٌ دَامِـغٌ على أنّ الشرطة مازالت في (عهدها القديم) في تعاملها مع الصحفيين الذين هم الآن خط الدفاع الأول “بالقلم” مع القوات المسلحة في حربها المصيرية ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية!!
وبدعوة كريمة من وزارة الداخلية، ذهبت لحضور منبرها الشهري الذي عكفت على تنظيمه، وجاء الأسبوع المنصرم، تحت عنوان: “وطن خال من المخدرات”، بمشاركة كوكبة نيِّرة من الزملاء الصحفيين وقادة الشرطة، على رأسهم المدير العام المكلف، الفريق شرطة محمد إبراهيم، وعقب انتهاء المتحدثين في المنَصّة، كالعادة أُتيحت الفرصة للزملاء الصحفيين للأسئلة والاستفسارات، فكنت من ضمن الذين أُتيحت الفرصة، فوجّهت سؤالاً للمنَصّة حول (هل رصدتم أيِّ نشاط تجاري لمليشيا الدعم السريع المتمردة في المخدرات لتمويل حربها ضد القوات المسلحة). انتهى السؤال..؟!
فللأسف الشديد لم أجد رداً أو إجابة على سؤالي المشروع، بل وجدت إساءة لفظية بالغة وعبارات غير لائقة في حقي ولا تمُت الإنسانية ولا الأخلاق بصلة من قِبل مدير إدارة مكافحة التهريب بهيئة الجمارك السيد اللواء هاشم محمد أحمد “تسد منها أذنيك” من شدة وقاحتها، وكان رده لي قائلاً: (بالله عليك الله أنت صحفي تسأل سؤال زي دا وهكذا)، الأمر الذي وجد استهجاناً من جميع الصحفيين وزاد من ارتفاع درجات الحرارة داخل قاعة المؤتمر الصحفي، المرتفعة حرارتها أصلاً بسبب سخانة أجواء مدينة بورتسودان وأسلوب السيد اللواء غير المحترم!! وبكل أسف خرجت هذه العبارات المُسيئة من رتبة لواء في وزارة الداخلية (العين الساهرة) الشعار الذي تلقّى ضربة مُوجعة من السيد هاشم المتوقع وصوله وزيراً للداخلية في أي لحظة. وإذا حدث ذلك تكون هي كارثة حقيقيّة، أن يكون هنالك جنرال شرطي يرد على أسئلة الصحفيين والإعلاميين بهذا المستوى الغير جيد ويُقلِّل من قيمتهم، في الوقت الذي يصطفون فيه مع القوات المسلحة في خندق واحد في حربها المصيرية ضد المليشيا المتمردة، لأنّ دورهم لا يقل أهميةً من دور جندي الجيش في جميع جبهات القتال، في التصدي للآلة الإعلامية الضخمة للمليشيا التي تبث سمومها ضد القوات المسلحة ومحاولتها اليائسة لضرب النسيج الاجتماعي، مع ذلك بكل أسف يواجه الصحفيون بمثل هذه الأساليب غير المحترمة من بعض قادة وزارة الداخلية!!
وختاماً من هذا الزاوية، أعلن باعتباري المالك لموقع الموجز السوداني للخدمات الإخبارية، الذي يتابعه أكثر من 50 ألف مواطن سوداني داخل وخارج السودان يومياً، أعلن مقاطعتي لجميع مناشط وفعاليات وزارة الداخلية حتى ظهور موقف جديد من الوزارة.
ومن هنا أقول للسيد اللواء هاشم محمد أحمد “عند الله تجتمع الخصوم” فعدالة السماء أفضل من عدالة الأرض، “فالسُّلطة ضل ضُحى”