للناس والوطن.. أحمد قسم السيد يكتب:طعم العيد في زمن الحرب.. عاداتٌ سادت ثم بادت

بالرغم من أنّ عيد الأضحى لهذا العام جاء أقل ما يُوصف بأنه كطعم الحنظل، لكن مازال الأهل والمواطنون في جميع القرى والبوادي والفرقان بولاية نهر النيل العصيّة على الجنجويد والمرتزقة دخولها أو الاقتراب منها، يُحافظون على عاداتهم وتقاليدهم في الأعياد، مثل المشاركات المجتمعية وتبادل الزيارات واللمّة فوق صينية المرارة بالشطة الخضراء المخلوطة بـ”الدكوة” التي تسبق صينية” الفطور”، رغم الارتفاع الجنوني في أسعار الأضاحي، لكن حصر الكثير من المواطنين على شراء الأضحية حفاظاً على هذه المناسبة والشعيرة الدينية.

يُلاحظ في هذا العيد غيابٍ تامٌ للوفود التي كانت تأتي من المُـدن (البندر) إلى الريف ببصات “حدباي” مُحمّلين بالهدايا وينزلون في شارع التحدي الرابط بين العاصمة الخرطوم المغتصبة من الجنجويد والولايات المختلفة، يزحفون بالأقدام حتى وصولهم الى الفريق لحضور مناسبة العيد، لكن اختفت هذه الظاهرة، لا سيّما في مناطق تواجد المليشيا المتمردة التي أصبحت خالية من ساكنيها وكأنها قرية كانت آمنة فكفرت بنعمة الله فمسحها الله من الوجود بسبب هجران أهلها لها عقب احتلالها من المليشيا واستخدامها ثكنات عسكرية، وتخوّف الأهالي من أفعالها الوحشية ضدهم، الأمر الذي جعل العيد بلا طعم، وأصبح شبيهاً بيوم الحشر والنشر، بسبب الانتهاكات والإبادة الجماعية التي نفّذتها ومازالت تُنفِّذها مليشيا أسرة آل دقلو الإرهابية ضد الشعب، ولا يكاد يخلو بيت سوداني من فقد عزيز غدراً برصاص المليشيا، ومع ذلك ظلّ الشعب يقف خلف قواته المسلحة مُردِّداً شعار: “جيشٌ واحدٌ شعبٌ واحدٌ”، العبارة التي كانت قاصمة ظهر للمليشيا ومازالت نيرانها مُتّقدة في أكباد ما تبقى من أسرة دقلو الإرهابية، والتي تبذل كل ما في وسعها لشق صف الشعب، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في خلق شعب مُوازٍ من عربان الشتات الذين تَـمّ استيرادهم من دول الجوار إلى مناطق تواجدها لخلق شعبية مزيفة لمواصلة حملتها التضليلية والأكاذيبية لكافليها في العالم الخارجي، بأنّ هنالك مواطنين يدعمونا في حربها الانتقامية ضد السودانيين لتنفيذ المخطط الإماراتي – الإسرائيلي – الأمريكي – الفرنسي – الاتحادي الأوروبي، بتهجير السودانيين من وطنهم واستبدالهم بعربان الشتات من قارة أفريقيا، ليسهل لهؤلاء المُخطّطين نهب ثروات وموارد السودان وتقسيمها فيما بينهم مثل مرارة هذا العيد، لكن خابت مساعي أعداء الله وفشل مخطط الديمقراطية ووعى الشعب الدرس، حتى الذين كانوا يدعمون “تقدم” رفعوا أيديهم عنها واغتسلوا (7) مرات بالتراب وانخرطوا في صفوف الاستنفار للقتال مع الجيش في معركة الكرامة ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة، الجناح السياسي لمجموعة العُمَـــلاء بقيادة المُــرتشي عبد الله حمدوك..!

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!