(الميرم سارة) … أيقونة المرأة الدارفورية ..!
جميعنا تساءل وهو يشاهد عبر مواقع التواصل الإجتماعي صورة (الميرم) الدارفورية التي تحمل كلاشا وتقاتل بضراوة في المعركة الأخيرة بالفاشر التي إنهزمت فيها مليشيات الدعم السريع المتمردة بقيادة ثلاثة من اشهر قيادتها ..!.
هي (الميرم) سارة إسماعيل أبكر التي وقفت تقاتل بجانب إبنها فارس أحد فرسان معركة الفاشر ومواصلة لمجاهدات زوجها بشارة حسن قرض الشهير ب(بشارة نيور) الذي إستشهد في ميدان القتال في صفوف حركة تحرير السودان (جناح مناوي) وهي أيضا شقيقة أحد قادة المتحركات العظام عبد العزيز اسماعيل ابكر (نيري) .
بلاشك فإن (الميرم) سارة إسماعيل نموذجا للمرأة الدارفورية (الزوجة والبنت والام) نموذجا للمرأة التي نكلت بها المليشيا الإرهابية المتمردة شر تنكيل فأذاقتها مر الحنظل في نفسها وفي زينتها وممتلكاتها وفي زوجها واولادها الذكور الذين قتلتهم هذه المليشيات في الجنينة وفي اردمتا وفي كل مكان في دارفور أرض القرٱن المحمل ، قتلتهم المليشيا بصورة إنتقائية عنصرية بغيضة بلا وزاع ديني وبلا اخلاق وبلا نبل ولا كرامة في أسوأ جرائم عرفتها البشرية لم نسمع بها إلا لماما عبر التاريخ ..!.
(الميرم) سارة هي إمتداد طبيعي لمسيرة الميارم في سلطنة دارفور، الميرم تاجه أخت السلطان علي دينار ..!، وهي بالطبع إمتدادا لمسيرة المرأة السودانية الكنداكة ، ولا بقل دورها عن دور مهيرة بت عبود ورابحة الكنانية ومندي بت السلطان عجبنا ولكل منهن دور مشرف في زمانه …!.
في تقديري الخاص أن الفظائع التي ذاقتها المرأة الدارفورية في نفسها وفي أطفالها حسبما كشفت عنها إستطلاعات الناجيات من الجنينة واللاتي لجأن لدولة تشاد فرارا بما تيسر لهن من الأبناء ، إنها مأساة حقيقية مسجلة في أضابير الجرائم ضد الإنسانية من قهر وبطش وتعذيب وتحرش واغتصاب ، قالت| هيومن رايتس ووتش إنها حملة تطهير عرقي ممنهجة ضد قبيلة المساليت إنتهجتها مليشيا الدعم السريع في السودان ، قامت بتجميع الأطفال الذكور وإطلاق النار عليهم بالجنينة لإفناء المساليت من الوجود وإنتهاك حرمات النساء ، قصدت بها المليشيا ترويض المرأة الدارفورية
لأجل تغيير ديمغرافي كامل ،
وبلاشك مثل هذه الأحداث رفعت وتيرة مناضلات المرأة الدارفورية لتحدث المفاجأة ..!.
فكانت الميرم سارة واحدة منهن ولكنها بالطبع لم تكن هي الأولي وقد سبقتها كثر من النساء الدارفوريات ، سألت حواء إحد نساء قولو بجبل مرة إبان تحرير (سرونق الحصينة) لماذا تعمل المرأة الدارفورية في الحقل وتربية الأطفال بجد أكثر من الرجال ..؟!، فاجأتني حواء لتقول كمان ندفع عن طيب نفس من حر مالنا للراجل ليتزوج بثانية وثالثة ورابعة ..!، بلا شك لن يحدث ذلك وإلا عند الميرم الدارفورية ..!.
وليس ذلك فحسب بل ظلت المرأة الدارفورية تعمل في أعمال البناء والتشييد تحمل المونة وفي النظافة والحصاد وتجدها الأكثر نشاطا في المناسبات الإجتماعية ولها قدح بتذوق خاص يطلق عليه (قدح الميارم ..!) ، إلا أن الميرم سارة إسماعيل إستحقت أن تصبح أيقونة المرأة الدارفورية لمجاهداتها في تجربة فريدة تقاتل مع ولدها في الصفوف الامامية ، وقد التحقت بحركة جيش تحرير السودان في العام 2004 وكانت تعمل في المكتب السري للحركة ولكنها خرجت للعلن عقب المجزرة البشرية التي ارتكبتها المليشيا بحق اهالي (لبدو) في خواتيم العام 2004 فأعلنت عن نفسھا مجندة بالحركة ..!.
إنضمت سارة الي أكاديمية الحركة العسكرية الدفعة (18) الكتيبة (18) حيث شاركت بعد تخرجها في ذات العام ميدانيا عقب ضربة برام ومتورت وتقدمت سارة حتي وصلت الخطوط الامامية كما ظهرت في عدة معارك وھي تحمل الكلاش ، قبل ظهورها الاخير الملفت والمثير للإنتباه في الفاشر لتصبح بحق ٱيقونة المرأة الدارفورية التي حملت السلاح دفاعا عن نفسها ورفيقاتها ..!.
الرادار .. الأربعاء 15 مايو 2024 .