العالم أجمع يتابع مايدور الآن بشأن الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور ، وبعض نواحي كردفان المحاصرة ،
المواطنون هناك حركتهم محدودة ومقيدة ، لا عمل لدى أكثرهم ولا عائد مادي ، هم يعتمدون كليا على التحاويل من الأهل داخل وخارج السودان التي تصلهم عبر تطبيق بنكك ، التطبيق الأكثر فاعلية وحضورا الآن ،
أعتقد أنه لن يختلف شخصان ولن يكابر أحد على أن بنك الخرطوم يشكل أحد شرايين الحياة لدى المواطن السوداني ، فكل المناطق التي ليس بها بنوك عاملة الآن وغير آمنة للتداول بالمال نقدا ، التعامل فيها يتم عبر بنك الخرطوم بواسطة تحويلات بنكك ، وهذه التحويلات متوقفة عليها حياة أسر ،
( تخيل لو لم يكن هناك بنكك في عز هذه الأوضاع ومضاعفات الحرب المأساوية ..
— سوف يتضاعف الموت جوعا..
هكذا دار النقاش بين نازحين شردتهما الحرب وهما بعيدان عن ديارهما وعن وظيفتهما بل فقدا وظيفتيهما ،
أعتقد أنه إذا تواضع الناس علي تكريم أكثر شخصية إعتبارية خدمت الناس في ظل الحرب لاشك سوف تكون تطبيق بنكك الذي يتبع بنك الخرطوم ، فبفضله بات في مقدور الناس تلقي الخدمات العلاجية ، والحصول علي الخدمات الضرورية ، انا شخصيا لا أستطيع تصور حياتي واسرتي دون تطبيق بنكك ، وأحسب أن كثيرين غيري كذلك ،
بنك الخرطوم ظل صديقا للمواطن طيلة فترة الحرب ، وكنهجه في خدمة المواطن والتخفيف عنه قام في الفترة من السابع من مارس إلى العشرين منه بإعادة تشغيل فرعين من فروعه بأم درمان _الثورة ، فرع شارع الوادي (الحتانة ) ، وشارع النص (الحارة السابعة ) ، ومعلوم مدى تضاعف الكثافة السكانية بمناطق الثورة لجهة أنها الأكثر أمنا بعد أن بسط عليها الجيش كامل سيطرته ،
ووقتها ذكر مسؤلون بالبنك أنه كانت قد تمت خمسين مليون عملية عبر تطبيق بنكك في ولاية الخرطوم مما يؤكد تقديم البنك خدماته لقطاع كبير من المواطنين ،
في علاقاتنا الإنسانية عندما يحتدم الخلاف بينك وآخر ويصل مرحلة تحسب أنه لا رجعة بعدها ، ينصحك البعض بمحاولة إستحضار الأشياء الجميلة التي بينك وبينه ، فيقول ليك ( ياخ إتذكر ليهو الحاجات السمحة العمله ليك ) ،
على ذات المنوال عندما أتابع الهجمة التي تُشن على بنك الخرطوم بغض النظر عن الأسباب والدوافع والمبررات ، أجدني أردد بنك الخرطوم بنكك ، العبارة التي رسخت في أذهاننا وترجمها التطبيق عمليا ، فأستحق بها البنك نجمة الإنجاز ووسام الصمود لدى المواطن البسيط على أرض الواقع لأنه كان صديقه في وقت الضيق ، فأستحق منه التقييم بأنه الأفضل ، قبل المؤسسات والخبراء المعنين بالتقييم ،
لا شك في أن هنالك بعض الإستغلال والتوظيف السيئ الذي قد يحدث في أشياء كان الغرض منها حميدا ، فقد يرى البعض أن بنك الخرطوم قد أخطأ عندما رفع سقف التحويلات إلى خمسة وعشرين ألف جنيه في اليوم (٢٥) ، لكن أعتقد أن نية البنك حينها لم تكن التآمر أو هدم الإقتصاد كما قد يرى البعض ، بقدر ماكانت الطموح في المذيد من الرضا من قبل العميل ،
أرى أن أي خُطوات تستهدف إيقاف خدمات بنك الخرطوم يجب أن يسبقها إستفتاء شعبي ، فبنكك في السوق وفي المكتب ، بنكك في الصيدلية والمطعم ، بنكك في مشوار الرقشة ، وبنكك حيث ما أردت حاضر ، هو واقع من الصعب تجاوزه ،
وأعتقد أن المعالجة تكمن في وضع سياسات واضحة وخلق مجالات تنافس لأجل التجويد .