الحرب تحيل أم درمان إلى مدينة أشباح

أمدرمان _الموجز السوداني

الحرب تحيل أم درمان إلى مدينة أشباح

حوّلت الحرب بين الجيش السوداني والمليشيا المُتمرِّدة، أحياء وأسواق أم درمان القديمة

إلى مدينة أشباح، المَشَاهِد فيها صادمةٌ جرّاء التدمير الذي لحق بالمنازل والمحال التجارية وشبكة الكهرباء.

وتعرّضت الأسواق الرئيسية المتمثلة في سوق أم درمان وسوق الشهداء،

حيث كانت محطة المواصلات الرئيسية في منطقة وسط أم درمان، لعمليات نهب وتخريب واسعة ضاعت معها ملامح هذه المناطق التاريخيّة العريقة

وقال ضابط في الجيش طبقاً لـ”سودان تربيون”، إنّ المليشيا المُتمرِّدة استغلت سوق الشهداء

ومحيطه كمنطقة سيطرة رئيسية، بها ارتكازات كبيرة للقوات ومستودعات للأسلحة والذخيرة.

وأوضح الضابط، الذي فضّل حجب اسمه لأنّـه غير مُخوّل بالحديث للصحافة، أنّ منطقة الشهداء

كانت تربط قوات الدعم السريع المتمركزة في مباني الإذاعة والتلفزيون المُطلة على نهر النيل ببقية القوات المُنتشرة في وسط وغرب مدينة أم درمان

وعلى طول الشوارع الرئيسية في وسط أم درمان القديمة، تتكوّم مئات السّيّارات المدنية التي تحوّلت إلى خُـردةٍ جرّاء عمليات النهب التي طالت أجزاءها الرئيسية،

أو بسبب الرصاص الكثيف الذي أتلف هياكلها بالكامل، فضلاً عن عشرات المركبات العسكرية المُدمّرة بشكل كامل جرّاء القصف المدفعي والجوِّي

وفي أحياء أم درمان القديمة، بالكاد توجد أعيان – سواء كانت خاصّة أو مرافق عامّة – سلمت

جدرانها من الرصاص الذي نقش آثاره بشكل واضحٍ على حيطان المباني، خاصّةً تلك المُطلة على الشوارع والميادين

وفي كل الطرقات الفرعية والأزقة والشوارع الرئيسية في وسط وشرق أم درمان، طَــالَ الدمار توصيلات وأعمدة الكهرباء، إذ أصابت القذائف

عشرات الأعمدة فأسقطتها أرضاً أو جعلتها آيلة للسُّقوط، كما تقطّعت أسلاك الكهرباء بسبب كثافة الأعيرة النارية وقذائف المدفعية

ومع خلو طرقات وأحياء أم درمان العتيقة من السكان، كانت بعض الشاحنات تنقل أمتعة وأثاثات بعض الأُسر شمالاً صوب محلية كرري،

ما يعني أنّ المنطقة لن تكون مأهولة بالسكان – على الأقل خلال الأيام القادمة – بسبب الخراب الذي لحق بشبكات الكهرباء والمياه والعديد من المساكن.

قد يعجبك ايضا
الموجز السوداني
error: Content is protected !!