*التطبيع مع اسرائيل و بعثة يونتامس كانت اهم انتكاسات حكومة حمدوك*
*حرب 15 ابريل كشفت ان علاقات السودان الخارجية الرسمية كانت صفرآ كبيرآ*
*احداث اختراق خارجى يقتضى المواجهة الرسمية للامارات و دورها فى تأجيج الحرب*
*ضرورة مواجهة الدول التى فتحت مطاراتها و حدودها لتمرير الاسلحة للمليشيا*
*مليشيا الدعم السريع هى المسؤولة عن نزوح ملايين المدنيين واحتلال بيوتهم*
من البديهى ان السياسة الخارجية لاى بلد ، تعتبر انعكاسآ لمتطلبات المصالح الوطنية ، او المصالح المشتركة و التى تمليها الاوضاع الداخلية للبلدان ، على الصعيد السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى ، فى وجود حالات كانت الايدولوجيا دورآ فى تحديد توجهات السياسات الخارجية ، و فى الغالب تتأثر الرغبات الوطنية فى اتباع سياسة خارجية واقعية بما تفرضه المحاور الدولية ، المحددات الجديدة لسلوك الدول فى الاستجابة للمصالح الدولية و الاندماج فى رؤية المجتمع الدولى لقضايا مثل الارهاب و الاقتصاد الحر،
سودانيآ ، و منذ ثورة ديسمبر 2019م ، و تكوين حكومة حمدوك ، اتسمت السياسة الخارجية بالارتباك و عدم وضوح الرؤية لاولويات السياسة الخارجية و توظيفها لخدمة مصالح البلاد الاستراتيجية ، و كان ملف العلاقات الخارجية محل تنازع بين مجلس السيادة و الحكومة و وازرة الخارجية ، و بعد تكوين حكومة حمدوك الثانية ( حكومة المحاصصة الحزبية ) ، اصبح ملف العلاقات الخارجية تائهآ بين مجلس السيادة و رئيس الوزراء من جهة ، ومن جهة اخرى بين وزارة الخارجية ووزارة مجلس الوزراء فى مستوى آخر، بالاضافة الى قيام حميدتى بانشاء قنوات و مكاتب خارجية ، فضلآ عن قيامه بزيارات خارجية علنية و سرية لا تعلم الحكومة عنها شيئآ ،
جاءت اكبر انتكاسات العلاقات الخارجية السودان باعلان وزير الدولة بالخارجية عمر قمر الدين ، ان حكومته قررت التطبيع مع اسرائيل ، و بعد بضعة اشهر تم تعيين السيد فولكر بيرتس رئيسآ لبعثة ( يونتامس ) ، وفى هذه المرحلة و حتى ظهور الثلاثية و الرباعية ، تراجع اداء الوزارة و فقدت القدرة على ادارة ملف العلاقات الخارجية ، و اختلط الحابل بالنابل،
اندلعت الحرب فى 15 ابريل ، و كشفت ان علاقات السودان الخارجية الرسمية كانت صفرآ كبيرآ ، و ان بلادنا لم تكن تتمتع باى علاقات خارجية تقليدية فى اطار احترام سيادة الدولة و عدم التدخل فى شؤونها الداخلية ، و تسابقت دول كان السودان يصفها بالصديقة الى الوقوف بجانب (مليشيا الدعم السريع ) التى تمردت على الدولة ،دولآ عربية و افريقية تلزمها مواثيق و اتفاقات مع السودان انحازت الى جانب المليشيا ، صحيح ان الامارات وضعت ثقلها المالى و الدبلوماسى فى خدمة مشروعها الاستيطانى فى السودان و نجحت فى استمالة رؤساء هذه الدول لخدمة اجندتها ، و غابت الدبلوماسية السودانية و عجزت العلاقات التقليدية فى الدفاع عن مصالح الدولة السودانية ، و فتحت هذه الدول مطاراتها لايصال الاسلحة الاماراتية للمليشيا المتمردة ، و استمرت فى ذلك حتى بعد الادانات الدولية لانتهاكات و جرائم المليشيا و مخالفتها لكل الاعراف و القوانين الدولية الانسانية ، فضلآ عن مخالفة هذه الدول لقرار مجلس الامن رقم 1591 و القاضى بعدم توريد اسلحة لدارفور ،
بعد اشهر من الحرب ، نشهد تحركات دبلوماسية على مستوى مجلس السيادة والخارجية ، لاصلاح العلاقات الخارجية ، وعلى الاقل لتوظيف هذه العلاقات لخدمة الاهداف الرئيسية للحكومة فى الحفاظ على كيان الدولة و استقلالها ، و بالطبع فان هذا لا يتحقق الا بمواجهة الاجندة الاماراتية و فضح دورها فى تأجيج الحرب و اطالة امدها بتبنيها للمليشيا و توفير كل احتياجاتها التسليحية و اللوجستية ، وهذا يقتضى اقامة علاقات على اساس المصالح المشتركة ، و التى تستجيب لمصلحة السودان الآنية و التى تتمثل فى توفير مستلزمات مواجهة مليشيا الدعم السريع و هزيمتها و اقصاءها من المشهد تمامآ ، و الانتباه لما يحاك فى الخفاء لممارسة ضغوط اضافية مضللة على الحكومة لجهة ايصال المساعدات الانسانية ، هذه الممارسات المفضوحة تتجاهل ان المليشيا تسيطر على غرب دارفور و الطرق المفتوحة مع تشاد حيث تصلها امدادات الاسلحة و الوقود ،
العالم ( الحر) لا يكترث للجرائم و الانتهاكات التى ترتكبها مليشيا الدعم السريع من ترويع و قتل ونهب و تهجير للمدنين، و يعد التقارير بارقام المحتاجين و يتباكى لضرورة اغاثتهم ، من المسؤول عن نزوح الملايين من بيوتهم ؟ من المسؤول عن تدمير المستشفيات و الجامعات و مرافق الخدمات ؟ ، هذا نفاق المنافقين ،
26 فبراير 2024م