محمد البشاري يكتب.. مدارس نهر النيل.. واقع ينتظر الاصلاح
يقول المفكر الألماني ماكس بلانك بشأن أهمية العلم “ما يبدو لنا اليوم غير قابل للتصور، سيصير يوما من وجهة نظر أوسع، بالغ البساطة والتناسق”.
فيما تقول المفكرة البولندية ماري كوري ” أنا لا أرى أبدا ما تم إنجازه، بل أرى ما لم يتم إنجازه بعد”.
وتمضي أقوال علماء آخرون حول أهمية التعليم بإطلاق توصيف بليغ مفاده أن سعادتهم تعتمد على ما في عقولهم من علم، وعلى ما أنجزوه من أعمال لا على ما في جيوبهم من مال.
تلك الأقوال تبين ببساطة مدى أهمية التعليم في تطور ونهضة ونماء ورقي الدول وشعوبها، فسلاح التعليم كان وما زال وسيظل المخرج الوحيد لانتشال أي مجتمع من وهدة التخلف إلى فضاء التطور.
بالرغم من الحرب الدائرة في العاصمة السودانية الخرطوم منذ 15 أبريل الماضي وما خلفته من أوضاع كارثية نتيجة القتل وتهجير ملايين المواطنين من الخرطوم إلى الولايات الأخرى وعدد من دول الجوار غير أن ولاية نهر النيل التي استقبلت أعداد كبيرة من الفارين من جحيم الحرب اتخذت حكومتها قرارا شجاعا بتحديد موعد انطلاق العام الدراسي وقبول كل الطلاب الوافدين بمدارس الولاية، حكومة الولاية لم تكتفي بهذا الحديث بل مضت أكثر من ذلك حينما تعهدت بتوفير كل مطلوبات بدء العام الدراسي وتذليل كل العقبات التي تعترض انطلاق قطار الدراسة ومنها توفير الاجلاس في المدارس والاتفاق مع ديوان الزكاة على توفير الزي المدرسي والوجبة للطلاب الوافدين.
ولعل وصفنا لقرار بدء الدراسي بالشجاع يأتي من باب أن نهر النيل أول ولاية تتصدى لتنفيذ توجيهات مجلس السيادة بفتح المدارس حتى يتمكن الطلاب من إكمال مراحلهم الدراسية دون تعطيل ، وثانيا لأن قرار انطلاق الدراسة يحافظ على الطلاب الذين بات عدد كبير منهم يتسكعون في الطرقات جراء تطاول أمد إجازة المدارس ومن ثم يقعون فريسة لأي مظاهر سالبة أو منافية للأخلاق والعادات والتقاليد.
لكن وبعد مرور ثلاثة أسابيع من بدء العام الدراسي بنهر النيل وقبول الطلاب الوافدين من الخرطوم بمدارس الولاية طفت للسطح اشكاليات تتطلب المعالجة العاجلة من حكومة نهر النيل تتمثل في النقص الكبير في الاجلاس والنقص الحاد في الكتب فضلا عن قلة أعداد المعلمين والمعلمات خصوصا بعد إعادة المرحلة المتوسطة من جديد، تلك الأشياء تمثل أمر معيق ومهدد لاستمرار العملية التعليمية إن لم تجد التدخل العاجل من حكومة الولاية وإيجاد الحلول اللازمة والسريعة لها.
للعناية:
ترك الجروح دون تطبيب يتسبب في مضاعفات خطيرة ، ذات الأمر ينطبق على المشكلات القائمة التي تواجه العملية التعليمية ، فمشرط الجراحة يجب أن يصوب نحو اكمال نواقص الدراسة بشكل عاجل لضمان عام دراسي مستقر