*السعودية هى من تحاشت زيارة البرهان*
*البرهان و عبر الطرق المعتادة و ضع زيارة السعودية فى سلم أولوياته*
*السعودية لم تخطر القيادة السودانية بالموافقة و لم تحدد مواعيد للزيارة*
فى 10 سبتمبر 2023م كتب الاستاذ فيصل محمد صالح مقالآ بصحيفة الشرق الاوسط السعودية تحت عنوان (لابد من جدة .. و ان طال السفر) ، جاء فيه (منذ خروج الفريق عبد الفتاح البرهان من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الذي كان محاصَراً داخله لأكثر من أربعة أشهر، سجل ثلاث زيارات خارجية لمصر وجنوب السودان وقطر، وكلها دول ذات علاقة مباشرة بالملف السوداني، وإن تراجع الدور القطري قليلاً خلال الفترة السابقة، وقد ينطلق البرهان في زيارات أخرى متوقعة لدول أخرى منها تركيا والإمارات، لكن تبقى زيارته للمملكة العربية السعودية، متى ما تمت، هي الأهم في هذا الوقت بالذات، لهذا توقع كثير من السودانيين أن تكون وجهة البرهان الأولى هي جدة لاستئناف التفاوض، وفق التفسيرات التي قالت إنه خرج باتفاق لترتيب عملية تفاوضية واسعة، وبدا للبعض أنه ما دام تجنب السفر إلى جدة، فهذا يعني أنه يتهرب من التفاوض، ولعله لا يزال تحت تأثير المجموعات الرافضة التفاوض والداعمة اتجاه استمرار الحرب ) ،
امس تحدث الاستاذ فايز الشيخ السليك الى احد القنوات الفضائية و قال ( ان البرهان تحاشى زيارة السعودية ) ، و ما بين حديث فيصل و السليك تحدث كثير من القيادات و من يصفون انفسهم بالمحللين السياسيين و تطلق عليهم القنوات ذات الاجندة صفات لا تتوفر فيهم ، يتحدثون بما لا يعرفون ، و دون معلومات فيخطئون بطريقة سافرة ، يفتضح من خلالها انحيازهم و تحاملهم على الحقائق بما يخرجهم من ملة المحللين السياسيين ، فى حين ان اهم الشروط الواجب توفرها فى المحلل السياسى الاستقلالية و النزاهة و الإبتعاد عن الرأى الشخصى و الاعتماد على المعلومات ، و فى هذا فلا فرق بين سلك و سليك، سلك الذى يلوى عنق الحقائق للوصول لاهدافه ، بينما كان المتوقع من السليك ان يقدم الحقائق بموضوعية و نزاهة ،
الزميل فايز الشيخ السليك يخلط تحليله السياسى برغباته الشخصية ، و كان الافضل له ان يتحدث كمستشارللمجموعة التى يدعمها ، بدلآ من التخفى خلف لافتة المحلل السياسى ، وهو يتبنى خط اعلامى و ليس بمحلل ، كما يحلو لبعض ادعاء التحليل السياسى ، فيصل قال البرهان يتهرب من الذهاب الى جدة ، السليك قال يتحاشى الذهاب الى جدة ، فيصل كان وزيرآ فى حكومة حمدوك الاولى و مستشارآ له فى الحكومة الثانية ، السليك كان مستشارآ صحفيآ لحمدوك ، سلك كان وزيرآ اول ، و لذلك يفترض انهم تعلموا ابجديات العمل الدبلوماسى الذى يكفى لمعرفة الكيفية التى تتم بها الزيارات المجدولة بين رؤساء الدول وهى محددة سلفآ بمواقيت و اجندة باتفاق الدولتين ، و كان عليهم ان يسألوا ان لم يكن لديهم علم بكيفية الزيارات الطارئة كما فى حالتنا هذه ، الزيارات الخارجية التى تمت لمصر و جنوب السودان و ارتريا و قطر و تركيا ، تمت بطلب من البرهان ، و ربما فى بعضها تمت بدعوة من دولة او اكثر من هذه الدول ،
السعودية كانت من اوائل الدول التى طلب البرهان زيارتها، و حسب ما هو متبع كان على السعودية ان تحدد تاريخ الزيارة ، او تتحاشى الزيارة كما حدث ، بتبرير ان جلالة الملك و السيد ولى العهد منشغلان بالاعداد للقمة الاممية فى نيويورك او اى سبب آخر، و ليس مطلوبآ ان تعلن المملكة عن اسباب ارجاء الزيارة ، كما ان البرهان لن يكرر الطلب و ليس مطلوبآ منه الالحاح فى امر الزيارة ، مع الاخذ فى الاعتبار ان المملكة ربما كان عليها السعى لاتمام الزيارة باسرع وقت ممكن ،لا سيما و ان جدة كانت اهم منبر للتفاوض و برعاية امريكية ، و الحقيقة ان السعودية هى من تحاشت الاستجابة للزيارة فى الوقت الذى توقعه كثيرون ومنهم الاستاذان فيصل و السليك،
فى تقديرى ، لا احد تحسرعلى تلكؤ السعودية فى تحديد وقت مبكر للزيارة ، فالمملكة كانت مسهلا فى اتفاق جدة و عدد من الهدن شراكة مع امريكا ، و لكنها لم تستطع ان تفعل شيئآ فى مواجهة تعنت قوات الدعم السريع و رفضها الخروج من بيوت المواطنين و المستشفيات و الاعيان المدنية ، و عدم الالتزام بالممرات الانسانية ، المملكة لم تستنكر او تدين انتهاكات قوات الدعم السريع لاتفاق جدة ،
المحزن حقآ هوان شخصيات و اقلام رصينة انضمت لجوقة التهريج السياسى مندفعة باجندة غير مهنية وغير شفافة، مما يقلل من قيمة هذه المساهمات فى المساعدة على انهاء الحرب و استئناف العملية السياسية ، كاتب هذه السطوريزعم باعتداده بمساهمات كل من فيصل و فايز فى الشأن الوطنى، و لكنه يلاحظ ان تجويد هذه المساهمات تراجع بصورة مخلة منذ ان قبل فيصل و فايز العمل فى حكومة حمدوك التى اقامت علاقات مع اسرائيل ، وهى الدولة التى كان يسميها الاخوين بالكيان الصهيونى
21 سبتمبر 2023م